الأربعاء 10 سبتمبر 2025 الموافق 18 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

أغرب وجبات جوية في رحلات الطيران.. من «المحشي» إلى «شوربة الأعشاب»

وجبات الطيران
وجبات الطيران

وجبات الطيران كانت دائمًا من العناصر التي تثير فضول المسافرين، فالكثيرون يرون أن «وجبات» الرحلات الجوية تعكس ثقافة كل بلد وشركة طيران، حيث تختلف المكونات وتتنوع الأذواق، لتجد نفسك أمام تجربة فريدة قد تجمع بين «المحشي» المصري و«شوربة الأعشاب» اليابانية أو الصينية، وهو ما يجعل عالم «وجبات» الطيران مليئًا بالمفاجآت والغرائب، ويضيف متعة جديدة إلى تجربة السفر، فالطعام على متن الطائرة لم يعد مجرد وجبة عابرة، بل أصبح وسيلة لتعريف المسافرين بأطعمة غير معتادين عليها.

وجبات تعكس هوية الدول

حين نتحدث عن «وجبات» الطيران، لا يمكن أن نفصلها عن الهوية الثقافية لكل دولة، فشركات الطيران الوطنية عادةً ما تسعى إلى تقديم أطعمة محلية كجزء من الترويج لثقافة البلد، على سبيل المثال تقدم بعض الخطوط الجوية في الشرق الأوسط وجبات تشمل «الكباب» و«الأرز البسمتي» ليشعر المسافر أنه ما زال قريبًا من المطبخ المحلي، بينما نجد شركات طيران في شرق آسيا تقدم «شوربة الأعشاب» أو حساء الأعشاب البحرية كجزء من ثقافتهم الغذائية، مما يحول «وجبات» الطيران إلى وسيلة لتسويق الثقافة المحلية بشكل غير مباشر.

وجبة طيران 
وجبة طيران 

وجبات غير تقليدية على ارتفاع شاهق

من أبرز الأمور التي قد تثير دهشة الركاب أن «وجبات» الطيران ليست دائمًا تقليدية، فقد يجد المسافر نفسه يتناول «المحشي» المحضر على الطريقة المصرية أو السورية على متن رحلة طويلة، وهو أمر قد يبدو غريبًا لركاب من جنسيات أخرى، بينما هناك خطوط تقدم «الذرة المشوية» كوجبة خفيفة بدلاً من المكسرات أو الشوكولاتة، كما نجد بعض الشركات الأوروبية تقدم وجبات تتضمن «الحلويات التقليدية» مثل التارت أو الكعك المحلي، في حين تبتكر بعض الشركات الأخرى في تقديم أطعمة نباتية غريبة تتماشى مع التوجه العالمي نحو الغذاء الصحي.

التحديات في إعداد وجبات الطائرات

إعداد «وجبات» الطيران ليس أمرًا سهلاً كما يظن البعض، فالطعام يجب أن يكون محضرًا بطريقة تضمن سلامته عند حفظه لفترات طويلة قبل التقديم، كما يجب أن يكون قادرًا على الاحتفاظ بجودته رغم اختلاف الضغط ودرجات الحرارة على متن الطائرة، لذلك يتم الاعتماد على تقنيات خاصة في الطهي والتعبئة، إضافة إلى اختيار وجبات تحتوي على نكهات قوية لتعويض فقدان حاسة التذوق الذي يحدث غالبًا على ارتفاعات عالية، وهنا يظهر دور الطهاة المتخصصين الذين يعملون مع شركات الطيران لتطوير أطباق غير عادية تجمع بين «الجودة» و«الأمان الغذائي».

وجبات لركاب الدرجة الأولى مقابل الاقتصادية

لا شك أن الفارق بين «وجبات» الدرجة الأولى و«وجبات» الدرجة الاقتصادية كبير، ففي الدرجة الأولى غالبًا ما يحصل الراكب على تجربة فاخرة تشمل وجبات معدة من مكونات طازجة ومقدمة بطريقة أشبه بمطاعم الخمس نجوم، مثل شرائح السلمون المدخن أو لحم الستيك الفاخر أو حتى الكافيار، بينما تقتصر وجبات الدرجة الاقتصادية على أطعمة بسيطة مثل الدجاج المشوي أو الباستا، ومع ذلك تحرص الشركات على أن تكون هذه الوجبات مقبولة ولذيذة، حتى وإن لم تكن فاخرة مثل وجبات الدرجة الأولى.

وجبات غريبة تثير الدهشة

من بين أكثر «وجبات» الطيران غرابة، ما تقدمه بعض الشركات في أفريقيا مثل أطباق الحشرات المحمصة، والتي تعتبر في بعض الثقافات وجبة بروتينية أساسية، بينما تقدم بعض الخطوط الجوية في أمريكا اللاتينية حساء الذرة التقليدي أو وجبة الفاصوليا السوداء، وفي الهند قد يحصل المسافر على وجبة نباتية بالكامل تحتوي على أطعمة تقليدية مثل «الساموسا» أو «العدس»، وفي اليابان يمكن أن يجد الركاب أنفسهم أمام «السوشي» الطازج أو حساء الأعشاب البحرية، وهو ما يجعل تجربة الطعام في السماء مغامرة حقيقية.

البعد النفسي لتجربة الوجبات الجوية

اللافت أن «وجبات» الطيران لا تقتصر على الطعام فقط، بل تحمل جانبًا نفسيًا مهمًا، حيث يعتبر الكثير من الركاب أن تناول الطعام على متن الطائرة جزء من التسلية التي تقلل من شعور الملل خلال الرحلات الطويلة، كما أن تناول أطعمة غريبة يثير الفضول ويجعل التجربة أكثر متعة، لذلك تهتم بعض شركات الطيران بالابتكار المستمر في قوائم الطعام من أجل إرضاء الركاب وإبقاء رحلتهم مليئة بالمفاجآت.

مستقبل وجبات الطيران

مع التقدم التكنولوجي وتغير عادات الأكل عالميًا، يبدو أن مستقبل «وجبات» الطيران سيشهد تحولات كبيرة، حيث تتجه بعض الشركات إلى إدخال تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة وجبات مخصصة حسب تفضيلات الركاب، بينما قد يتم الاعتماد أكثر على الأطعمة النباتية والصحية لمواكبة الاتجاهات العالمية، وقد نرى قريبًا وجبات مصممة بناءً على البيانات الصحية للراكب، ليصبح الطعام على متن الطائرة ليس مجرد وجبة، بل «تجربة شخصية متكاملة».

تظل «وجبات» الطيران واحدة من أكثر العناصر المثيرة للجدل والدهشة في عالم السفر، فهي تعكس ثقافة الشعوب، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الركاب للتعرف على أطعمة غير مألوفة، وبين «المحشي» و«شوربة الأعشاب» و«الكباب» والحشرات، تبقى الرحلات الجوية مسرحًا لعروض طعام لا تتكرر، وتضيف نكهة خاصة لتجربة الطيران.

تم نسخ الرابط