الأحد 21 سبتمبر 2025 الموافق 29 ربيع الأول 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

مخاطر «التدخين في المنزل» على الأطفال.. حقائق مقلقة

التدخين السلبي
التدخين السلبي

التدخين في المنزل يمثل «خطرًا كبيرًا» على صحة الأطفال ويعد من أكثر العادات التي تؤدي إلى أضرار طويلة المدى، إذ تؤكد الدراسات أن «التدخين» في الأماكن المغلقة يضاعف تأثير المواد السامة التي يتنفسها الصغار مقارنة بالتدخين في الهواء الطلق، فكل سيجارة مشتعلة تطلق آلاف المركبات الكيميائية التي تستقر في هواء الغرفة وعلى الأثاث والجدران، مما يجعل «التدخين» سببًا رئيسيًا لعدد كبير من أمراض الطفولة مثل الحساسية والربو والتهابات الجهاز التنفسي.

«التدخين» والهواء الملوث داخل المنزل

عندما يتم إشعال السجائر في غرفة مغلقة يتشبع الهواء بجزيئات ضارة تبقى عالقة لساعات طويلة حتى بعد إطفاء السيجارة، وهذا يعني أن الطفل يواصل استنشاق تلك السموم طوال الوقت، الأمر الذي يجعل «التدخين» في المنزل أخطر من التدخين في الأماكن المفتوحة، فالدخان العالق في الأثاث والستائر يطلق ما يعرف بالتدخين السلبي والثالث وهو خليط من السموم التي يستنشقها الأطفال دون وعي.

أضرار مباشرة على «الجهاز التنفسي» للأطفال

يؤدي «التدخين» المنزلي إلى إصابة الأطفال بأمراض تنفسية حادة مثل التهابات الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي، كما يزيد من فرص الإصابة بنوبات الربو وصعوبة التنفس، وتشير الأبحاث إلى أن وجود أحد الوالدين من المدخنين يضاعف من احتمالية إصابة الطفل بمشكلات في الرئة، فهذه الجزيئات السامة الناتجة عن «التدخين» تؤثر مباشرة على نمو الرئة والجهاز المناعي لدى الصغار.

تأثير «التدخين» على نمو الدماغ والجهاز العصبي

أثبتت الدراسات أن التعرض المستمر لدخان السجائر داخل المنزل قد يؤثر على نمو الدماغ والجهاز العصبي للأطفال، حيث تدخل المواد الكيميائية الناتجة عن «التدخين» إلى مجرى الدم وتصل إلى المخ، ما قد يسبب مشكلات في التركيز والذاكرة وصعوبات في التعلم، وهو أمر مقلق للأهل الذين يظنون أن التدخين بعيد عن تأثير كهذا.

أمراض مزمنة مبكرة بسبب «التدخين»

لا يقتصر خطر «التدخين» في المنزل على الأمراض التنفسية فحسب، بل يمتد إلى زيادة فرص الإصابة بأمراض مزمنة مبكرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، فالطفل الذي يتعرض لدخان السجائر يوميًا يصبح أكثر عرضة لمشكلات صحية مستقبلية، وهو ما يجعل «التدخين» داخل المنزل عادة قاتلة على المدى الطويل.

التدخين السلبي والثالث

يعتبر التدخين السلبي عندما يستنشق الطفل الدخان مباشرة من الجو المحيط، بينما التدخين الثالث يحدث عند استنشاق بقايا السموم العالقة على الأسطح والأثاث بعد إطفاء السيجارة، وكلاهما يشكل تهديدًا خطيرًا، حيث تبقى هذه الجزيئات الضارة نشطة لأيام، ما يعني أن «التدخين» حتى في غياب الطفل يظل مصدرًا للأذى.

نصائح لحماية الأطفال من «التدخين»

يجب على الأهل الامتناع التام عن التدخين داخل المنزل أو السيارة حتى لو كان الطفل غير موجود، كما يُنصح بإنشاء بيئة خالية تمامًا من التدخين في جميع الأماكن التي يتواجد فيها الصغار، ويمكن الاستعانة ببرامج الإقلاع عن التدخين التي تقدمها المراكز الصحية لمساعدة الوالدين على التخلص من هذه العادة، فالحل الوحيد لتقليل الخطر هو التوقف الكامل عن «التدخين».

دور المجتمع والتوعية

تتحمل المدارس ووسائل الإعلام دورًا مهمًا في نشر الوعي بأضرار «التدخين» داخل المنازل، فالتثقيف المستمر وتشجيع الأهل على الإقلاع عن هذه العادة يسهم في حماية الأجيال الجديدة، كما يجب سن قوانين أكثر صرامة للحد من التدخين في الأماكن العامة والخاصة، إذ تؤكد التقارير أن المجتمعات التي تفرض قيودًا صارمة تشهد انخفاضًا واضحًا في معدلات التدخين السلبي.

آثار نفسية على الأطفال

إلى جانب المخاطر الصحية يترك «التدخين» في المنزل أثرًا نفسيًا على الأطفال، حيث يشعر الصغار بالخوف والقلق من رؤية أحد الوالدين يدخن، ما قد يدفع بعضهم إلى تقليد هذه العادة لاحقًا، لذلك فإن حماية الأطفال من «التدخين» تعني حمايتهم جسديًا ونفسيًا من آثار مدمرة.

أهمية اتخاذ قرار الإقلاع

إن مواجهة أضرار «التدخين» تبدأ من إدراك الأهل أن صحة أطفالهم في خطر حقيقي، فالإقلاع عن التدخين ليس قرارًا شخصيًا فحسب بل هو التزام بحماية الأسرة، ومع توافر الدعم الطبي والنفسي يمكن التغلب على هذه العادة، فكل يوم يمضي دون تدخين هو خطوة نحو بيئة منزلية آمنة.

«التدخين في المنزل» لا يضر المدخن وحده بل يهدد حياة الأطفال الذين يتنفسون هواءً ملوثًا طوال الوقت، ومن هنا يجب أن يكون الامتناع عن التدخين داخل المنزل أولوية قصوى لكل أسرة.

تم نسخ الرابط