قبل «عيد الأضحى».. مواصفات اللحم البلدي والمستورد وكيف تفرق بينهما

مع اقتراب «عيد» الأضحى المبارك، يزداد الإقبال على شراء اللحوم بشكل ملحوظ، إذ يعد هذا «العيد» موسماً رئيسياً لتناول اللحوم الطازجة سواء كانت من الأضاحي أو من الأسواق التجارية، وفي ظل هذا الإقبال الكبير، يتساءل كثير من المواطنين عن كيفية التفرقة بين «اللحم البلدي» و«اللحم المستورد»، خاصة أن الفروقات بين النوعين قد تكون خفية على البعض، مما يجعل من الضروري توضيح الفوارق الجوهرية بين النوعين لضمان اختيار اللحوم الصحية والمناسبة لمائدة «عيد» الأضحى.
اللحوم والاختيارات قبيل عيد الأضحى
«عيد» الأضحى لا يُعد فقط مناسبة دينية بل يُمثل أيضاً موسماً اجتماعياً يتجمع فيه الأقارب والأصدقاء حول الموائد العامرة، لذلك يحرص كثير من الناس على انتقاء أجود أنواع اللحوم، وهنا يظهر سؤال يتكرر كل عام، ما الفرق بين «اللحم البلدي» و«اللحم المستورد»، وكيف يمكن التمييز بينهما داخل الأسواق سواء من حيث الشكل أو الرائحة أو السعر أو حتى طريقة الذبح والتخزين.
مواصفات «اللحم البلدي»
يتميز «اللحم البلدي» بعدد من الخصائص التي تجعله الخيار الأول لدى كثير من المستهلكين في مصر مع قدوم «عيد» الأضحى، حيث يتمتع بلون أحمر داكن نسبياً، ودهون ذات لون أبيض مائل إلى الصفرة، كما أن رائحته تكون طبيعية وخالية من أي نفاذية غير معتادة، كذلك فإن ملمسه يكون متماسكاً ومتمايلاً للنعومة، ويظهر عليه القوام الليفي الواضح، وهو ما يميز اللحم الطازج الذي لم يتعرض للتجميد أو التخزين لفترات طويلة.
كما أن «اللحم البلدي» غالباً ما يكون من ذبائح تمت تربيتها محلياً وتغذيتها على أعلاف طبيعية، ما يمنحه نكهة مميزة ويجعله سهل الطهي والهضم، وهذه الخصائص تجعله مرغوباً بشدة خلال «عيد» الأضحى حيث يُستخدم في إعداد أطباق أساسية مثل الفتة والكباب والريش وغيرها.

مواصفات «اللحم المستورد»
أما «اللحم المستورد» فيُستورد غالباً من دول مثل البرازيل والسودان والهند ونيوزيلندا وأستراليا، ويُجمد فور الذبح ويُحفظ في درجات حرارة منخفضة جداً، مما يؤثر على نسيجه وطراوته، وغالباً ما يكون لونه أحمر فاتح أو مائل للون الوردي، ودهونه بيضاء تماماً وتبدو متجمدة، كما يمكن أن تنبعث منه رائحة طفيفة تشير إلى عملية التجميد، وعلى الرغم من أن الكثير من اللحوم المستوردة تأتي وفقاً للمواصفات الصحية الدولية، إلا أن بعض المستهلكين يفضلون «اللحم البلدي» خصوصاً خلال مواسم مثل «عيد» الأضحى بسبب الرغبة في الطزاجة والذوق التقليدي.
الفرق في السعر بين اللحوم
واحدة من أبرز الفروقات التي تساعد على التمييز هي «السعر»، حيث أن «اللحم البلدي» أغلى ثمناً من المستورد نظراً لارتفاع تكلفة التربية والنقل المحلي، وقد يصل الفارق إلى 30٪ أو أكثر في بعض الأحيان، لذلك يُقبل بعض المواطنين على «اللحم المستورد» لتوفيره الاقتصادي خاصة عند شراء كميات كبيرة قبيل «عيد» الأضحى.
طرق التفرقة البصرية والحسية
ينصح خبراء الصحة الغذائية بعدة خطوات لتفريق اللحوم عند الشراء، أهمها النظر إلى اللون والملمس والرائحة، حيث أن «اللحم البلدي» يظهر بمظهر أكثر تماسكاً ولا يُظهر عليه علامات التجميد، كما أن قطعة اللحم عندما تُضغط عليها بالإصبع يجب أن تعود إلى شكلها الطبيعي بسرعة، وهو ما لا يحدث مع «اللحم المستورد» الذي يكون قد فقد الكثير من خصائصه الفيزيائية نتيجة التجميد.
أيضاً يُفضل أن يتم شراء اللحوم من أماكن موثوقة ومجازر مرخصة خاصة في أيام «عيد» الأضحى، كما يجب التأكد من وجود شهادة بيطرية مع «اللحم المستورد» توضح بلد المنشأ وتاريخ الذبح ومدة التجميد، وهي وثائق ضرورية لضمان سلامة اللحوم.
علامات اللحم غير الصالح
يجب أن يحذر المستهلكون من بعض العلامات التي تدل على أن «اللحم» غير صالح للاستهلاك، مثل تغير اللون إلى درجات خضراء أو رمادية، أو انبعاث رائحة كريهة تشبه رائحة العفن، أو وجود مادة لزجة على سطحه، كما أن اللحوم ذات الدم المتجلط أو ذات التجزيء غير المنتظم قد تشير إلى سوء الذبح أو التخزين الخاطئ، وهذه الأمور تتضاعف أهميتها خلال «عيد» الأضحى مع زيادة الطلب وتكدس الأسواق.
نصائح عند شراء اللحوم قبل العيد
ينصح الخبراء بضرورة شراء اللحوم في الأيام الأولى التي تسبق «عيد» الأضحى لتفادي الزحام، كما يُستحسن تقطيع اللحوم وتخزينها في أكياس مناسبة وتجميدها في الفريزر إذا لم تكن ستُستهلك مباشرة، ويفضل أيضاً التأكد من النظافة العامة للمكان الذي يتم فيه بيع اللحوم، وكذلك نظافة الأدوات التي تُستخدم في التقطيع والتغليف، لضمان وصول لحوم صحية وآمنة إلى سفرة «العيد».
بين «اللحم البلدي» و«اللحم المستورد» تبقى الأولوية في «عيد» الأضحى للطزاجة والمذاق الطبيعي، غير أن الخيارات تختلف وفقاً للقدرة الشرائية وظروف السوق، ويبقى الوعي والحرص على الشراء من مصادر موثوقة هما العاملان الأهم لضمان لحوم آمنة وسليمة تصل إلى كل بيت مصري يحتفل بـ«عيد» الأضحى المبارك.