الأحد 02 نوفمبر 2025 الموافق 11 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

احذر الطعام البارد وتأثيره الخفي على صحتك

الطعام البارد
الطعام البارد

الطعام البارد أصبح جزءًا من الحياة العصرية التي تعتمد على السرعة والراحة، ومع أن الكثيرين يعتقدون أن الطعام البارد خيار صحي أو خفيف، إلا أن الدراسات الحديثة تكشف أن له تأثيرات «خفية» قد تضر بالصحة على المدى الطويل، ويجب الانتباه إلى أن «الطعام البارد» لا يقل خطرًا عن المقلي أو المشوي بطريقة غير صحية، إذ تتنوع آثاره بين الجهاز الهضمي والمناعي وحتى توازن الجسم الحراري.

التأثيرات الخفية لـ «الطعام البارد» على الجهاز الهضمي

يُعد «الطعام البارد» من أكثر أنواع الأطعمة التي تؤثر بشكل مباشر على المعدة والجهاز الهضمي، فحين يدخل الطعام البارد إلى المعدة، تعمل الأخيرة على رفع حرارته ليتناسب مع درجة حرارة الجسم، وهذه العملية تتطلب طاقة إضافية، مما يؤدي إلى بطء في عملية الهضم والشعور بـ«الانتفاخ» أو «الثقل»، كما أن تناول الطعام البارد بشكل متكرر يضعف من كفاءة الإنزيمات الهاضمة التي تعمل في بيئة دافئة، الأمر الذي قد يؤدي إلى عسر هضم مزمن، خصوصًا لدى من يعانون من ضعف في المعدة أو القولون.

كذلك، تؤكد بعض الدراسات أن «الطعام البارد» يمكن أن يسبب تقلصات في الأمعاء لأن برودة الأطعمة تحفز العضلات المعوية على الانقباض المفاجئ، وهذا ما يفسر الشعور بالمغص بعد تناول المشروبات الباردة مع الوجبات، كما أن مزيج الأطعمة الباردة والدهنية، مثل السلطات المضاف إليها المايونيز أو الأجبان الباردة، يشكل عبئًا إضافيًا على الجهاز الهضمي ويزيد من احتمالية الإصابة بـ«الغازات».

علاقة «الطعام البارد» بالمناعة وضعف الدورة الدموية

من الأمور التي يغفل عنها الكثيرون أن «الطعام البارد» لا يؤثر فقط على المعدة بل يمتد تأثيره إلى المناعة والدورة الدموية، فحين يستهلك الإنسان كميات كبيرة من الأطعمة الباردة، ينخفض تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي لأن الجسم يحاول الحفاظ على درجة حرارته الداخلية، وهذا الانخفاض يضعف امتصاص العناصر الغذائية المهمة مثل الحديد والكالسيوم والفيتامينات، مما يؤدي بمرور الوقت إلى ضعف في المناعة والشعور الدائم بالإرهاق.

كذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن الاعتماد المستمر على «الطعام البارد» يمكن أن يقلل من كفاءة الأوعية الدموية ويؤثر على مرونتها، لأن البرودة المتكررة تحفز انقباض الأوعية، وهو ما يرفع خطر الإصابة بضعف الدورة الدموية في الأطراف، وخاصة عند الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم أو انخفاض ضغط الدم.

بين العادات الغذائية والخرافات المنتشرة

تنتشر فكرة خاطئة بين الناس بأن «الطعام البارد» أكثر فائدة في الصيف لأنه ينعش الجسم، ولكن الحقيقة أن البرودة المفرطة لا تُبرد الجسم من الداخل بل تربك نظامه الحراري، فيعمل الجسم على رفع حرارته الداخلية لمعادلة البرودة، وهذا يستهلك طاقة ويجعل الشخص يشعر بالتعب بسرعة، كما أن تناول الأطعمة الباردة مباشرة من الثلاجة مثل الزبادي أو الفواكه المجمدة يمكن أن يسبب صدمة حرارية للمعدة ويؤدي إلى خلل مؤقت في عملها.

ومن الملاحظ أن كثيرًا من الأشخاص يعتمدون على «الطعام البارد» كوجبات جاهزة، مثل اللحوم المطهية مسبقًا أو الأرز المحفوظ في الثلاجة، وهذه العادة لا تؤثر فقط على الهضم بل قد تزيد من احتمالية نمو البكتيريا الضارة، خاصة إذا لم يتم حفظ الطعام في درجة حرارة مناسبة أو تمت إعادة تسخينه بطريقة غير كافية، ما قد يؤدي إلى «تسمم غذائي» غير متوقع.

نصائح لتجنب أضرار «الطعام البارد»

من المهم الاعتدال في تناول الأطعمة الباردة، فالهدف ليس الامتناع التام عنها بل استهلاكها بطريقة صحية، يمكن مثلًا إخراج «الطعام البارد» من الثلاجة قبل تناوله بمدة كافية ليصل إلى درجة حرارة الغرفة، كما يُفضل تسخين الأطعمة المطهية مسبقًا بشكل جيد لضمان القضاء على البكتيريا وتسهيل عملية الهضم.

من النصائح المفيدة أيضًا تجنب الجمع بين «الطعام البارد» والمشروبات الباردة في الوجبة نفسها، لأن هذا المزيج يزيد من إجهاد المعدة ويؤدي إلى الشعور بالامتلاء الزائد، كما يُفضل تناول الحساء الدافئ أو المشروبات العشبية بعد الوجبة لتدفئة الجهاز الهضمي ومساعدته على العمل بكفاءة، وينصح الأطباء أيضًا بتقليل الاعتماد على الأطعمة الباردة في الصباح لأن الجسم في هذا الوقت يحتاج إلى دفء وطاقة للبدء في النشاط اليومي.

الطعام البارد وصحة الفم والأسنان

قد لا يدرك البعض أن «الطعام البارد» يؤثر أيضًا على الأسنان واللثة، فالتعرض المتكرر للبرودة يمكن أن يسبب «حساسية الأسنان» نتيجة انكماش مينا الأسنان وتمددها المتكرر عند تناول الأطعمة بدرجات حرارة متباينة، كما أن تناول الأطعمة الباردة جدًا مثل المثلجات أو العصائر المجمدة قد يؤدي إلى التهاب مؤقت في أعصاب الأسنان الحساسة.

«الطعام البارد» ليس بريئًا كما يظنه البعض، بل هو عامل خفي يمكن أن يضعف الصحة العامة تدريجيًا إذا لم يُتناول بطريقة متوازنة، فالمعدة تحتاج إلى الدفء لتعمل بكفاءة، والمناعة تتأثر بالحرارة الداخلية للجسم، لذلك فإن التوازن في تناول الأطعمة الباردة هو الحل الأمثل للحفاظ على «الصحة» دون التنازل عن متعة الأكل.

يبقى الوعي هو المفتاح، فعندما تدرك أن «الطعام البارد» يمكن أن يسبب خللاً في جهازك الهضمي ويضعف امتصاصك للعناصر الغذائية، ستتعلم أن تأكل ببطء، وتمنح جسدك الوقت اللازم للتكيف مع كل لقمة، لأن «الصحة» لا تأتي من نوع الطعام فقط، بل من الطريقة التي نتعامل بها مع ما نأكله.

تم نسخ الرابط