دراسة تحذر.. «الكافيين» يضعف فعالية المضادات الحيوية

الكافيين يعد من أكثر المنبهات شيوعًا حول العالم إذ يدخل في تركيب القهوة والشاي والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، وقد كشفت دراسة علمية حديثة أن استهلاك «الكافيين» قد يؤدي إلى إضعاف فعالية «المضادات الحيوية» في قتل البكتيريا، ما يثير قلق الأطباء والباحثين حول تأثير العادات اليومية على العلاج الدوائي، وأكد الخبراء أن هذه النتائج تستدعي إعادة النظر في توقيت تناول «الكافيين» أثناء فترة العلاج بالمضادات.
تفاصيل الدراسة العلمية
أجريت الدراسة في مركز أبحاث جامعي مرموق حيث قام الباحثون بمراقبة تفاعل «الكافيين» مع أنواع مختلفة من «المضادات الحيوية»، ووجدوا أن «الكافيين» قد يقلل من قدرة هذه الأدوية على القضاء على البكتيريا، إذ أظهرت النتائج أن الجراثيم بقيت نشطة لفترات أطول عند تناول كميات مرتفعة من «الكافيين»، وأوضح القائمون على البحث أن السبب يعود إلى تداخل «الكافيين» مع امتصاص المضادات في الجسم أو تأثيره على توازن الأحماض داخل الخلايا.
آلية تأثير الكافيين على المضادات الحيوية
يعتقد العلماء أن «الكافيين» يسرع من عملية الأيض في الكبد، ما يؤدي إلى تكسير أسرع للمضادات الحيوية قبل أن تحقق فعاليتها الكاملة، كما أن «الكافيين» قد يغيّر من درجة حموضة المعدة ويؤثر على امتصاص الدواء في الأمعاء، وهذه التغيرات تجعل المضاد الحيوي أقل قدرة على الوصول إلى تركيزه المطلوب في الدم، وهو ما قد يقلل من فاعلية العلاج ويؤخر شفاء المريض.
تحذيرات الأطباء
يحذر الأطباء من الإفراط في تناول «الكافيين» خصوصًا أثناء العلاج بالمضادات الحيوية، حيث يؤكدون أن الالتزام بتعليمات الطبيب وتجنب المشروبات الغنية بـ «الكافيين» مثل القهوة والشاي ومشروبات الطاقة يمكن أن يحافظ على فعالية الدواء، كما ينصح الأطباء بتقليل استهلاك «الكافيين» إلى أدنى حد خلال فترة العلاج وعدم تناوله في أوقات قريبة من جرعات الدواء، لتفادي أي تأثير سلبي على النتائج.
بدائل صحية خلال فترة العلاج
ينصح خبراء التغذية بالاعتماد على مشروبات صحية خالية من «الكافيين» مثل الأعشاب الطبيعية والمياه المنكهة بالفواكه، فهذه البدائل تساعد على ترطيب الجسم وتعزيز المناعة دون التأثير على فاعلية المضادات الحيوية، كما يمكن استبدال القهوة بمشروبات دافئة مثل البابونج أو الزنجبيل التي تدعم الجهاز الهضمي وتخفف التوتر، وبذلك يتمكن المريض من الحفاظ على روتين صحي دون المخاطرة بتقليل تأثير الدواء.
تأثير الكافيين على الجهاز المناعي
أشارت الدراسة إلى أن تناول كميات كبيرة من «الكافيين» قد يؤثر أيضًا على الجهاز المناعي، فزيادة مستويات «الكافيين» في الدم قد تؤدي إلى اضطراب النوم وارتفاع مستويات التوتر، وهما عاملان يضعفان قدرة الجسم على مقاومة العدوى، ما يعني أن الإفراط في «الكافيين» لا يضعف فقط فعالية المضادات الحيوية بل يضر أيضًا بمناعة الجسم الطبيعية، وهذا يزيد من صعوبة مكافحة الأمراض البكتيرية.
توصيات للمرضى خلال فترة العلاج
أكد الباحثون ضرورة التحدث مع الطبيب حول استهلاك «الكافيين» عند وصف أي مضاد حيوي، وينبغي للمريض مراقبة كمية «الكافيين» التي يتناولها يوميًا سواء من القهوة أو الشاي أو الشوكولاتة أو المشروبات الغازية، ويوصى بتسجيل هذه الكميات لتجنب تجاوز الحدود المسموح بها، كما يشدد الأطباء على أهمية الالتزام بالمواعيد المحددة لتناول الجرعات وعدم التوقف عن العلاج إلا بعد استشارة الطبيب حتى في حال تحسن الأعراض.
دعوة لمزيد من الأبحاث
رغم النتائج المهمة التي توصلت إليها الدراسة إلا أن الباحثين أوضحوا أن هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لتحديد الكميات الدقيقة من «الكافيين» التي قد تؤثر على كل نوع من المضادات الحيوية، وأكدوا أن هذا المجال ما زال بحاجة إلى دراسات سريرية واسعة تشمل مختلف الفئات العمرية والحالات الصحية، وذلك لوضع إرشادات دقيقة تساعد المرضى والأطباء على تجنب المخاطر.
تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية الانتباه للعادات اليومية أثناء العلاج، فالإفراط في «الكافيين» قد يكون سببًا خفيًا في فشل العلاج أو تأخر الشفاء، ومن الضروري أن يدرك الناس أن «الكافيين» ليس مجرد منبه بسيط بل مادة لها تأثيرات معقدة على الجسم والأدوية، لذا يُنصح كل مريض يتناول «المضادات الحيوية» بتقليل استهلاك «الكافيين» أو استبداله ببدائل صحية للحفاظ على فعالية العلاج وتسريع عملية التعافي.