الإثنين 02 يونيو 2025 الموافق 06 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

تايوان تحت المجهر العالمي في سباق رقائق السيليكون والمعالجات

صناعة الرقائق الإلكترونية
صناعة الرقائق الإلكترونية

«تايوان» الجزيرة الصغيرة الواقعة في قلب آسيا، أصبحت اليوم محورًا رئيسيًا في الصراع التكنولوجي العالمي، حيث تلعب دورًا حاسمًا في صناعة «الرقائق الإلكترونية» التي تُعد العمود الفقري للتقنيات الحديثة، من الهواتف الذكية إلى أنظمة الدفاع المتقدمة، مما جعلها في بؤرة التوتر بين القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة والصين.

تايوان..  «درع السيليكون» العالمي

تُلقب تايوان بـ«درع السيليكون» نظرًا لاحتضانها شركة «TSMC» (Taiwan Semiconductor Manufacturing Company)، التي تُعد أكبر مصنع للرقائق الإلكترونية في العالم، حيث تنتج ما يقرب من 60٪ من المعالجات المتطورة عالميًا، بما في ذلك رقائق بتقنية 3 نانومتر لصالح شركات كبرى مثل «آبل» و«إنفيديا» و«كوالكوم»، مما يجعل تايوان مركزًا لا يمكن الاستغناء عنه في سلاسل التوريد العالمية.

الموقع الجغرافي الحساس لتايوان

تقع تايوان في موقع جغرافي حساس بين المصالح الأمريكية والصينية، مما يزيد من أهميتها الاستراتيجية، حيث تُعد مركزًا حيويًا في سلاسل التوريد العالمية لأشباه الموصلات، مما يجعل أي اضطراب فيها يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي.

الصين تسعى لتقليل الاعتماد على تايوان

تسعى الصين إلى تقليل اعتمادها على التقنيات الأجنبية، وخصوصًا المعالجات التايوانية، حيث استثمرت بكين مئات المليارات من الدولارات في خطط دعم محلية لإنشاء مصانع أشباه موصلات وطنية، إلا أن الفجوة التقنية بينها وبين TSMC ما زالت كبيرة، وتعاني الشركات الصينية مثل SMIC من العقوبات الأمريكية التي تحد من وصولها إلى المعدات الضرورية لتصنيع المعالجات المتطورة، مما يبقي تايوان في موقع القيادة.

الولايات المتحدة وتايوان.. شراكة استراتيجية

ترى الولايات المتحدة في تايوان حليفًا تقنيًا لا يمكن التفريط فيه، حيث دفعت واشنطن بقوة خلال السنوات الماضية لإعادة توطين جزء من صناعة المعالجات إلى أراضيها، وضغطت على TSMC لبناء مصانع في أريزونا، كما فرضت قيودًا على الشركات الصينية للحصول على تكنولوجيا متقدمة مستخدمة في تصنيع الرقائق، بهدف كبح طموحات بكين التكنولوجية، مما زاد من حدة التوتر في مضيق تايوان.

سيناريوهات الخطر المحتملة

في حال اندلاع نزاع عسكري بين الصين وتايوان، ستكون سلاسل التوريد العالمية لأشباه الموصلات في خطر غير مسبوق، حيث يتخوف محللون من «صدمة تكنولوجية» قد تعصف بالاقتصاد الرقمي العالمي إذا توقفت مصانع TSMC عن العمل أو تعرضت للهجوم، وحتى في حال فرض حصار اقتصادي من الصين، فإن تدفق المعالجات إلى الأسواق العالمية سيتأثر بشكل حاد، مما جعل كثيرًا من الحكومات تتحرك لوضع خطط بديلة واستثمارات محلية في هذا القطاع الحيوي.

تايوان في قلب «حرب باردة تكنولوجية»

أزمة المعالجات بين الصين وتايوان ليست مجرد صراع اقتصادي أو تنافس تقني، بل هي واحدة من أبرز ملامح «حرب باردة تكنولوجية» تعيد رسم موازين القوى في القرن الحادي والعشرين، حيث تسعى واشنطن لحماية تفوقها التكنولوجي، وتحاول بكين فك قيودها من الهيمنة الغربية، وتبقى تايوان المصنع العالمي للرقائق على فوهة بركان ينتظر لحظة الانفجار.

التحديات البيئية لصناعة الرقائق في تايوان

تواجه صناعة الرقائق في تايوان تحديات بيئية متزايدة، حيث تشير الدراسات إلى أن زيادة الإنتاج الصناعي للرقائق الإلكترونية قد يؤدي إلى زيادة في استهلاك الطاقة والمياه، مما يضع ضغوطًا إضافية على الموارد الطبيعية للجزيرة، ويجعل من الضروري تحقيق توازن بين النمو الصناعي والحفاظ على البيئة.

مستقبل تايوان في ظل التحديات الراهنة

مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والتحديات البيئية، تواجه تايوان مستقبلًا غير مؤكد، حيث يتعين عليها الحفاظ على مكانتها الرائدة في صناعة الرقائق الإلكترونية، مع التعامل بحذر مع الضغوط الخارجية، والعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية والاقتصادية لضمان استقرارها واستمرار دورها الحيوي في الاقتصاد العالمي.

تم نسخ الرابط