أهم الأعمال المستحبة عند «احتضار الميت» تعرف عليها

الأعمال المستحبة عند احتضار الميت تعد من السنن العظيمة التي تحافظ على روح المسلم في لحظاته الأخيرة، إذ تؤكد دار الإفتاء المصرية أن القيام بـ«الأعمال» التي تشمل الدعاء وذكر الله وقراءة القرآن يفتح أبواب الرحمة ويهيئ المحتضر للقاء ربه، وقد وردت نصوص وأحاديث نبوية شريفة تحث على هذه «الأعمال» لما فيها من سكينة وطمأنينة تعين الإنسان على مواجهة سكرات الموت، وتبرز أهمية ترديد الأذكار وقراءة سور مثل يس والرعد والبقرة وغيرها، فهذه «الأعمال» تحقق الطمأنينة للمريض وأهله وتبعث الراحة في قلبه، وتشير الدار إلى أن الإكثار من ذكر الله في تلك اللحظات من «الأعمال» التي تقوي الصلة بالخالق وتُشعر المحتضر بحسن الخاتمة، كما تعد هذه الخطوات طريقا لتخفيف ألم الفراق على أسرته، حيث يرى أهل العلم أن «الأعمال» التي تقوم على الرحمة والرفق تجلب بركة وهدوءا في المكان وتبعث الطمأنينة في القلوب، وتأتي هذه السنن لتكون دليلا على أن الشريعة اهتمت بأدق تفاصيل حياة الإنسان حتى لحظات الرحيل.
أهمية «الأعمال» المستحبة عند الاحتضار
توضح دار الإفتاء أن من أعظم «الأعمال» التي يستحب القيام بها في هذه الأوقات الحرجة الدعاء للميت وذكر الله تعالى، فالدعاء يفتح أبواب المغفرة ويهيئ الميت لملاقاة ربه، كما أن قراءة القرآن الكريم وخاصة سور يس والرعد والبقرة من «الأعمال» التي تريح الروح وتمنح المريض سكينة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث تدعو إلى هذه السنن لما فيها من فضل عظيم، ويبين العلماء أن هذه «الأعمال» ليست مجرد طقوس بل هي عبادة خالصة تقوي الإيمان وتمنح الحاضرين شعورا بالسكينة، كما أن المداومة على ذكر الله في تلك اللحظات من «الأعمال» التي تغمر القلب بالطمأنينة وتفتح باب الرحمة.
سنن تلقين الميت
تشير الأحاديث النبوية إلى أن من «الأعمال» المستحبة تلقين المحتضر الشهادتين برفق من دون إلحاح، فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» رواه مسلم، ويستحب كذلك توجيه الميت إلى القبلة مضطجعا على شقه الأيمن تفاؤلا بأنه من أهلها، كما يعد تغميض عيني الميت وتندية شفتيه وتغطية جسده من «الأعمال» التي تحافظ على كرامته وتصون صورته عن الأعين، وهذه السنن تهدف إلى حفظ هيبة الميت وإكرامه في آخر لحظات حياته، ومن المستحب أيضا قراءة شيء من القرآن الكريم لما فيه من راحة وسكينة، حيث تعد هذه «الأعمال» بمثابة وداع مليء بالرحمة والهدوء.
كيفية التلقين بعد الدفن
ومن «الأعمال» التي أشار إليها العلماء ما ورد عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى أن يقوم أحد أهل الميت على رأس قبره بعد دفنه فينادِيه باسمه قائلا «يا فلان ابن فلانة» ثم يلقنه الشهادة ويذكره بما خرج عليه من الدنيا من إيمان بالله ورضا بالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيا وبالقرآن إماما، ويأتي هذا التلقين ليكون من «الأعمال» التي تثبت الميت عند السؤال وتجعله قادرا على الإجابة أمام الملكين، وقد أجمع العلماء على استحباب هذا الفعل ولم يرد عن أحد من السلف تحريمه، بل إن من لم يثبت حديث التلقين اعتمد على فعل السلف فاستحب هذه «الأعمال» لما فيها من حكمة ورحمة.
فضل الالتزام بهذه «الأعمال»
إن الحرص على هذه «الأعمال» يعكس عمق الرحمة في الشريعة الإسلامية التي أوصت بإكرام الإنسان حيا وميتا، فهي ليست مجرد تقاليد بل عبادات تعزز الإيمان وتخفف رهبة الموت على أهل الميت، كما أن الاستمرار في هذه «الأعمال» يورث المجتمع روح التضامن والمودة، إذ يشعر الجميع بأنهم شركاء في الدعاء والرحمة، ويؤكد العلماء أن إحياء هذه السنن يرفع من شأن الأمة ويحفظ روابطها الروحية، فكل «الأعمال» التي وصت بها الشريعة في لحظة الاحتضار تمثل امتدادا لمكارم الأخلاق وفضائل الإسلام.
الثمرة الروحية للأعمال المستحبة
تمنح هذه «الأعمال» راحة كبيرة للمحتضر وأهله حيث تزرع في القلوب يقينا برحمة الله وعدله، كما تعزز الإيمان بحقيقة الآخرة، ويؤكد الخبراء الشرعيون أن الالتزام بهذه «الأعمال» يخفف من ألم الفراق ويرسخ قيم الصبر والتسليم بقضاء الله، ومن خلالها يتجلى معنى الأخوة بين المسلمين حيث يقف الجميع صفا واحدا داعين ومذكرين ومرتلين للقرآن، وهذه الأجواء المفعمة بالطمأنينة تجعل لحظات الوداع أهون على القلوب وتبقى شاهدة على عظمة التعاليم الإسلامية التي تحرص على الإنسان في حياته وآخرته.