«العلامات الصغرى للساعة» كما وردت في الأحاديث.. 70 أمارة تعرف عليها

العلامات التي تُنذر باقتراب يوم القيامة تُمثل جانبًا مهمًا من العقيدة الإسلامية، فقد تنوعت «العلامات» التي ذكرها النبي محمد ﷺ في أحاديثه الشريفة والتي نقلها الصحابة بدقة، وهي تنقسم إلى علامات كبرى وعلامات صغرى، وقد جاءت الإشارة الإلهية إلى هذا الأمر في قوله تعالى «فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا»، وقد فسر العلماء هذه «الأشراط» بأنها «العلامات» التي تسبق وقوع الساعة وتدل على قربها.
انتشار الفساد وتغير القيم أبرز العلامات
تشير الأحاديث النبوية إلى أن من أبرز «العلامات» الصغرى هو انتشار «الفساد» في الأرض، واختلال ميزان القيم والمبادئ، حيث يكثر «القتل» بلا سبب ويعم «الجهل» بين الناس، ويختفي «العلم» ويُسند الأمر إلى غير أهله، ويُصبح الناس في حيرة من أمرهم، وتُستبدل «الخيانة» بالأمانة، ويُقرَّب الخائن ويُبعد الأمين، وتشيع «الفواحش» في القول والفعل وتُرفع الأصوات في المساجد ويصبح الجاهل قائدًا، وتُعظم الدنيا في القلوب على حساب الدين.
كما جاء في الأحاديث أن من «العلامات» ظهور نساء «كاسيات عاريات»، وأن يسود التبرج والانحلال الأخلاقي، وأن يظهر رجال يضربون الناس بأسواط كأذناب البقر، وأن يتحدث «السفهاء» في شؤون العامة ويتصدرون المجالس والقرارات ويُصبح الناس تبعًا لهم، ويُستحسن الكذب ويُستهزأ بالصادق، ويكثر الكذب في الأعلام وتُقلب الحقائق.
ضعف التدين وتغير موازين الحلال والحرام
من «العلامات» المهمة كذلك أن الناس لا يتحرون الحلال في أرزاقهم، ويُصبح المال هدفًا مهما كانت وسيلته، ويُطلب «العلم» لا لوجه الله بل لأجل المناصب أو المال، كما تشير الأحاديث إلى أن الزمن يتقارب والأسواق تزداد، ويتفاخر الناس في بناء المساجد وزخرفتها دون الاهتمام بمعناها أو رسالتها الدينية، ويقل «الخشوع» وتُصبح العبادة عادة لا روح فيها.
ومن «العلامات» أيضًا أن الرجل يُكرَّم لا لفضله بل مخافة شره، وتُطاع الزوجة في غير طاعة الله، ويُعقّ الوالد وتُهان الأم، وتُصبح العلاقات الاجتماعية مظهرًا دون جوهر، ويُرفع «العلم» ويظهر «الجهل»، ويُقبض العلماء وتُفقد المرجعيات الدينية الراسخة.
كثرة الزلازل والموت الفجأة وأوبئة مهلكة
تشير الأحاديث إلى أن من «العلامات» الجسيمة أيضًا كثرة الزلازل في أرجاء الأرض، وانتشار الأمراض الوبائية والموت الجماعي كما حدث في «طاعون عمواس»، وأن يظهر «موت الفجأة» فلا يسبق الموت مرض ولا علامات واضحة، وتُصبح الحروب عالمية ومتكررة وتتكرر الفتن ويعظم شرها، ويُحاصر المسلمون في أرزاقهم كما ورد في أحاديث تحاصر العراق وتُمنع عنها المؤن والطعام.
أمثلة من الأحاديث الشريفة على هذه العلامات
جاء في حديث جبريل عليه السلام مع النبي محمد ﷺ أنه قال: «أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان»، وهذه من «العلامات» التي ظهرت في مجتمعات كثيرة، وأيضًا قوله ﷺ: «إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة»، دلالة على الفوضى وغياب الكفاءة.
ومن «العلامات» أيضًا ما جاء في حديث النبي: «إن من أشراط الساعة أن يُرفع العلم ويظهر الجهل ويكثر الزنا وتشرب الخمر»، وفي حديث آخر: «تكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، والهرج هو القتل»، وهذه «العلامات» لا تخفى على أي متابع للأحداث التي نعيشها في العالم اليوم.
تفشي الفتن وتمني الموت من شدة البلاء
ورد في أحاديث عدة أن الناس سيتمنون الموت من شدة ما يرون من «الفتن» والابتلاءات، ويقول الرجل: «ما أظرفه وما أعقله»، وهو لا يحمل في قلبه ذرة من الإيمان، ويُقتل الناس بلا مبرر ولا هدف واضح، ويصل الأمر إلى أن لا يدري القاتل لِمَ قتل ولا المقتول لِمَ قُتل.
ويظهر في المجتمعات ترف مفرط يتناقض مع الأخلاق الإسلامية، وتُصبح الدنيا محور الحديث والعمل، وتُنسى الآخرة، وتُستبدل القدوات، ويُتبع غير المسلمين من اليهود والنصارى بغير تفكر أو وعي، وتُعاد أخطاؤهم بنفس التفاصيل حتى لو دخل أحدهم جحر ضب لدخله الناس من بعده.
التحذير من الرويبضة وخطورة كلامه في شؤون الأمة
جاء في حديث النبي ﷺ: «يأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة»، وعند سؤاله عن الرويبضة قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة»، وهذه من «العلامات» الخطيرة التي تؤثر على الوعي العام وتؤدي إلى تخبط الأمة.
العلامات الصغرى ظهرت وما بقي إلا القليل
لقد ظهرت العديد من «العلامات» الصغرى بالفعل، بدءًا من بعثة النبي وموته وفتح بيت المقدس وظهور الفتن والموت المفاجئ وغياب «العلماء» وارتفاع «الجهل»، وكلها إشارات متتالية تنبئ بأن الساعة تقترب شيئًا فشيئًا، وتدفع المسلم للتفكر في حاله ومآله والرجوع إلى الله تعالى.