الأحد 05 أكتوبر 2025 الموافق 13 ربيع الثاني 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

طبيب يحذر .. «عمليات التجميل الوهمية» تسبب فقدان البصر

الفيلر
الفيلر

في عالم يسعى فيه الكثير لتعزيز مظهرهم عبر التجميل، ظهرت ظاهرة خطيرة تمثلت بانتشار عمليات التجميل الوهمية التي تجريها جهات غير مؤهلة أو منتحلو صفة أطباء التجميل ما ينذر بكوارث صحية جسيمة تنتهي بالتشوه أو حتى فقدان البصر، فقد أصبحت هذه الظاهرة تتوسع بشكل مقلق في السنوات الأخيرة نتيجة رغبة الناس في التغيير السريع والمظهر المثالي دون التأكد من كفاءة من يقوم بالإجراء، وهو ما جعل سوق التجميل يعج بالعيادات والمراكز التي تروج لخدماتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأسعار منخفضة لجذب الزبائن، بينما الحقيقة أن كثيرًا منها يفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير الطبية والأمان.

خطورة الظاهرة

يرى الأطباء المتخصصون أن التجميل ليس مجرد تزيين للمظهر، بل هو ممارسة طبية دقيقة تعتمد على معرفة تشريحية دقيقة لجسم الإنسان، ومهارة عالية في التعامل مع الأنسجة والأوعية الدموية والحالات الطارئة، ويشير الأطباء إلى أن الكثير من المتطفلين على المهنة يجهلون تمامًا طبيعة المواد المستخدمة في الحقن أو الفيلر أو البوتوكس، ما يجعلهم يستخدمون مواد غير مصرح بها أو ملوثة قد تسبب مضاعفات خطيرة مثل الالتهابات المزمنة أو التسمم أو حتى تآكل الأنسجة في الوجه، كما أن الإجراء غير الصحيح لمثل هذه العمليات قد يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية المغذية للعين مما ينتج عنه فقدان البصر الكامل أو الجزئي، وهو من أخطر المضاعفات التي قد لا يمكن تداركها.

ويؤكد الأطباء أن الحقن في مناطق قريبة من العين أو الأنف أو الجبهة يتطلب دقة بالغة، إذ تحتوي هذه المناطق على أوعية دقيقة جدًا تتصل مباشرة بالشريان العيني، وأي خطأ في موضع الحقن قد يؤدي إلى كارثة لا يمكن عكسها، كما أن استخدام أدوات غير معقمة يفتح الباب أمام العدوى الفطرية والبكتيرية التي قد تشوه الوجه بشكل دائم، وتؤدي في بعض الحالات إلى الحاجة لتدخل جراحي معقد لإزالة الأنسجة المصابة.

شهادات الحالات المتضررة

استقبلت عيادات الجلدية والتجميل حالات عديدة لراغبين في إجراء التجميل تعرضوا لتشوهات جلدية أو إصابات في الأنسجة، ما استدعى تدخلات تصحيحية طويلة ومكلفة، لكن بعض الإصابات لا يمكن علاجها بالكامل مهما بلغت خبرة الأطباء، ويروي أحد المرضى أنه لجأ إلى مركز تجميل شهير على الإنترنت لإجراء حقن فيلر للشفاه، ليتفاجأ بعد أيام بتورم شديد وازرقاق ثم فقدان الإحساس في المنطقة، وبعد مراجعة الأطباء تبين أن الحقن تم في وعاء دموي تسبب في انسداده، وهو ما أدى إلى تلف دائم في الأنسجة.

ويؤكد المرضى المتضررون أن حلم التجميل تحول إلى كابوس حقيقي، فبدلاً من تحسين الشكل وزيادة الثقة بالنفس أصبحوا يعانون من تشوهات تحتاج إلى شهور من العلاج النفسي والطبي لإصلاحها، وبعضهم فقد عمله أو حياته الاجتماعية بسبب الحرج من المظهر الجديد.

دور الطبيب المختص والتأكد من المؤهلات

إذا أردت اللجوء إلى التجميل يجب التأكد من أن الطبيب حاصل على ترخيص رسمي ومعروف في المجال، ويفضّل أن يكون عضواً في نقابة الأطباء ومتخصّصًا في جراحة التجميل أو الجلدية، كما ينبغي التأكد من أن المركز الطبي مرخص من وزارة الصحة وأن جميع الأدوات المستخدمة يتم تعقيمها وفقًا لمعايير صارمة، وأن جميع الإجراءات تتم تحت إشراف طبي محترف ومستعد للتعامل مع أي مضاعفات طارئة، فالمراكز المعتمدة تمتلك تجهيزات طبية كاملة للتعامل مع ردود الفعل التحسسية أو النزيف أو التورم الشديد.

وينصح الأطباء بعدم الانسياق وراء إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي التي تروّج لنتائج مذهلة في دقائق، لأن أغلبها يعتمد على صور مزيفة أو معدلة رقمياً لإيهام الزبائن بالنتائج المثالية، بينما الواقع مختلف تمامًا.

التوعية والرقابة ضرورة ملحة

أحد الحلول الفعالة لوقف هذه الكارثة هو رفع وعي الجمهور بخطورة التجميل غير الشرعي، إذ يجب على الجهات المختصة تكثيف الرقابة على المراكز غير المرخصة ومعاقبة من ينتحل صفة الطبيب أو يخالف قانون مزاولة المهنة، كما أن حملات التوعية الإعلامية والتثقيفية تلعب دورًا كبيرًا في حماية المواطنين من الوقوع ضحية لعمليات التجميل الوهمية، وينبغي لكل شخص أن يسأل قبل الإجراء: هل هذا الطبيب مؤهل فعلًا؟ هل هذه المواد مصرح بها؟ وهل المكان مرخص ومجهز للتعامل مع أي طارئ؟.

حذر الطبيب من أن التجميل الوهمي قد لا يقتصر على تشويه المظهر فحسب، بل قد يؤدي إلى فقدان البصر كأعظم خسارة يمكن أن يتعرض لها الإنسان، فصحة العينين والمظهر على حد سواء مسؤولية تقع على كل من يود اللجوء إلى التجميل، وعليه أن يختار الطبيب بعناية وأن لا يضع مصيره في أيدي من لا يملكون الخبرة أو التخصص، لأن الجمال الحقيقي لا يُصنع بالمخاطرة بل بالوعي والاختيار الصحيح.

تم نسخ الرابط