«غسل اللحمة» قبل الطبخ ممكن يضر صحتك.. اعرف السبب وإزاي تتجنب المخاطر؟

اللحمة من المكونات الأساسية في أغلب الأطباق العربية والمصرية تحديدًا، فهي عنصر غذائي غني بالبروتينات والعناصر الضرورية لبناء الجسم وتقوية المناعة، ولكن مع ذلك، فإن بعض العادات المرتبطة بتحضير «اللحمة» يمكن أن تتحول من خطوات روتينية إلى ممارسات خطرة تهدد صحة الأسرة، ومن أبرز هذه العادات «غسل اللحمة قبل الطبخ» وهي عادة منتشرة في العديد من المنازل رغم التحذيرات العلمية المتكررة من خطورتها.
هل غسل اللحمة قبل الطبخ ضار فعلاً؟
تعتقد الكثير من ربات البيوت أن غسل اللحمة بالماء الجاري قبل الطهي خطوة ضرورية لإزالة الأوساخ أو الرائحة أو حتى بقايا الدم، إلا أن «الخبراء في مجال السلامة الغذائية» يؤكدون أن هذه الخطوة لا تفيد في تنظيف اللحمة كما هو متصور، بل قد تُسهم في نشر البكتيريا على سطح الحوض وأسطح المطبخ والأدوات المحيطة، وهو ما يؤدي إلى ما يُعرف بـ«التلوث التبادلي».
عند غسل اللحمة النيئة تحت الماء، تتناثر قطرات صغيرة محملة ببكتيريا خطيرة مثل «السالمونيلا» و«الإي كولاي» على بعد يصل إلى متر تقريبًا من مكان الغسل، مما يعني أن كل ما يقع في هذا النطاق من أدوات المطبخ أو الأسطح قد يصبح مصدرًا لنقل العدوى، خاصة إذا لم يتم تعقيمه بشكل فوري، وتزداد خطورة الأمر إذا تم لمس هذه الأدوات أو الأسطح ثم لمس العين أو الأنف أو الفم، وهو ما قد يؤدي إلى «حالات التسمم الغذائي» الخطيرة.
ما هي البكتيريا التي تنتقل من اللحمة؟
اللحمة النيئة قد تحتوي بشكل طبيعي على أنواع مختلفة من البكتيريا، منها السالمونيلا التي تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة والإسهال والقيء، ومنها الإي كولاي التي يمكن أن تُحدث مضاعفات في الكلى والجهاز الهضمي، وكذلك الليستيريا التي تهدد الحوامل والرضع وكبار السن بمضاعفات خطيرة، وغالبًا لا يمكن التخلص من هذه البكتيريا إلا من خلال «الطهي الجيد للّحمة» عند درجات حرارة مرتفعة وليس عن طريق غسلها بالماء.
الطهي هو الحل الأفضل وليس الغسل
أكدت «إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA» و«مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC» أن أفضل طريقة للتخلص من البكتيريا الموجودة في اللحمة هي طهيها على درجة حرارة لا تقل عن 75 درجة مئوية، فهذه الحرارة كفيلة بقتل البكتيريا الضارة بشكل تام، دون الحاجة لغسل اللحمة بالماء قبل وضعها في الطنجرة أو على النار.
كما ينصح خبراء التغذية عند التعامل مع اللحمة النيئة باستخدام أدوات مخصصة فقط لها، مثل لوح تقطيع خاص وسكين منفصل، ويُفضل تنظيف هذه الأدوات جيدًا بالصابون والماء الساخن بعد الانتهاء من استخدامها مباشرة، لتقليل فرص التلوث داخل المطبخ.
هل هناك استثناءات في غسل اللحمة؟
في بعض الثقافات أو عند شراء اللحمة من مصادر غير موثوقة قد يشعر البعض بالحاجة إلى تنظيف اللحمة بشكل خاص، في هذه الحالات يُنصح باستعمال خل الطعام أو عصير الليمون كبديل سريع للتنظيف، وليس الغسل المباشر بالماء، ومع ذلك تبقى التوصية العامة بعدم غسل اللحمة هي الأفضل خاصة في البيئات التي تُستخدم فيها اللحمة من مصدر موثوق ومعروف.
أما في حالة وجود روائح غير معتادة أو تغير في اللون أو الملمس فإن اللحمة قد تكون فاسدة أصلًا ويجب عدم استخدامها لا غَسلها ولا طهوها، لأن الطهي قد لا يكون كافيًا للقضاء على البكتيريا في اللحمة الفاسدة، مما يُعرض المستهلكين لمشاكل صحية خطيرة.
كيفية التعامل الآمن مع اللحمة داخل المطبخ
لضمان «سلامة اللحمة» عند تحضير الطعام، يُفضل اتباع بعض التعليمات البسيطة ولكن المهمة، وأبرزها ما يلي:
حفظ اللحمة النيئة في الثلاجة على درجة حرارة أقل من 5 درجات مئوية
تجنب ترك اللحمة خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين
عدم استخدام نفس أدوات الطهي للحوم النيئة والمطهوة دون تعقيم
غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد التعامل مع اللحمة
التأكد من طهي اللحمة جيدًا حتى لا تبقى أي أجزاء نيئة من الداخل
البدائل الآمنة لتنظيف اللحمة
إن كانت هناك حاجة ملحّة لتنظيف اللحمة من الشوائب أو الدم المتجلط، فيمكن استخدام مناديل مطبخ نظيفة لتجفيف السطح الخارجي للقطعة بدلًا من غمرها في الماء، مع التأكد من التخلص من هذه المناديل فورًا وعدم استخدامها مجددًا، وفي بعض الحالات يمكن إضافة التوابل مثل الملح أو الخل في بداية الطهي للمساعدة على تقليل الروائح المزعجة دون الإضرار بصحة اللحمة أو المستهلك.
غسل اللحمة.. عادة يجب إعادة التفكير فيها
قد تبدو عادة غسل اللحمة قبل الطبخ منطقية في ظاهرها، ولكن الحقائق العلمية تثبت أنها تنطوي على مخاطر صحية لا يمكن تجاهلها، فقد حان الوقت لإعادة النظر في هذه العادة المنتشرة والانتقال إلى عادات أكثر أمانًا وصحة، فسلامة الطعام تبدأ من المطبخ، وأي إجراء صغير قد يكون له تأثير كبير على صحة الأسرة بأكملها.
وبالتالي فإن الحفاظ على اللحمة نظيفة وآمنة لا يتطلب غسلها، بل يتطلب فهم صحيح لكيفية التعامل معها من لحظة الشراء وحتى التقديم، وهنا يكمن الفرق بين الطعام الصحي والآخر الذي قد يكون سببًا في كثير من الأمراض.
اللحمة ليست فقط مصدرًا مهمًا للبروتين، ولكنها أيضًا تحتاج عناية دقيقة خلال تحضيرها، وغسل اللحمة قد يبدو مفيدًا لكنه في الواقع يحمل في طياته الكثير من المخاطر التي يمكن تفاديها بسهولة، فقط بتطبيق القواعد الصحية الأساسية والانتباه إلى ما تنصح به الجهات المختصة في مجال التغذية وسلامة الغذاء