الخميس 22 مايو 2025 الموافق 24 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

كيف تفرق بين صداع التوتر والصداع النصفي؟

الصداع
الصداع

الصداع من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في حياة الإنسان المعاصر، وهو عرض قد يبدو بسيطًا لكنه قد يحمل في طياته العديد من الأنواع والأسباب المختلفة، وبينما يظن البعض أن جميع أنواع الصداع متشابهة، فإن هناك فارقًا كبيرًا بين «الصداع التوتري» و«الصداع النصفي»، فكلاهما يؤثر على جودة الحياة، ولكن لكل نوع منهما سماته ومسبباته وأسلوب التعامل معه، وفى هذا المقال يجاوب القارئ نيوز عن سؤال مهم يتردد في أذهان الكثيرين، وهو: كيف تفرّق بين صداع التوتروالصداع النصفي؟.

ما هو صداع التوتر؟

يُعد «صداع التوتر» أكثر أنواع الصداع شيوعًا، ويصيب الغالبية العظمى من الناس في مرحلة ما من حياتهم، وعادة ما يكون هذا النوع من الصداع ناتجًا عن ضغوط نفسية أو إرهاق جسدي، وغالبًا ما يوصف بأنه «ضغط أو شد» في منطقة الجبهة أو خلف الرأس والعنق، ويتميز بأنه غير نابض ويظهر بشكل مستمر، ولا يصاحبه أعراض أخرى قوية مثل القيء أو الحساسية للضوء، بل يكون مزعجًا ولكن محتملًا.

ويحدث الصداع التوتري في الأغلب عند نهاية يوم طويل مليء بالتوتر، ويزداد في حالات القلق، أو قلة النوم، أو الجفاف، أو التحديق الطويل في الشاشات، وتكون مدته من 30 دقيقة إلى عدة ساعات، لكنه لا يمنع الشخص من ممارسة أنشطته اليومية، وهو ما يميزه عن «الصداع النصفي» الذي يختلف تمامًا في طبيعته وشدته.

ما هو الصداع النصفي؟

أما «الصداع النصفي» فهو حالة عصبية معقدة، تصيب نحو 12% من السكان، وتظهر عادة في شكل نوبات متكررة من الألم الشديد، ويتميز بأنه يأتي على جانب واحد من الرأس، ويكون نابضًا، وقد يزداد سوءًا عند الحركة أو التعرض للضوء أو الأصوات العالية، ويصاحبه في بعض الأحيان «غثيان» أو «قيء» أو حتى «اضطرابات بصرية» تعرف باسم «الأورة».

وغالبًا ما يكون الصداع النصفي ناتجًا عن تغيرات في كيمياء الدماغ، مثل اختلال في مستويات «السيروتونين»، أو عوامل وراثية، كما أن بعض المحفزات قد تؤدي إلى حدوث النوبة، مثل أنواع معينة من الطعام، أو التغيرات الهرمونية، أو حتى التغيّرات في الطقس، وقد تستمر نوبة الصداع النصفي من عدة ساعات إلى ثلاثة أيام.

مقارنة بين الصداع التوتري والصداع النصفي

لفهم الفرق بين «الصداع التوتري» و«الصداع النصفي» من المهم التركيز على عدد من الجوانب، ومنها:

شدة الألم: يكون الصداع التوتري خفيفًا إلى متوسط، في حين يكون الصداع النصفي متوسطًا إلى شديد، وقد يعوق الشخص عن مواصلة يومه

موضع الألم: يظهر الصداع التوتري غالبًا في كامل الرأس، خاصة الجبهة ومؤخرة العنق، بينما يتمركز الصداع النصفي في جهة واحدة فقط من الرأس

طبيعة الألم: يتميز صداع التوتر بأنه «غير نابض» ويشبه الضغط، أما الصداع النصفي فهو «نابض» أو يشبه الطرق

الأعراض المصاحبة: لا يصاحب الصداع التوتري عادة أعراض إضافية، أما الصداع النصفي فقد تصاحبه «أعراض عصبية» مثل الحساسية للضوء أو الصوت، والغثيان، واضطرابات الرؤية

كيف يتم التشخيص؟

يتم تشخيص نوع الصداع من خلال «الاستماع إلى وصف المريض»، فالوصف الدقيق للمكان، وطبيعة الألم، وتوقيت حدوثه، ومدته، والعوامل التي تسبقه أو تزيده، كلها تلعب دورًا مهمًا، وقد يُطلب من المريض الاحتفاظ بمذكرة لتسجيل نوبات الصداع، وهذا يساعد الطبيب على التفرقة بين نوعي الصداع، وفي بعض الحالات النادرة، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، وذلك لاستبعاد الأسباب الخطيرة مثل الأورام أو النزيف الدماغي.

العلاج والوقاية

بالنسبة لعلاج الصداع التوتري، فإنه غالبًا لا يحتاج إلى أكثر من «مسكنات بسيطة» مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، ويمكن أيضًا تقليل تكرار حدوثه عن طريق إدارة التوتر، وممارسة تمارين الاسترخاء، والحفاظ على نمط حياة صحي يشمل النوم الجيد وتناول كميات كافية من الماء.

أما الصداع النصفي، فقد يتطلب علاجًا أكثر تخصصًا، مثل أدوية «التريبتان» التي تساعد في وقف النوبة، أو أدوية وقائية تؤخذ بشكل منتظم لتقليل عدد النوبات، كما أن التعرّف على «المحفزات» وتجنّبها يمثل ركنًا أساسيًا في الوقاية من الصداع النصفي، وقد يستفيد بعض المرضى من العلاجات البديلة مثل «الوخز بالإبر» أو «العلاج السلوكي المعرفي».

متى يجب زيارة الطبيب؟

رغم أن معظم أنواع الصداع لا تكون خطيرة، إلا أن هناك حالات يجب فيها استشارة الطبيب فورًا، ومنها إذا كان الصداع:

يظهر فجأة ويبلغ ذروته خلال ثوانٍ

يصاحبه «تصلب في الرقبة» أو «حمى» أو «فقدان في الوعي»

يحدث لأول مرة بعد سن الأربعين

يتغير في نمطه أو شدته فجأة

لا يستجيب للأدوية المعتادة

«فهم الفرق» بين الصداع التوتري والصداع النصفي يساعد في اتخاذ القرار الصحيح بشأن العلاج والتعامل مع الأعراض، ويقلل من المعاناة اليومية، ويمنع تحول الحالة إلى «صداع مزمن»، ولذلك لا يجب التهاون في وصف الأعراض للطبيب بدقة، فكل كلمة تصف بها «الصداع» قد تكون مفتاحًا لفهم الحالة والتعامل معها بفعالية.

تم نسخ الرابط