الوداد المغربي يعلن فسخ عقد موكوينا بالتراضي.. وجدل حول المستحقات المتأخرة

أعلن نادي الوداد الرياضي المغربي، مساء الثلاثاء، فسخ التعاقد مع الجنوب أفريقي رولاني موكوينا، المدير الفني السابق للفريق الأول، وذلك بعد فترة لم تخلُ من الجدل والأداء المتذبذب، لتنتهي رحلته في الدار البيضاء بعد أقل من عام من توليه المسؤولية.

نهاية رسمية لمسيرة غير مكتملة

وأكد النادي، في بيان رسمي نُشر عبر منصاته الإلكترونية، أن فسخ التعاقد تم بالتراضي بين الطرفين وبشكل فوري، مقدمًا الشكر للمدرب موكوينا وأعضاء الجهاز الفني المعاون له على الفترة التي قضوها داخل أسوار النادي.

وأشار البيان إلى أن إدارة الوداد تقدر الجهود التي بذلها المدرب الجنوب أفريقي خلال توليه المسؤولية، رغم عدم تحقيق النتائج المرجوة على الصعيدين المحلي والقاري.

بداية في يوليو.. ورحيل في أبريل دون مستحقات

وكان موكوينا قد تولى تدريب فريق الوداد يوم 11 يوليو 2024، قادمًا من تجربة ناجحة نسبيًا مع نادي ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي، غير أن فترته مع الوداد لم تستمر طويلًا، حيث رحل عن الفريق في 29 أبريل 2025، دون أن يحصل على مستحقاته المالية المتأخرة، ما أثار تساؤلات عديدة في الأوساط الرياضية المغربية بشأن إدارة الملف التعاقدي.

ورغم مرور أكثر من أسبوعين على مغادرة المدرب، لم يُعلن الوداد رسميًا عن فك الارتباط حتى مساء اليوم، ما رجحه البعض إلى مفاوضات مالية مكثفة لتسوية الوضع.

أرقام باهتة في موسم صعب

وقاد موكوينا فريق الوداد في 35 مباراة رسمية، حقق الفوز في 14 منها، وتعادل في 14 أخرى، بينما تلقى 7 هزائم. 

ورغم الاستقرار الفني النسبي الذي حاول تحقيقه، فإن النتائج لم ترتق لطموحات الجماهير، خاصة بالمقارنة بما قدمه المدرب نفسه خلال فترته مع صنداونز، حيث كان يحظى بإشادة واسعة.

وعانى الفريق خلال فترة توليه من تراجع في مستوى الأداء الهجومي، وعدم قدرة اللاعبين على الحفاظ على ثبات المستوى في المواجهات الكبرى، وهو ما انعكس على نتائجه في البطولات القارية والمحلية على حد سواء.

موكوينا يشكر الإدارة.. ويُشيد برئيس النادي

من جهته، عبّر رولاني موكوينا عن امتنانه لفترة عمله مع الوداد، موجّهًا الشكر لرئيس النادي، هشام آيت منا، على ما وصفه بـ«الدعم المستمر والثقة الكبيرة»، سواء للجهاز الفني أو للاعبين.

وفي تصريحات أعقبت فسخ التعاقد، أكد موكوينا أن تجربته مع الفريق المغربي كانت «مليئة بالتحديات»، لكنه يعتبرها «فرصة مهمة» في مسيرته المهنية، مشيرًا إلى أن علاقته بإدارة النادي تظل ودية ومحترفة.

جدل المستحقات يسبق التعاقد الجديد

وكانت إدارة الوداد مطالبة قانونيًا بتسوية المستحقات المتأخرة للمدرب الجنوب أفريقي قبل الإعلان عن التعاقد مع مدرب جديد، وهو ما تسبب في تأخير إعلان اسم المدير الفني القادم، على الرغم من تسرب أخبار تفيد بالتوصل لاتفاق نهائي مع المغربي أمين بنهاشم لقيادة الفريق.

وتنص لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على ضرورة إنهاء العلاقة التعاقدية السابقة وتسوية كافة الجوانب المالية قبل التعاقد مع جهاز فني جديد، تجنبًا لأي عقوبات محتملة على النادي.

بنهاشم على أعتاب العودة

في الوقت نفسه، بات الإعلان الرسمي عن تعيين أمين بنهاشم مديرًا فنيًا جديدًا للفريق مسألة وقت، خاصة بعد أن أنهى الوداد ملف موكوينا بشكل رسمي. 

ويُنتظر أن يقدم بنهاشم مشروعًا فنيًا جديدًا يعيد الفريق إلى سكة الانتصارات والمنافسة على الألقاب، خصوصًا في ظل احتدام الصراع في الدوري المغربي، والضغوط الجماهيرية المستمرة.

وتُعد هذه العودة لبنهاشم بمثابة تحدٍ جديد في مسيرته، حيث سبق له تدريب عدة فرق مغربية وترك بصمة واضحة، وسط توقعات بأن يركز على إعادة بناء التوازن الفني في تشكيلة الوداد، مع تصحيح الثغرات التي ظهرت خلال الموسم المنقضي.

آفاق ما بعد موكوينا.. وتطلعات الجماهير

وفي ظل التغير الفني الجديد، تبقى آمال الجماهير الودادية معلّقة على قدرة الجهاز الفني المرتقب في استعادة الهيبة المفقودة خلال الموسم الحالي، وتصحيح المسار قبل فوات الأوان. 

كما يترقب المتابعون الخطوات القادمة للنادي على مستوى سوق الانتقالات، ومدى استجابته لمطالب بنهاشم بإعادة هيكلة بعض المراكز داخل التشكيلة.

وبينما طوى الوداد صفحة رولاني موكوينا، تتجه الأنظار إلى ما سيحمله المستقبل القريب، وسط دعوات من أنصار النادي بضرورة تحقيق الاستقرار الفني والإداري لضمان العودة إلى منصات التتويج.