تراجع اليورو أمام الجنيه المصري بعد تعافي الدولار عالميا

الجمعة 19/سبتمبر/2025 - 03:12 م

اليورو.. شهدت سوق العملات الأجنبية اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025 حالة من الحذر والتذبذب الواضح، بعدما قرر المستثمرون عالميًا التوجه نحو بيع حيازاتهم من عملة اليورو عقب انخفاض مؤشراته بشكل طفيف، في وقت تعافى فيه الدولار الأمريكي بنسبة وصلت إلى 1% مباشرة بعد إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.

هذا القرار انعكس سريعًا على سوق الصرف العالمية، ليمتد أثره إلى مصر حيث برزت تحركات واضحة في سعر صرف اليورو أمام الجنيه المصري.

خلفية المشهد العالمي

جاءت هذه التحركات في إطار تزايد التحديات التي يواجهها اليورو في الأسواق الدولية، إذ يسعى البنك المركزي الأوروبي لموازنة سياساته النقدية وسط معدلات تضخم متباينة وتباطؤ اقتصادي في بعض دول الاتحاد.

ومع تحسن وضع الدولار نتيجة قرار الفيدرالي، فضل المستثمرون تقليص تعرضهم لليورو، ما ضغط على قيمته في تعاملات اليوم.

هذا التغير العالمي لم يتأخر في إظهار أثره داخل السوق المصرية، حيث تعد البلاد مرتبطة بشكل مباشر بحركة العملات الأجنبية في الخارج، خاصةً مع اعتمادها على التدفقات الدولارية وتحويلات العاملين بالخارج والقطاع السياحي.

أسعار اليورو في البنوك المصرية

بحسب آخر تحديثات البنوك ومكاتب الصرافة، سجلت أسعار شراء وبيع اليورو أمام الجنيه المصري تفاوتًا طفيفًا يعكس المنافسة بين المؤسسات المصرفية.

فقد جاء السعر الأعلى للشراء عند حدود 56.76 جنيه في مصرف أبوظبي الإسلامي، بينما بلغ أقل سعر شراء 56.43 جنيه في المصرف المتحد.

أما على صعيد البيع، فتراوح السعر بين 56.86 جنيه كأدنى مستوى في بنك قطر الوطني و 57.48 جنيه كأعلى مستوى في بنك نكست.

هذا التباين النسبي في الأسعار يتيح للمواطنين فرصة اختيار الأنسب بينهم، في وقت تؤكد فيه البنوك حرصها على توفير احتياجات العملاء من العملات الأجنبية سواء بغرض السفر أو التحويلات أو المعاملات التجارية.

أبرز التحديثات في البنوك

مصرف أبوظبي الإسلامي: الشراء 56.76 جنيه – البيع 57.05 جنيه.

بنك نكست: الشراء 56.75 جنيه – البيع 57.48 جنيه.

ميد بنك: الشراء 56.75 جنيه – البيع 57.18 جنيه.

البنك الأهلي المتحد: الشراء 56.74 جنيه – البيع 57.18 جنيه.

البنك التجاري الدولي: الشراء 56.71 جنيه – البيع 57.16 جنيه.

بنك مصر: الشراء 56.58 جنيه – البيع 57.15 جنيه.

البنك الأهلي المصري: الشراء 56.57 جنيه – البيع 56.88 جنيه.

بنك قطر الوطني: الشراء 56.58 جنيه – البيع 56.86 جنيه.

المصرف المتحد: الشراء 56.43 جنيه – البيع 57.15 جنيه.

تلك الأرقام تؤكد أن أسعار اليورو تحركت في نطاق ضيق، لكنها في الوقت نفسه عكست حساسية السوق المصرية تجاه التطورات العالمية السريعة.

تحليل الخبراء

يرى خبراء الاقتصاد أن هذه التقلبات تعكس ما يسمى بـ«الارتباط غير المباشر» بين السوق المصرية والقرارات النقدية في الخارج، إذ أن أي تحرك في أسعار الفائدة بالدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، يؤدي لتغيرات ملحوظة في حركة العملات الأخرى.

وأوضح الخبراء أن قوة الدولار تضغط عادة على العملات المنافسة مثل اليورو، ومن ثم تتأثر الأسواق الناشئة، ومنها مصر، بهذا التراجع.

كما لفتوا إلى أن القرارات الخاصة بالسياسة النقدية الأوروبية خلال الفترة المقبلة ستكون محورية في تحديد اتجاه اليورو عالميًا، وبالتالي وضعه أمام الجنيه المصري.

انعكاسات محلية

على المستوى المحلي، يوضح مراقبون أن استقرار السوق المصرية نسبيًا يعود إلى الإجراءات الصارمة التي يتخذها البنك المركزي المصري لضبط أسعار الصرف، إلى جانب السياسة المالية التي تهدف إلى توفير السيولة بالعملات الأجنبية.

كما أكدوا أن استمرار تدفقات العملة الصعبة من مصادر مختلفة، مثل تحويلات العاملين بالخارج وإيرادات قناة السويس والسياحة، يساهم في تخفيف حدة الضغوط الخارجية.

ومع ذلك، فإن الأسواق المحلية لا تزال ترقب بحذر أي تحركات جديدة على الساحة العالمية قد تؤدي إلى تغييرات مفاجئة في سعر اليورو.

التوقعات المستقبلية

يتوقع محللو أسواق المال أن يظل اليورو في حالة من التذبذب أمام الدولار خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما سينعكس بدوره على سعره في مصر.

ويرجح البعض أن يتعرض اليورو لمزيد من الضغوط إذا واصل الفيدرالي الأمريكي نهج التيسير النقدي بشكل تدريجي، مما قد يدعم استمرار قوة الدولار.

في المقابل، أي قرارات من البنك المركزي الأوروبي بزيادة أسعار الفائدة أو تعزيز السياسات التحفيزية قد تمنح اليورو دفعة تعويضية.

اقتصاد