أحمد الشرع يصل الكويت غدا ضمن مباحثات مرتقبة مع الشيخ مشعل الأحمد
تستعد دولة الكويت، غداً الأحد، لاستقبال الرئيس السوري أحمد الشرع، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ سنوات، تأتي في إطار إعادة الدفء إلى العلاقات الكويتية السورية، وإحياء مسار الدبلوماسية بين البلدين في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية «كونا»، أن أحمد الشرع سيصل برفقة وفد رسمي رفيع المستوى، وسيُجري خلال الزيارة مباحثات رسمية مع أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ومناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات السياسية في المنطقة، وإعادة الإعمار، وملف اللاجئين، والتعاون الاقتصادي والإنساني.
زيارة تحمل أبعاداً سياسية ودبلوماسية
تكتسب زيارة الشرع إلى الكويت أهمية سياسية خاصة، كونها تأتي بعد تحركات عربية واسعة لإعادة دمج سوريا في محيطها العربي، بعد أكثر من عقد من العزلة التي فرضتها الأحداث التي شهدتها البلاد.
وتعد الكويت من الدول الخليجية التي أبدت مواقف متوازنة تجاه الملف السوري، حيث لم تنقطع المساعدات الإنسانية التي قدمتها للشعب السوري طيلة السنوات الماضية، مع الالتزام بسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وبحسب مصادر دبلوماسية، من المتوقع أن تتناول المباحثات جهود إحياء العمل العربي المشترك، ودور الكويت في دعم المبادرات الإنسانية والإغاثية في سوريا، إضافة إلى استعراض التطورات المتعلقة بالملف الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، حيث يشترك البلدان في مواقف داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.
مغادرة ولي العهد من اليابان
وفي سياق متصل، غادر ولي العهد الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، اليوم السبت، مدينة أوساكا اليابانية، عقب زيارة رسمية ناقش خلالها مع كبار المسؤولين في طوكيو ملفات التعاون المشترك، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، والصناعة، والبحث العلمي، بما يعزز من الشراكة بين البلدين على أسس متينة ومستدامة.
ترحيب كويتي برفع العقوبات الأوروبية عن سوريا
وتزامناً مع زيارة الشرع، كانت دولة الكويت قد أعربت عن ترحيبها بالقرار الصادر عن الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات الاقتصادية عن الجمهورية العربية السورية، واعتبرته خطوة إيجابية نحو دعم الشعب السوري والتخفيف من معاناته المستمرة.
وجددت وزارة الخارجية الكويتية في بيان رسمي، موقف الكويت الثابت والداعم لوحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها، مشددة على أهمية تفعيل جهود المجتمع الدولي لإيجاد حلول سلمية عادلة وشاملة للأزمة السورية، والتأكيد على مركزية دور الأمم المتحدة في هذا المسار.
دعم إنساني وتنموي مستمر
كما أكدت الكويت على ضرورة تعزيز الجهود الإنسانية والإنمائية تجاه سوريا، بما يسهم في دعم الشعب السوري في مواجهة التحديات التي فرضتها سنوات الحرب، وبما يساعد في عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم بصورة آمنة وكريمة.
وتُعد الكويت من أبرز الدول المانحة للجهود الإنسانية في سوريا، حيث استضافت عدداً من مؤتمرات المانحين الدولية، وقدمت مئات الملايين من الدولارات لدعم جهود الإغاثة والتعليم والصحة والبنية التحتية في المناطق المتضررة.
محطة مهمة في مسار تطبيع العلاقات العربية السورية
وتشكل زيارة أحمد الشرع إلى الكويت محطة مهمة في مسار تطبيع العلاقات العربية السورية، وخطوة أخرى نحو فتح صفحة جديدة قائمة على المصالح المشتركة، والتعاون السياسي والاقتصادي والإنساني.
وتبقى الأنظار متجهة إلى نتائج هذه الزيارة التي يُعوّل عليها في تحقيق تقارب عربي شامل، يعزز من فرص الاستقرار في منطقة أنهكتها الأزمات لعقود.
وتأتي هذه الزيارة في توقيت حساس تشهده المنطقة، وسط تصاعد التوترات الإقليمية، ما يعزز أهمية الحوار والتنسيق بين الدول العربية، وعلى رأسها الكويت وسوريا، لدعم الاستقرار.
ويأمل مراقبون أن تفتح هذه الخطوة المجال لمزيد من التقارب العربي، وإعادة سوريا إلى محيطها الطبيعي ضمن المنظومة العربية.
