الجمعة 18 يوليو 2025 الموافق 23 محرم 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

احذر هذه العلامات.. «مؤشرات خطر الجفاف» عند الأطفال لا يجب تجاهلها

الجفاف عند الأطفال
الجفاف عند الأطفال

الجفاف من أخطر الحالات الصحية التي قد تصيب الأطفال في مراحل مختلفة من أعمارهم، ويُعد فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل دون تعويض كافٍ سبباً رئيسياً في حدوث مضاعفات صحية خطيرة، لذلك فإن ملاحظة أي تغير في سلوك الطفل أو حالته البدنية قد يكون دليلاً واضحاً على وجود «الجفاف» بدرجاته المختلفة، وهو أمر لا يجب تجاهله أو التهاون في التعامل معه، خاصة إذا ظهرت بعض «العلامات التحذيرية» التي تشير إلى دخول الطفل في مرحلة خطرة.

ما هو الجفاف ولماذا هو خطير عند الأطفال

«الجفاف» هو فقدان الجسم للسوائل بما في ذلك الماء والأملاح الضرورية للحياة، ويحدث ذلك نتيجة أسباب متعددة مثل التقيؤ المتكرر أو الإسهال الحاد أو ارتفاع درجات الحرارة أو حتى عدم تناول كميات كافية من الماء خلال اليوم، وفي حالة الأطفال يزداد الأمر خطورة لأن أجسامهم لا تحتفظ بكميات كبيرة من السوائل كما هو الحال لدى البالغين، مما يجعلهم أكثر عرضة لفقدان التوازن في السوائل خلال وقت قصير.

وتتضاعف «مخاطر الجفاف» عندما لا يتم تعويض السوائل المفقودة بشكل فوري أو عندما لا ينتبه الآباء إلى المؤشرات الأولية التي تظهر على الطفل، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة مثل مشاكل في الكلى أو انخفاض ضغط الدم أو حتى الدخول في حالة غيبوبة في الحالات المتقدمة.

مؤشرات مبكرة تشير إلى خطر الجفاف

هناك عدد من العلامات المبكرة التي يجب الانتباه لها جيداً لأنها قد تكون دليلاً على بداية «الجفاف» عند الطفل، من أبرز هذه العلامات «جفاف الفم واللسان» بشكل واضح وعدم وجود لعاب كافٍ عند الطفل، كذلك من المؤشرات المهمة «قلة عدد مرات التبول» أو ملاحظة أن الحفاض يظل جافاً لساعات طويلة، وهو ما يشير إلى أن الجسم لا يخرج كميات كافية من السوائل.

من العلامات الأخرى التي يجب الحذر منها أيضاً «بكاء الطفل دون دموع»، حيث يعتبر غياب الدموع أثناء البكاء دليلاً على أن الجسم في حالة نقص شديد في الماء، كما أن «الخمول والكسل» غير المعتاد لدى الطفل يمكن أن يكون إشارة مبكرة على تأثر الجهاز العصبي بسبب نقص السوائل، بالإضافة إلى ذلك يمكن ملاحظة برودة في الأطراف أو تغير في لون الجلد إلى شحوب غير طبيعي.

حالات متقدمة تستدعي تدخلًا فوريًا

عند استمرار «الجفاف» دون تدخل طبي أو في حال تأخر الأهل في إدراك الأعراض المبكرة قد تتطور حالة الطفل إلى مراحل خطيرة تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً، في هذه المرحلة تظهر «أعراض متقدمة» مثل تسارع في ضربات القلب والتنفس بشكل غير طبيعي، مع احتمال فقدان الوعي أو الشعور بالدوار المستمر، كما أن الطفل قد يرفض تناول الطعام والشراب بشكل كامل.

وقد يظهر كذلك انخفاض في ضغط الدم وهو أمر شديد الخطورة على حياة الطفل، لذلك فإن ملاحظة هذه الأعراض يجب أن تقابل فوراً بالتوجه إلى أقرب مركز طبي من أجل تعويض السوائل المفقودة عبر محاليل وريدية ومراقبة الوظائف الحيوية للجسم.

الفئات الأكثر عرضة للجفاف

ليست كل الأطفال معرضين لدرجة الخطر نفسها عند حدوث «الجفاف»، فهناك فئات أكثر حساسية مثل الأطفال الرضع الذين يعتمدون بشكل أساسي على الرضاعة، وكذلك الأطفال المصابون بأمراض مزمنة مثل السكري أو أولئك الذين يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي تجعلهم أكثر عرضة لفقدان السوائل عبر الإسهال أو القئ.

كما أن الأطفال الذين يتعرضون لفترات طويلة من الحرارة المرتفعة أو الذين يمارسون نشاطاً بدنياً زائداً في الطقس الحار دون شرب كميات كافية من الماء معرضون أيضاً لحدوث «الجفاف» بشكل مفاجئ.

الوقاية من الجفاف تبدأ من المنزل

يمكن للأهل أن يحموا أطفالهم من «الجفاف» من خلال بعض الخطوات البسيطة ولكنها فعالة، مثل التأكد من حصول الطفل على كميات كافية من الماء والسوائل يومياً خاصة في أوقات الصيف وارتفاع الحرارة، كما يجب الاهتمام بتقديم الفواكه التي تحتوي على كميات عالية من الماء مثل البطيخ والخيار والبرتقال.

في حالات المرض أو ارتفاع درجة الحرارة أو وجود أعراض مثل الإسهال أو القئ يجب زيادة كمية السوائل المقدمة للطفل ومراقبة حالته الصحية بدقة، ويمكن استخدام محاليل الإماهة الفموية التي تباع في الصيدليات لتعويض النقص في الأملاح والمعادن.

كما ينصح بعدم تأخير زيارة الطبيب عند ملاحظة أي من «مؤشرات الجفاف» وخاصة إذا استمرت الأعراض لأكثر من يوم أو زادت حدتها مع مرور الوقت.

أهمية التوعية في الحد من حالات الجفاف

الوعي بمخاطر «الجفاف» يعتبر أحد الأسلحة المهمة في الوقاية من آثاره السلبية على الأطفال، لذلك يجب على وسائل الإعلام والمؤسسات الصحية تنظيم حملات توعية موجهة للأسر تشرح فيها العلامات التحذيرية وكيفية التصرف عند ظهورها، إلى جانب توزيع كتيبات ومحتوى رقمي يوضح طرق الوقاية والعلاج.

ويجب أن يكون هناك دور نشط للمدارس ودور الحضانة في رصد أي أعراض مبكرة لدى الأطفال وتنبيه الأهل إليها، خاصة أن الكثير من حالات «الجفاف» تبدأ بأعراض خفيفة قد لا يلاحظها الأهل إذا لم يكن لديهم معرفة كافية بخطورة الأمر.

الجفاف حالة يمكن تجنبها بسهولة

في النهاية يمكن القول إن «الجفاف» ليس مرضاً يصعب التعامل معه إذا تم اكتشافه مبكراً وتم اتباع الإجراءات الوقائية المناسبة، وإن إدراك الأهل لأهمية ملاحظة «العلامات الأولية» يمكن أن يُنقذ حياة طفل من الدخول في مضاعفات لا تُحمد عقباها، لذلك فإن كل ولي أمر مطالب بأن يكون على دراية كاملة بأسباب الجفاف وأعراضه وطرق الوقاية منه.

فالحفاظ على ترطيب جسم الطفل ليس رفاهية وإنما ضرورة صحية لا تحتمل التأجيل، وكل تأخير في التعامل مع «مؤشرات الجفاف» قد يكون ثمنه غالياً لا قدّر الله.

تم نسخ الرابط