مشكلات لا تخطر على بالك يسببها «خمول الغدة الدرقية»

تُعد «الغدة» الدرقية من أهم الغدد الصماء في الجسم لأنها تتحكم في تنظيم عمليات الأيض والنمو والطاقة بشكل دقيق ومتوازن، ومع ذلك فإن «خمول الغدة» يمكن أن يتسبب في مشكلات صحية خطيرة قد لا تخطر على بالك إطلاقًا، إذ يتسلل هذا القصور بهدوء ويؤثر على أعضاء الجسم المختلفة دون أن يلاحظ المصاب علامات التحذير المبكرة، في هذا المقال يكشف القارئ نيوز أبرز المشكلات الصحية التي قد تتعرض لها نتيجة «خمول الغدة» الدرقية وتأثيراته غير المتوقعة على الجسم والحالة النفسية.
تغيرات مزاجية واضطرابات نفسية غير مبررة
يُعتبر المزاج المتقلب من الأعراض الشائعة عند المصابين بـ«خمول الغدة»، لكن كثيرين لا يربطون بين حالتهم النفسية وبين وظائف الغدد، فمع انخفاض إنتاج هرمونات «الغدة» الدرقية يشعر المريض بالخمول والكسل والتعب المستمر مما ينعكس على الحالة النفسية وقد يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الاكتئاب الحاد أو القلق المستمر أو حتى مشكلات في التركيز والانتباه، وهو ما قد يُفسر من قِبل البعض على أنه إجهاد أو ضغط نفسي عابر، بينما السبب الحقيقي كامِن في الغدة.
زيادة غير مبررة في الوزن رغم قلة الأكل
من أبرز المشكلات التي تظهر مع «خمول الغدة» زيادة الوزن بشكل ملحوظ حتى لو كان الشخص يتبع نظامًا غذائيًا صارمًا، وهذا يعود إلى بطء عملية التمثيل الغذائي التي تتحكم بها «الغدة» الدرقية، فعندما تنخفض كفاءة هذه الغدة في إفراز الهرمونات المسؤولة عن الأيض يبدأ الجسم بتخزين الدهون بدلاً من حرقها، ما يؤدي إلى اكتساب الوزن بطريقة لا تُفسر عبر العادات الغذائية أو النشاط البدني.
برودة الأطراف وشعور دائم بالتجمد
يشكو العديد من الأشخاص الذين يعانون من «خمول الغدة» من الإحساس الدائم بالبرودة في اليدين والقدمين حتى في الأجواء المعتدلة أو الحارة، حيث يؤدي انخفاض نشاط «الغدة» إلى تباطؤ الدورة الدموية وبالتالي ضعف تدفق الدم إلى الأطراف مما ينتج عنه هذا الشعور غير المريح والمستمر بالتجمد.
بطء ضربات القلب ومضاعفات للقلب
قد لا يتخيل البعض أن «الغدة» الدرقية تؤثر بشكل مباشر على القلب إلا أن هذا صحيح تمامًا، ففي حالات «خمول الغدة» يمكن أن تنخفض نبضات القلب عن المعدل الطبيعي مما يسبب الدوخة أو الإرهاق الشديد، كما قد يؤدي القصور في عمل الغدة إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار بالدم مما يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين أو أمراض القلب المزمنة، لذلك فإن تجاهل متابعة وظيفة الغدة قد يكون له تبعات قلبية خطيرة.
مشاكل في البشرة والشعر والأظافر
«خمول الغدة» لا يتوقف تأثيره عند الأعضاء الداخلية بل يمتد ليشمل مظهرك الخارجي أيضًا، فالكثير من المصابين يلاحظون جفاف الجلد بشكل واضح بالإضافة إلى تساقط الشعر وتكسره بسهولة وضعف الأظافر وتقشرها، ويرجع ذلك إلى نقص الهرمونات التي تفرزها «الغدة» والتي تلعب دورًا مهمًا في تجديد الخلايا ودعم صحة الأنسجة.
الإمساك المزمن واضطرابات الجهاز الهضمي
من المشكلات الشائعة التي لا تُنسب عادة إلى الغدة الدرقية هي اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإمساك المزمن، حيث يسبب «خمول الغدة» تباطؤًا في حركة الأمعاء مما يؤدي إلى صعوبة في الإخراج والشعور الدائم بالانتفاخ أو الثقل، وهذه الأعراض قد يتم التعامل معها بشكل سطحي دون البحث عن السبب الأساسي الكامن خلفها وهو ضعف إفرازات الغدة.
صعوبات في الحمل ومشاكل الخصوبة
تلعب «الغدة» الدرقية دورًا محوريًا في تنظيم الهرمونات التناسلية لدى الرجال والنساء على حد سواء، لذا فإن «خمول الغدة» قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء أو ضعف التبويض أو تأخر الحمل، كما يمكن أن يؤثر على خصوبة الرجال من خلال تقليل إنتاج الحيوانات المنوية، وهذه الحقائق العلمية تؤكد أهمية فحص وظائف الغدة ضمن الفحوصات الروتينية للخصوبة.
ضعف الذاكرة وبطء التفكير
لا تقتصر آثار «خمول الغدة» على الجسد فحسب بل تمتد إلى قدرات الدماغ والإدراك، إذ يعاني المصابون غالبًا من صعوبات في التركيز وضعف في الذاكرة قصيرة المدى إضافة إلى بطء ملحوظ في التفكير والاستيعاب، وهو ما قد ينعكس على الأداء الدراسي أو المهني، وغالبًا ما يُظن أن هذه التغيرات نتيجة التقدم في السن أو الإجهاد بينما السبب الحقيقي متعلق بهرمونات الغدة.
التعب المستمر رغم النوم الكافي
يُعد التعب أحد أكثر أعراض «خمول الغدة» شيوعًا وأشدها تأثيرًا على الحياة اليومية، إذ يشعر الشخص بالإرهاق حتى بعد نوم طويل أو راحة كافية، وذلك نتيجة لانخفاض قدرة الجسم على إنتاج الطاقة بسبب ضعف نشاط الغدة، وهذه الحالة تسبب انخفاضًا عامًا في الحيوية وتؤثر على القدرة على أداء المهام اليومية بشكل طبيعي.
أهمية التشخيص المبكر لحماية صحتك
تكمن خطورة «خمول الغدة» في أن أعراضه تتشابه مع أعراض أمراض أخرى كثيرة مثل فقر الدم أو الاكتئاب أو سوء التغذية، لذلك فإن التشخيص المبكر ومراقبة وظائف الغدة عبر تحاليل الدم يُعتبر الخطوة الأولى نحو تجنب المضاعفات طويلة الأمد، ويوصي الأطباء بإجراء تحليل هرمونات الغدة TSH وT4 كفحوصات دورية خاصة لمن لديهم تاريخ وراثي أو أعراض مزمنة غير مبررة.
إن «الغدة» الدرقية وإن كانت صغيرة الحجم إلا أن تأثيرها عظيم على كامل أجهزة الجسم، ولا يجب الاستهانة بـ«خمول الغدة» لما له من مضاعفات صحية متعددة تتسلل في صمت لتؤثر على جودة الحياة، من المهم التوعية بهذه المشكلات الخفية وأهمية متابعة وظائف الغدة بشكل دوري لتفادي أي تأثيرات سلبية قد تبدو في ظاهرها بسيطة ولكنها تُنذر بمشكلات صحية جسيمة.