صراع القاع.. الإسماعيلي ضيفا ثقيلا على غزل المحلة ضمن دوري Nile

يستضيف ستاد غزل المحلة في الثامنة مساء اليوم الخميس، مواجهة من العيار الثقيل تجمع بين الإسماعيلي وغزل المحلة، ضمن منافسات الجولة التاسعة من مرحلة تفادي الهبوط في بطولة الدوري المصري الممتاز «دوري Nile»، في ظل ظروف استثنائية تشهدها المسابقة بعد إلغاء الهبوط رسميًا هذا الموسم.
ورغم إلغاء الهبوط، فإن المواجهة تحمل أهمية خاصة للفريقين اللذين يتشاركان رصيد النقاط نفسه (22 نقطة) ويحتلان المركزين الأخير وقبل الأخير على التوالي، ما يجعلها مباراة إثبات الذات وإنقاذ ماء الوجه قبل نهاية الموسم.
مواجهة «الكرامة الكروية»
يدخل الإسماعيلي المباراة محتلاً المركز قبل الأخير برصيد 22 نقطة، في وقت يحل فيه غزل المحلة في المركز الأخير بنفس الرصيد، بفارق الأهداف فقط، ما يجعل المباراة بمثابة صراع شرفي بين فريقين عريقين لا يليق بهما التواجد في منطقة الهبوط، حتى وإن كان الهبوط نفسه قد أُلغي.
ورغم أن نتيجة اللقاء لن تؤثر على استمرار الفريقين في الدوري الممتاز، فإنها تُعد اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام اللاعبين والفرق تجاه الجماهير، حيث من المتوقع أن تشهد المباراة حماسًا ورغبة من الجانبين لتحسين الصورة بعد موسم مخيب.
إلغاء الهبوط.. طوق نجاة للستة
كانت رابطة الأندية المصرية المحترفة قد أعلنت، بعد اتفاق مع أندية الدوري، عن إلغاء الهبوط رسميًا في الموسم الجاري، على أن يتم صعود 3 فرق من دوري المحترفين ويصبح عدد أندية الدوري الممتاز في الموسم المقبل 21 نادياً.
واستفاد من هذا القرار ستة أندية على رأسها الإسماعيلي وغزل المحلة، بالإضافة إلى مودرن سبورت، سموحة، الاتحاد السكندري، وإنبي، حيث كانت هذه الفرق ضمن منطقة الخطر، لكنها الآن حصلت على فرصة ثمينة لإعادة ترتيب الأوراق، قبل انطلاق موسم استثنائي في 2025/2026.
وبحسب النظام الجديد، سيُقام الموسم المقبل من دور واحد فقط، على أن تتنافس أول 7 فرق على لقب البطولة، بينما تتصارع الـ14 فريقًا المتبقية على البقاء، ويهبط منهم 4 فرق دفعة واحدة، في تجربة فريدة في الكرة المصرية تهدف إلى رفع مستوى التنافس وتقليل عدد المباريات لضغط الأجندة.
دوافع الإسماعيلي.. البحث عن هوية مفقودة
فريق الدراويش بقيادة مديره الفني إيهاب جلال، يخوض المباراة بدوافع خاصة، أهمها استعادة كبرياء الإسماعيلي التاريخي، والخروج من الموسم بنتائج تحفظ بعض من ماء وجه الجماهير التي عانت طويلاً هذا العام.
ويعاني الفريق من تذبذب في الأداء وغياب الانتصارات الحاسمة، إلى جانب مشاكل فنية وإدارية تراكمت على مدار الموسمين الماضيين، لكن قرار إلغاء الهبوط قد يساهم في تخفيف الضغط النفسي على اللاعبين، ومنح الجهاز الفني فرصة لتجربة عناصر جديدة استعدادًا للموسم المقبل.
غزل المحلة.. محاولة إنقاذ ما تبقى
أما فريق زعيم الفلاحين، الذي كان مهددًا بشكل كبير بالهبوط قبل صدور القرار الجديد، فيسعى لإثبات جدارته بالبقاء بين الكبار، والرد على من يعتقدون أنه نجا بـ«القرار الإداري» فقط.
ويسعى المدير الفني للفريق، إلى استغلال المواجهة أمام خصم مباشر في جدول الترتيب لتحقيق أول فوز معنوي له منذ فترة طويلة، ولإعادة بناء الثقة مع جماهير المحلة الغاضبة من النتائج المخيبة والابتعاد عن هوية الفريق القتالية المعهودة.
الموسم القادم.. تحديات غير مسبوقة
وبينما تخوض الفرق ما تبقى من الموسم الحالي بهدوء نسبي بعد إلغاء الهبوط، فإن الموسم المقبل يحمل تحديات كبيرة للجميع، حيث ستنطلق المسابقة بـ21 فريقًا لأول مرة، وسينافس 14 فريقًا على البقاء بدلاً من 6 فقط كما جرت العادة.
ويُنتظر أن يشهد الموسم القادم صراعًا قويًا في «مجموعة البقاء»، لكون الفرق ستخوض مباريات أقل من المعتاد، ما يجعل كل نقطة غالية وثمينة، وسيتم التركيز على رفع كفاءة الفرق فنيًا وبدنيًا خلال فترة الإعداد الصيفي المقبلة.
الجماهير تنتظر.. ورد الفعل مطلوب
رغم أن المباراة تُقام في ظروف مختلفة، إلا أن جماهير الفريقين تطالب برد فعل قوي من لاعبيها، حيث لا تزال الروح القتالية والكرامة الكروية أحد أبرز القيم التي يتمسك بها مشجعو الإسماعيلي والمحلة.
فالمباراة بالنسبة للجماهير ليست فقط ثلاث نقاط أو ترتيبًا مؤقتًا، بل هي انعكاس لهوية وتاريخ ومكانة فريقين من أعرق أندية الكرة المصرية، واللذَين يرفضان أن يكون مستقبلهما مرهونًا بقرارات إدارية فقط.