الأربعاء 30 يوليو 2025 الموافق 05 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

ساعة ميتا الذكية المرتقبة.. مفهوم جديد لعالم التكنولوجيا القابلة للارتداء

ساعة ميتا
ساعة ميتا

ساعة ميتا الذكية المرتقبة أصبحت حديث الأوساط التقنية في الفترة الأخيرة وذلك لما تحمله من «مفهوم جديد» في عالم التكنولوجيا القابلة للارتداء، إذ يبدو أن شركة ميتا تسعى من خلالها إلى إعادة تعريف ما تعنيه كلمة «ساعة ذكية»، حيث تخطط لإطلاق منتج يدمج بين الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي ومزايا التواصل الفوري في تجربة متكاملة على معصم اليد، وقد بدأت التسريبات والتقارير تتوالى عن هذه الساعة لتكشف عن مشروع طموح يتجاوز مجرد تتبع الخطوات أو الرد على الإشعارات.

ميتا تدخل سوق الساعات بمفهوم غير تقليدي

لم تكن شركة ميتا يومًا من الشركات التي تكتفي بتقليد المنافسين بل تسعى دائمًا إلى تقديم «ابتكارات فريدة» تغير من شكل السوق، ويبدو أن ساعة ميتا الذكية ستكون خير مثال على هذه الرؤية، حيث تهدف الشركة إلى إطلاق ساعة لا تكتفي بكونها جهازًا مرافقًا للهاتف بل تسعى إلى أن تكون «جهازًا مستقلًا» قادرًا على تقديم خدمات متقدمة في مجالات متعددة مثل «التواصل، والواقع المعزز، والصحة، والإنتاجية».

ومن بين أبرز المميزات التي يُشاع أن ساعة ميتا الذكية ستقدمها هو دمجها الكامل مع منظومة الميتافيرس، بحيث تتيح للمستخدم التفاعل مع عناصر الواقع الافتراضي بطريقة سلسة من خلال إشارات اليد والتفاعل الصوتي، مما يفتح آفاقًا جديدة للأنشطة اليومية سواء في العمل أو الترفيه أو حتى أثناء التنقل.

تصميم مستقبلي وتقنيات متقدمة

تشير التقارير إلى أن «ساعة ميتا المرتقبة» ستأتي بتصميم دائري أو شبه دائري مع واجهة قابلة للتخصيص بالكامل، كما أنها ستعتمد على واجهة زجاجية عالية الدقة مدعومة بتقنية OLED وتعمل باللمس المتعدد، إلى جانب وجود كاميرا مدمجة تسمح بالتقاط الصور أو إجراء مكالمات الفيديو مباشرة من الساعة دون الحاجة إلى هاتف، وهو ما يجعل منها «أداة شاملة» يمكن الاعتماد عليها في العديد من المهام اليومية.

وقد تعمل الساعة بمعالج قوي مخصص للأجهزة القابلة للارتداء مع دعم لتقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال شريحة داخلية مخصصة للمهام الذكية مثل التعرف على الصوت وتحليل الأنشطة الحيوية، كما أن الساعة ستدعم المساعد الصوتي الخاص بميتا والذي من المتوقع أن يكون قادرًا على إجراء محادثات طبيعية مع المستخدم وتقديم اقتراحات ذكية بناءً على النشاط اليومي.

تركيز على الصحة واللياقة بأسلوب جديد

في ظل الاهتمام المتزايد من المستخدمين بصحتهم ولياقتهم البدنية تسعى ميتا إلى تمييز «ساعتها الذكية» من خلال تقديم «حلول مبتكرة» لمراقبة الصحة، حيث ستوفر الساعة مستشعرات متعددة لرصد معدل ضربات القلب، وتتبع النوم، ومراقبة مستويات التوتر، إضافة إلى تتبع النشاط البدني والتمارين الرياضية بشكل دقيق، ولكن ما يجعل الساعة مختلفة عن غيرها هو قدرتها على استخدام تقنيات الواقع المعزز لتحفيز المستخدم على ممارسة الرياضة بشكل أكثر تفاعلية.

