الأربعاء 05 نوفمبر 2025 الموافق 14 جمادى الأولى 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

4 عبادات عظيمة تعادل قيام الليل في الأجر

الصلاة
الصلاة

يُعد «قيام الليل» من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، إذ يجتمع فيها الخشوع والخضوع والرجاء في رحمة الله، فهي عبادة لا يقدر عليها إلا من أحب الله وأحب مناجاته، وقد جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية لتبين فضل «قيام الليل» وعظيم ثوابه، ومع ذلك فقد دلَّت السنة المطهرة على أن هناك عبادات أخرى يمكن للمسلم أن ينال بها ثوابًا يعادل ثواب القائمين الليل، دون أن يتحمل مشقة السهر أو التعب، ومن هنا يحرص المؤمنون على معرفة هذه الأعمال ليكونوا من الفائزين بالأجر العظيم عند الله تعالى.

فضل قيام الليل

إن «قيام الليل» عبادة خصَّها الله بمكانة رفيعة، فهي دليل على صدق الإيمان وقوة الصلة بين العبد وربه، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ» أي يتركون النوم ليناجوا ربهم، وقد ورد في الحديث الشريف أن «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل»، فقيام الليل يُطهّر القلب، ويشرح الصدر، ويزيد الإيمان، ويغفر الذنوب، ويجلب الرزق، ويرفع الدرجات، ومع هذا الفضل العظيم فإن الله برحمته جعل بعض الأعمال الصالحة تعادل أجر قيام الليل حتى لا يُحرم من الثواب من لم يستطع القيام أو السهر.

عبادات تعادل قيام الليل

لقد بينت السنة النبوية عدداً من العبادات التي توازي أجر «قيام الليل» في ميزان الحسنات، ومن أبرزها ما يلي

أولًا: صلاة العشاء والفجر جماعة

ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قوله عن النبي صلى الله عليه وسلم «من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة كاملة»، وهذا الحديث الصحيح يدل على أن الحرص على صلاة الجماعة في العشاء والفجر يعادل ثواب القائم طول الليل، فكم من الناس قد يفوتهم هذا الأجر لعدم علمهم بهذه الفضيلة العظيمة.

ثانيًا: أربع ركعات قبل الظهر

جاء في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «أربع ركعات قبل الظهر يعدلن بصلاة السحر»، أي أن من واظب على هذه الركعات نال من الأجر ما يعادل أجر «قيام الليل»، وهذه من رحمة الله بعباده أن جعل لمن يصلي في النهار فضلًا يعادل فضل الليل.

ثالثًا: قراءة مائة آية من القرآن في الليل

عن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة»، أي أن قراءة مائة آية تُكتب لقارئها كأنه قام الليل كله، فقراءة القرآن في الليل عبادة عظيمة يضاعف الله أجرها ويكتب لصاحبها ثواب القائمين.

رابعًا: حسن الخلق

من أعجب ما ورد في السنة أن «حسن الخلق» يرفع صاحبه إلى درجة القائم الليل الصائم النهار، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار»، فالإحسان إلى الناس واللين معهم وطيب المعاملة تعادل في الثواب أجر «قيام الليل»، وهذا يدل على أن الدين ليس عبادات فقط بل هو أخلاق ومعاملات.

هل الشفع والوتر من قيام الليل؟

سُئلت دار الإفتاء المصرية عن حكم صلاة الشفع والوتر وهل تُعد من قيام الليل، فأجاب الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بأن «قيام الليل» مصطلح واسع يشمل كل طاعة يؤديها المسلم في الليل بعد صلاة العشاء وحتى قبل الفجر، سواء كانت سنة العشاء أو صلاة الشفع والوتر أو التهجد أو التراويح أو تلاوة القرآن أو الدعاء، فكلها تدخل ضمن قيام الليل، ومن صلى الشفع والوتر فقد قام الليل، ومن قرأ القرآن أو دعا في جوف الليل فهو أيضًا من أهل قيام الليل.

وقت صلاة قيام الليل

يبدأ وقت «قيام الليل» بعد صلاة العشاء مباشرة ويمتد حتى طلوع الفجر، ومن صلى قبل أذان الفجر بعشر دقائق فقد أدرك القيام، كما أوضح الدكتور عمرو الورداني أمين الفتوى أن الصلاة قبل أذان الفجر بدقائق معدودة تُعد من قيام الليل لأن الليل ينتهي بطلوع الفجر، ولذلك فمن أراد أن يغتنم هذا الوقت المبارك فعليه أن يخصص ولو دقائق يسيرة قبل الفجر للصلاة أو الذكر أو الدعاء.

حكم صلاة قيام الليل بعد الفجر

أما عن من فاته «قيام الليل» واستيقظ عند أذان الفجر أو بعده، فقد بيَّن الشيخ أحمد وسام أن الأولى أن يصلي الفجر أولًا في وقته، ثم يقضي ما فاته من قيام الليل بعد ذلك بنية القضاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال «أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها»، وأكد أن صلاة القيام بعد الفجر لا تكون وترًا، لأن الوتر لا يكون إلا في الليل، أما النهار فيُصلى فيه الشفع ركعتين ركعتين، وهذا يدل على سماحة الإسلام ويسره في أداء العبادات.

ثواب من داوم على قيام الليل

من حافظ على «قيام الليل» أو على العبادات التي تعادل أجره، فإنه يُكتب عند الله من الذاكرين الراكعين الساجدين، وتتنزل عليه السكينة والرحمة، ويفتح الله له أبواب البركة في دنياه وآخرته، فقد كان السلف الصالح يرون أن لذة «قيام الليل» لا تعادلها لذة في الدنيا، وأنه مفتاح القرب من الله تعالى.

«قيام الليل» باب عظيم من أبواب القرب من الله، ومن لم يستطع المداومة عليه فليحرص على الأعمال التي تعادله في الأجر، كصلاة العشاء والفجر جماعة، وأربع ركعات قبل الظهر، وقراءة مائة آية من القرآن، والتحلي بحسن الخلق، فبذلك ينال المؤمن فضل القائمين دون مشقة السهر، ويكون من الذين قال الله فيهم «كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون»، فطوبى لمن جعل من ليله طاعة ومن نهاره عملًا صالحًا، سائلاً المولى عز وجل أن يكتب له أجر «قيام الليل».

تم نسخ الرابط