ألم العين الحاد قد يهدد الإبصار.. إليك الأسباب وطرق الوقاية

العين هي أحد أهم أعضاء الجسم وأدقها وأكثرها حساسية حيث ترتبط ارتباطًا مباشرًا بجودة الحياة وقدرة الإنسان على التفاعل مع محيطه ولهذا فإن أي «ألم حاد في العين» يستدعي الانتباه الشديد وعدم التهاون لأن هذا الألم قد يكون مؤشرًا لمشكلة خطيرة تهدد سلامة الرؤية وقد تصل في بعض الحالات إلى درجة فقدان البصر إذا لم يتم التعامل معها بشكل طبي عاجل ومدروس.
أنواع الألم الحاد في العين
تتنوع أشكال الألم الذي يصيب العين بين ألم سطحي على مستوى الجفن أو القرنية أو ألم داخلي يشعر به المريض خلف كرة العين أو في عمقها ويكون «الألم الحاد في العين» أكثر إثارة للقلق حين يكون مفاجئًا أو متصاعدًا ويصاحبه أعراض أخرى مثل «تشوش الرؤية» أو احمرار شديد أو تورم أو حتى صداع في الجبهة أو حول الحاجب.
أسباب محتملة لألم العين الحاد
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى شعور مفاجئ أو مستمر بألم حاد في العين ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
• التهاب القرنية: وهو من أكثر الأسباب شيوعًا ويحدث نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية أو فطرية وقد يؤدي إلى «تآكل سطح العين» ويصاحبه ألم حاد وحساسية شديدة للضوء
• جفاف العين الشديد: عندما يقل إنتاج الدموع أو تتغير تركيبتها فإن سطح العين يصبح معرضًا للجفاف والتقرح مما يؤدي إلى الشعور «بوخز وألم حارق» مستمر
• ارتفاع ضغط العين الحاد أو ما يعرف بالجلوكوما الحادة: هذا المرض الخطير يسبب «ألمًا شديدًا ومفاجئًا في العين» ويصحبه غثيان واضطراب في الرؤية ويُعد من الحالات التي تستدعي التدخل الطبي الفوري
• خراج العين أو الدمامل الجفنية: قد يحدث تورم مؤلم في جفن العين نتيجة التهاب بصيلات الرموش مما يسبب ألمًا موضعيًا حادًا
• الإصابة بجسم غريب داخل العين: دخول ذرات غبار أو رمال أو أي جسم صغير قد يُحدث خدشًا في قرنية العين ويؤدي إلى ألم حاد و«دموع متكررة» وشعور بعدم الراحة
• التهاب العصب البصري: وهو من الحالات التي تصيب العصب المسؤول عن نقل الصورة من العين إلى الدماغ ويظهر على شكل ألم عند حركة العين مع انخفاض في الرؤية
• الصداع النصفي العيني: في بعض الحالات يكون الألم في العين نتيجة مباشرة للصداع النصفي ويصاحبه اضطرابات بصرية مثل رؤية ومضات أو نقاط مضيئة
• القرحة القرنية: وتنتج عن عدوى عميقة في سطح العين وتسبب ألمًا شديدًا مع إحساس بوجود جسم غريب في العين وعدم القدرة على فتح الجفن
متى يصبح الألم مؤشرًا خطيرًا؟
«الألم الحاد في العين لا يجب تجاهله أبدًا» خاصة إذا رافقه انخفاض في حدة الإبصار أو خروج إفرازات أو فقدان القدرة على تحريك العين بشكل طبيعي أو رؤية هالات حول الأضواء في هذه الحالات يُنصح بالتوجه الفوري إلى طبيب العيون لأن التأخر في التشخيص قد يؤدي إلى مضاعفات غير قابلة للعلاج.
طرق الوقاية من ألم العين
الوقاية من ألم العين الحاد تبدأ بالعناية اليومية بنظافة العين والامتناع عن فركها باليد خاصة في الأجواء المليئة بالغبار كما يُنصح باستخدام «القطرات المرطبة» لمن يعانون من الجفاف وتجنب ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة دون تعقيم أو استشارة طبية.
كذلك يجب ارتداء نظارات واقية أثناء العمل في أماكن مليئة بالأتربة أو المواد الكيميائية والابتعاد عن مصادر الضوء الشديد المباشر وعدم إجهاد العين بالنظر الطويل إلى الشاشات دون فواصل راحة.
أهمية الفحص الدوري للعين
حتى مع غياب الألم يظل من المهم إجراء فحوصات دورية للعين خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم حيث يمكن أن تتطور مشكلات العين بشكل صامت دون أعراض واضحة وتكتشف فقط عند تقدم المرض ولهذا فإن «الكشف المبكر» هو خط الدفاع الأول للحفاظ على سلامة العين.
ألم العين لدى الأطفال وكبار السن
ألم العين لا يقتصر على فئة عمرية دون غيرها ولكنه قد يكون أخطر لدى الأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن مشكلاتهم بدقة وكذلك لدى كبار السن الذين قد يتجاهلون الأعراض أو يظنونها عادية مع تقدم العمر لذا يجب الانتباه إلى أي شكوى متكررة من ألم أو دموع أو فرك مستمر للعينين.
متى يكون العلاج بسيطًا ومتى يحتاج لتدخل طبي؟
بعض حالات ألم العين تكون مؤقتة وتزول مع الراحة أو باستخدام القطرات المرطبة ومع ذلك هناك حالات تحتاج إلى تدخل عاجل مثل وجود خدش في القرنية أو أعراض تدل على وجود التهاب عميق أو ارتفاع ضغط العين وفي هذه الحالات لا تكفي العلاجات المنزلية بل يتطلب الأمر زيارة طبيب عيون مختص لإجراء الفحوصات اللازمة ووصف العلاج المناسب.
العين نعمة يجب الحفاظ عليها
«العين هي نافذتنا إلى العالم» وأي ألم فيها يجب أن يؤخذ على محمل الجد لأن تجاهل الأعراض البسيطة قد يؤدي إلى مشاكل مزمنة ومعقدة والحفاظ على سلامة العين لا يتطلب سوى بعض الحرص والاهتمام بالنظافة والرعاية الطبية المنتظمة.