فعلى سبيل المثال قد تعرض الساعة مجسمًا افتراضيًا لمدرب شخصي على شاشة الهاتف أو نظارة الواقع المعزز المرتبطة بها لتقديم التوجيهات الحية أثناء التمارين مما يعزز من التفاعل ويمنح المستخدم تجربة أكثر اندماجًا، كما يمكن للساعة إرسال تنبيهات ذكية بناءً على الحالة الصحية للمستخدم أو تذكيره بشرب الماء أو القيام بحركات تمدد بعد فترات طويلة من الجلوس.

تكامل عميق مع منصات ميتا

من المميزات الكبرى التي ستحملها «ساعة ميتا» هو التكامل التام مع منصات الشركة المختلفة مثل «فيسبوك، إنستغرام، واتساب، ماسنجر»، إذ سيتمكن المستخدم من تصفح الرسائل، ومشاهدة الإشعارات، والرد عليها من خلال الساعة مباشرة، كما يُتوقع أن توفر تجربة جديدة للتفاعل مع محتوى الميتافيرس من خلال إشارات اليد أو التحكم الصوتي، وهو ما يشير إلى أن الساعة ستكون «جسرًا فعليًا» بين العالم الواقعي والعوالم الافتراضية.

كما تشير بعض التسريبات إلى أن الساعة ستدعم إنشاء وتحرير محتوى بسيط على منصات ميتا مباشرةً، مما قد يفتح المجال للمؤثرين وصناع المحتوى لاستخدام الساعة كأداة لإنتاج وتحرير الفيديوهات أو القصص القصيرة أثناء التنقل.

هل ستكون ساعة ميتا قفزة حقيقية أم مجرد تجربة؟

رغم كل الحماسة المحيطة بالمشروع تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كانت ميتا قادرة على تقديم منتج متكامل قادر على منافسة الأسماء الكبرى في عالم الساعات الذكية مثل آبل وسامسونج، إذ أن دخول سوق مزدحم بالفعل يتطلب جرأة وابتكارًا لا يقلان عن الجودة والاستقرار التقني، ومع ذلك فإن السمعة التي بنتها ميتا في مجال الواقع الافتراضي وتكنولوجيا التفاعل قد تمنحها الأفضلية في تقديم تجربة مختلفة فعلًا.

كما أن التحدي سيكون في إقناع المستخدمين بأن «ساعة ميتا» ليست مجرد أداة جانبية بل جهاز أساسي يغنيهم عن الهاتف في كثير من الأحيان، وهذا سيتطلب تقديم أداء ممتاز، وبطارية قوية، ودعم متواصل من خلال التحديثات والخدمات السحابية.

الترقب يزداد والأسواق تنتظر

مع تصاعد وتيرة الأخبار والتسريبات عن ساعة ميتا الذكية من المتوقع أن تعلن الشركة عنها رسميًا خلال الأشهر القادمة، وربما تكشف عنها في أحد مؤتمراتها الخاصة بالابتكار أو في حدث مخصص للأجهزة الذكية، ويبدو أن هذه الساعة لن تكون مجرد منتج جديد بل قد تمثل بداية توجه جديد في صناعة الأجهزة القابلة للارتداء التي أصبحت أكثر ارتباطًا بالعالم الرقمي.

ويؤكد خبراء التقنية أن نجاح الساعة سيعتمد على مدى قدرتها على تقديم قيمة مضافة فعلًا للمستخدم وإحداث فرق حقيقي في حياته اليومية سواء على مستوى التواصل أو الصحة أو حتى الترفيه، ومن هنا فإن ساعة ميتا تمثل مشروعًا واعدًا قد يُغير المفاهيم المتداولة حول ما يجب أن تكون عليه الساعة الذكية في المستقبل.

تم نسخ الرابط