الجمعة 05 سبتمبر 2025 الموافق 13 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

من هم «سارقي الصلاة»؟.. اكتشف أخطر اللصوص الذين يلهونك عن عبادتك

الصلاة
الصلاة

الصلاة هي عمود الدين وأعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الصلة بين العبد وربه، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على إقامتها بخشوع وسكينة، غير أن هناك «لصوصًا» يتربصون بعبادة الإنسان فيسرقون منه لذة الصلاة وروحها، فيخرج المصلي أحيانًا من صلاته دون أن ينال منها إلا التعب والحركات الجسدية، وقد كشف علماء الأزهر ودار الإفتاء عن أبرز هؤلاء اللصوص وأخطر العادات التي تهدد سلامة الصلاة وتفسد خشوعها.

اللص الأول.. سرقة الإنسان نفسه في الصلاة

بيّن الشيخ عبد الهادي سعيد عضو مجمع البحوث الإسلامية أن أخطر أنواع اللصوصية هي أن يسرق الإنسان نفسه بنفسه أثناء الصلاة، وقد جاء في الحديث الشريف قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته»، فلما سأله الصحابة عن كيفية هذه السرقة، قال: «لا يتم ركوعها ولا سجودها» أي أن المصلي يؤدي الصلاة بشكل سريع دون طمأنينة أو خشوع.

هذا النوع من التقصير يجعل الصلاة فاقدة لمعناها الروحي، حتى إن بعض الفقهاء اعتبروا «الطمأنينة في الصلاة» ركنًا أساسيًا لا تصح الصلاة بدونه، فإذا لم يهدأ القلب ولم تسكن الجوارح فإن المصلي لا ينال من صلاته إلا القليل، وهو ما يجعل «الصلاة» عرضة للضياع وفاقدة لثمرتها.

اللص الثاني.. الالتفات في الصلاة

ومن اللصوص الذين يسرقون من المصلي خشوعه «الالتفات»، فقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة، فأجابها بأنه «اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد»، والمعنى أن الشيطان يحاول صرف بصر المصلي عن الله عز وجل إلى ما حوله، فيفقد القلب خضوعه ويتشتت الذهن.

فالله سبحانه وتعالى يقبل على عبده ما دام العبد مقبلًا عليه، فإذا التفت العبد وأدار بصره إلى غير الله تعالى، أعرض الله عنه وقال له: «يا عبدي هل هناك خير مني فتنظر إليه وتعرض عني» وهنا تكمن خطورة الالتفات في الصلاة، حيث إنه يسرق من العبد صفاء قلبه وخشوعه.

حركات تبطل الصلاة

أوضح الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن هناك حركات ليست من جنس الصلاة، إذا فعلها المصلي بكثرة وبدون حاجة فإنها قد تبطل الصلاة، لأن المطلوب من المسلم أن يكون في «قمة التركيز والخشوع» أثناء أداء العبادة، وألا يجعل من صلاته مجرد حركات تشبه حركات غير المصلي.

وقد اختلف العلماء في تقدير عدد الحركات التي قد تؤدي إلى بطلان الصلاة، فهناك من قال إنها ثلاث حركات متتالية بلا مبرر، وهناك من اعتبر أن المعيار هو هيئة المصلي، فإذا نظر إليه شخص آخر وظن أنه ليس في صلاة بسبب كثرة حركته، فإن ذلك يبطل صلاته، إلا إذا كانت الحركة اضطرارية لا يملك السيطرة عليها.

أثر التوتر والابتلاءات على الصلاة

وفي سياق متصل أشار الدكتور محمود شلبي إلى أن حياة الإنسان كلها تدور بين «قضاء الله وقدره»، ولا يخرج العبد عن مشيئة ربه، وأن ما يصيبه من ابتلاء أو مرض أو هم لا بد أن يرضى به، فالمسلم عندما يواجه المحن يزداد قربًا من ربه بالصلاة والدعاء، فلا ينشغل بالشكوى أو الجزع، بل يستسلم لحكمة الله عز وجل، وبهذا ينجو من لصوص التوتر الذين يسرقون خشوعه وصفاء قلبه في الصلاة.

كيف يحافظ المسلم على صلاته من هؤلاء اللصوص

لحماية الصلاة من السرقة المعنوية التي تفرغها من معناها، أوصى العلماء بضرورة الإقبال عليها بقلب خاشع، والاستعداد لها بالوضوء والسكينة، والابتعاد عن الملهيات قبل الدخول فيها، كما ينصح بقراءة الأذكار قبل الصلاة لتركيز الذهن والابتعاد عن الوساوس، ومن المهم أن يتذكر المصلي أنه يقف بين يدي الله عز وجل، وأن الصلاة هي لحظة اللقاء الأعظم مع خالق الكون، مما يدفعه إلى الطمأنينة وعدم الاستعجال في الركوع أو السجود.

أهمية الطمأنينة والوعي بمعاني الصلاة

النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها»، أي أن مقدار ما يستفيد منه العبد من الصلاة هو بقدر ما يفهم ويعي من معانيها، فإذا كان ذهنه مشتتًا أو قلبه غافلًا، فإن الصلاة تتحول إلى مجرد عادة جسدية، أما إذا حضر القلب وسكنت الجوارح، فإن الصلاة تصبح نورًا وراحة وسكينة للعبد، وتكون سببًا في محو الذنوب ورفع الدرجات.

الصلاة ليست مجرد أداء لحركات وألفاظ، بل هي عبادة عظيمة تحتاج إلى قلب حاضر وخشوع دائم، وهناك «لصوص» يتربصون بالمصلي مثل السرعة في الأداء أو الالتفات أو كثرة الحركة، وكلها تسلب من الصلاة حقيقتها، ومن أراد أن يحافظ على صلاته فعليه أن يقف بين يدي الله وقلبه مملوء بالخشية، وجوارحه ساكنة، وعقله حاضر ليتذوق حلاوة الصلاة ويعيش أثرها في حياته كلها.

تم نسخ الرابط