فوائد «شوربة الكوارع» للجسم.. تعرف على تأثيرها الصحي المذهل

تُعتبر «الكوارع» من الأطباق الشعبية المميزة التي تحتل مكانة خاصة على الموائد العربية والمصرية تحديدًا، حيث تُقدَّم كطبق غني بالطاقة والنكهة في العديد من المناسبات والولائم، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن «الكوارع» ليست فقط طعامًا يُشبع الجوع بل هي وجبة تحمل في طياتها كنزًا من الفوائد الصحية التي تعود بالنفع على الجسم من عدة جوانب، وهذا ما يجعل العديد من خبراء التغذية ينصحون بها ضمن نظام غذائي متوازن، خاصة في فصول الشتاء أو فترات النقاهة.
«الكوارع» مصدر غني بالكولاجين الطبيعي
من أبرز ما يميز «الكوارع» احتواؤها على نسبة عالية من «الكولاجين» وهو بروتين طبيعي يلعب دورًا أساسيًا في دعم صحة الجلد والمفاصل والغضاريف، وعند تناول شوربة الكوارع بانتظام فإن الجسم يحصل على جرعة مركّزة من هذا البروتين الذي يُعزز مرونة الجلد ويقلل من ظهور التجاعيد مع التقدم في العمر، كما يُساعد على تقوية الأظافر والشعر، ويُساهم في الحفاظ على ترطيب البشرة مما يمنحها مظهرًا صحيًا ومشدودًا.

الكوارع ودورها في تقوية المفاصل والعظام
يحتوي مرق الكوارع على مجموعة من الأحماض الأمينية مثل «الجلايسين» و«البرولين» والتي تُعتبر من اللبنات الأساسية التي تساعد الجسم على تجديد الأنسجة وتكوين الغضاريف، ولذلك فإن تناول «الكوارع» يُعد دعمًا طبيعيًا للمفاصل خاصة لمن يعانون من التهابات مفصلية أو خشونة في الركبتين أو آلام مزمنة في العظام، كما أن وجود المعادن مثل الكالسيوم والماغنسيوم في شوربة الكوارع يُعزز من كثافة العظام ويحمي من هشاشتها مع التقدم في السن.
الكوارع وجهاز المناعة.. علاقة تقوية لا غنى عنها
تُسهم «الكوارع» في تعزيز المناعة بفضل محتواها الغني من العناصر الغذائية التي تحفز نشاط خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مقاومة الأمراض، كما أن الدهون الصحية والبروتينات الموجودة في مرق الكوارع تُساعد الجسم على استعادة طاقته بسرعة بعد الإصابة بالعدوى أو العمليات الجراحية، ولهذا يُنصح بها خلال فترات التعافي لما توفره من دعم مناعي متكامل يُحسّن استجابة الجسم ضد الفيروسات والبكتيريا.

الكوارع تحسّن الهضم وتدعم صحة الجهاز الهضمي
من الفوائد المهمة التي تقدمها شوربة «الكوارع» هو تأثيرها الإيجابي على الجهاز الهضمي، حيث تحتوي على «الجيلاتين» الذي يُساعد في تسهيل عملية الهضم من خلال دعم بطانة الأمعاء وتقليل الالتهابات المعوية، كما أنه يُساهم في تحسين امتصاص المغذيات من الأطعمة الأخرى، ولذلك فإن تناول الكوارع يُخفف من أعراض الانتفاخ أو القولون العصبي ويمنح الجهاز الهضمي نوعًا من الراحة والانتعاش الداخلي.
الكوارع تمنح الجسم طاقة ودفئًا في الشتاء
نظرًا لما تحتويه «الكوارع» من دهون طبيعية وسعرات حرارية عالية فإنها تعتبر من أكثر الأطعمة التي تمنح الجسم طاقة فورية وتُساعد في تدفئته خاصة في الأجواء الباردة، لذا فإن وجود طبق من شوربة الكوارع في الشتاء لا يُعد فقط تقليدًا شعبيًا بل يُعتبر وسيلة فعالة لمواجهة الشعور بالبرد وزيادة حرارة الجسم بشكل طبيعي وآمن، كما أن الدهون الموجودة بها تُستخدم كمصدر للطاقة في الجسم بدلًا من تخزينها على شكل دهون ضارة.
الكوارع وصحة القلب والدم
قد يظن البعض أن الكوارع تسبب ارتفاع الكوليسترول أو تؤثر سلبًا على القلب، لكن الحقيقة أن تناولها بشكل معتدل يُمكن أن يُفيد الجهاز الدوري إذا كانت مكونات الطبق متوازنة، فالكوارع تحتوي على «الجلايسين» الذي يُساهم في تقليل الالتهابات في الأوعية الدموية ويُساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم، كما أن وجود الحديد والزنك في مرق الكوارع يُعزز من إنتاج خلايا الدم الحمراء ويمنع الإصابة بالأنيميا أو التعب المزمن.
الكوارع ودورها في بناء العضلات
بما أن «الكوارع» غنية بالبروتينات الحيوانية الطبيعية فإنها تُعد خيارًا مثاليًا لدعم نمو العضلات خاصة لدى الأطفال أو كبار السن أو الرياضيين، فتناول الكوارع بشكل منتظم يُسهم في إصلاح الأنسجة العضلية بعد التمارين أو المجهود البدني، كما أن البروتين المتوفر بها يُساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية وتقويتها بطريقة طبيعية وآمنة بعيدًا عن المكملات الصناعية.
الكوارع والمزاج العام والنوم الهادئ
لا يعرف كثيرون أن مادة «الجلايسين» الموجودة بتركيز عالٍ في الكوارع تُساهم في تحسين جودة النوم وتهدئة الأعصاب، إذ أن تناول شوربة الكوارع في وجبة العشاء يمكن أن يُخفف من التوتر ويُحسّن نوعية النوم خلال الليل، كما أنها تُساعد في تقليل القلق وتثبيت المزاج العام بفضل تأثيرها المباشر على الجهاز العصبي.
طبق واحد ومنافع لا تُعد
شوربة «الكوارع» ليست مجرد وجبة شهية أو تقليد شعبي، بل هي مصدر متكامل للفوائد الصحية التي تعزز مناعة الجسم وتُقوي المفاصل وتمنح الطاقة وتُحسّن الهضم وتُحافظ على نضارة البشرة وقوة الشعر، فهي تمثّل مثالًا حيًا على أن التغذية السليمة يمكن أن تكون لذيذة ومفيدة في آنٍ واحد، ومع دخول فصول الشتاء أو خلال فترات «النقاهة» فإن إدراج الكوارع ضمن النظام الغذائي سيكون له نتائج ملموسة على الصحة العامة.
لا بد من التنويه إلى أن الاعتدال هو المفتاح، فتناول «الكوارع» بشكل متوازن ضمن نظام صحي يُمكن أن يحقق الفوائد دون أن يُسبب أي أضرار، لذلك استمتع بهذا الطبق الغني ولكن بحكمة ووعي غذائي، ولتكن «الكوارع» جزءًا من نمط حياة صحي يدعم جسمك ويمنحه القوة التي يحتاجها يومًا بعد يوم.