إيران تضرب قواعد أمريكية في قطر.. والخليج على صفيح ساخن
في تصعيد جديد من إيران ينذر بمزيد من التوتر في منطقة الخليج، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية، عن استهداف إيراني مباشر لقواعد أمريكية داخل الأراضي القطرية، في واحدة من أخطر التطورات التي تشهدها المنطقة منذ عقود، وذلك بالتزامن مع تهديدات متصاعدة من طهران ورفع حالة التأهب القصوى داخل القواعد الأمريكية في عدة دول خليجية.
وبحسب تقرير أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن إيران أطلقت ستة صواريخ باتجاه قواعد أمريكية تتمركز داخل قطر، وذلك ردًا على ما وصفته بـ«الاعتداءات الأمريكية» التي طالت مواقع عسكرية ومخازن أسلحة في العمق الإيراني خلال الأيام الماضية.
استعداد أمريكي ورد إيراني وشيك
وفي سياق متصل، نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن مصادر مطلعة، أن الإدارة الأمريكية تستعد لهجوم إيراني وشيك يستهدف قواعدها العسكرية المنتشرة في منطقة الخليج، مشيرًا إلى أن مؤشرات عدة رصدت نشاطًا غير مسبوق للقوات الإيرانية، إلى جانب عمليات تمويه وتحريك لصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة من قواعدها البرية والبحرية.
من جانبها، ذكرت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أن واشنطن تتوقع هجومًا إيرانيًا في الخليج خلال الـ48 ساعة المقبلة، وأن أوامر صدرت لقادة الوحدات العسكرية في المنطقة برفع درجات الجاهزية القصوى، وإخلاء مواقع غير أساسية تحسبًا لأي طارئ.
وأوضحت الشبكة أن العاملين في قاعدة العديد الجوية، وهي واحدة من أكبر القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، تلقوا تعليمات فورية بإغلاق المجال الجوي القطري، وإخلاء بعض المرافق، وإجراء اختبارات على أنظمة الدفاع الجوي المنتشرة حول القاعدة.
إيران تحرك منصات صواريخ
من جانبها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن مصادر استخباراتية، أن إيران قامت بتحريك عدد من منصات إطلاق الصواريخ الاستراتيجية، في إشارة إلى اقتراب ضربة انتقامية قد تطال أكثر من موقع عسكري أمريكي في دول الخليج، لاسيما في قطر والإمارات والبحرين.
وأكدت الصحيفة أن التحركات الإيرانية شملت منصات إطلاق صواريخ من طرازات مختلفة، بعضها متوسط المدى وأخرى طويلة المدى، يُعتقد أنها مخصصة لاستهداف منشآت أمريكية ذات طابع استراتيجي.
قطر تتحرك.. والمجال الجوي يغلق مؤقتا
في المقابل، أصدرت الجهات المختصة في دولة قطر بيانًا رسميا أعلنت فيه عن إغلاق مؤقت لحركة الملاحة الجوية في أجواء الدولة، وذلك كإجراء احترازي يستهدف الحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين، في ظل تطورات أمنية «غير مسبوقة» تشهدها المنطقة.
وجاء في البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية: «في إطار حرص دولة قطر على سلامة المواطنين والمقيمين والزائرين، أعلنت الجهات المختصة عن إيقاف حركة الملاحة الجوية مؤقتا في أجواء الدولة، وذلك ضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها استنادًا إلى تطورات الأوضاع في المنطقة».
وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان لاحق، أن الدوحة تتابع الوضع عن كثب وبشكل مستمر، وتقوم بتقييم المستجدات بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مشيرة إلى أن أمن وسلامة جميع الأفراد على أراضي الدولة يبقى أولوية قصوى، وأن قطر لن تتوانى عن اتخاذ ما يلزم من تدابير وقائية في هذا الإطار.
هل تتجه المنطقة لمواجهة شاملة؟
التصعيد الحالي بين إيران والولايات المتحدة، والذي بدأ بسلسلة من الضربات المتبادلة غير المعلنة، أصبح الآن مكشوفًا وعلنيًا، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن الإقليمي والدولي، وخصوصًا أن الخليج يُعد شريان الطاقة العالمي، وأي اضطراب فيه ينعكس فورًا على أسعار النفط والأسواق العالمية.
ويرى مراقبون أن استهداف إيران لقواعد أمريكية داخل قطر -في حال تأكيده رسميًا- سيمثل نقطة تحول خطيرة، وقد يدفع واشنطن إلى رد مباشر لا يستبعد أن يشمل مواقع داخل إيران نفسها، وهو ما قد يؤدي إلى فتح جبهة مواجهة واسعة النطاق تشمل دولًا أخرى في المنطقة.
ومع تزايد التحذيرات من عواقب المواجهة، يراقب العالم تطورات الساعات القادمة بقلق بالغ، وسط دعوات دبلوماسية لاحتواء التصعيد عبر القنوات السياسية قبل فوات الأوان.
