الأربعاء 10 ديسمبر 2025 الموافق 19 جمادى الثانية 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

حكم ترك صلاة الفجر بسبب البرد الشديد والكسل

الصلاة
الصلاة

صلاة الفجر من أهم الصلوات المفروضة على كل مسلم، فهي الركن الثاني بعد الشهادتين، و«الصلاة» عماد الدين الذي يضع فيه المؤمن تجلياته الروحية و«رحمات» الله عليه، فلا يجوز لأي سبب كان أن يتركها المسلم، حتى لو كان البرد قارسًا أو شعورًا بالكسل، فـ«الواجب على المسلم أداء صلاة الفجر في وقتها» دون تأجيل، ومن الأفضل أن يحرص على المباشرة بأداء الصلاة فور سماع الأذان، فهذا من أفضل الوسائل للتغلب على الكسل الروحي والجسدي، ومع تكرار الأداء سيصبح أداء صلاة الفجر أمرًا معتادًا وسهلاً على الإنسان، فالتعود يقوي الإرادة ويزيل التكاسل شيئًا فشيئًا، ومن المهم أن يعلم كل مسلم أن «لا شيء يجبر الإنسان على القيام للصلاة إلا وازع داخلي ودعوة من النفس» بالتدريب والمداومة، لذلك يجب على الإنسان أن يعاهد نفسه على الامتثال لأوامر الله تعالى وأداء العبادات والطاعات قدر الإمكان واجتناب نواهيه.

حكم الكسل عن صلاة الفجر بسبب البرد

الفرائض التي فرضها الله على المسلمين فرضت على قدرة كل مسلم، فهي مناسبة لأقلنا همة وأقلنا إيمانًا، فحين فرض الله الخمسة فروض، فهذا يعني أن أداؤها ممكن لكل مسلم بإمكاناته المحدودة، وإلا لما كانت فرضًا على كل إنسان، ومن هنا جاءت السنن للأكثر همة، فـ«الفرائض والأركان مفروضة على أقلنا همة»، والأجر على قدر المشقة، فحتى أداء الوضوء في الظروف المكروهة مثل البرد الشديد هو عبادة تطهيرية ترفع الدرجات، فالإنسان حين يقوم للوضوء في البرد ويؤدي صلاة الفجر يظهر إخلاصه وطاعته لله ويعظم أجره وفضله، فالكسل أو تأجيل صلاة الفجر بسبب البرد أمر لا يجوز شرعًا، بل يجب أن يكون المسلم على يقين أن «العبادة لا تسقط عن الإنسان بأي عذر».

دعاء لعلاج الكسل والتكاسل عن الصلاة

عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالهَرَمِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ»، ويظهر من هذا الدعاء أهمية طلب العون من الله على التغلب على الكسل والتراخي، و«صلاة الفجر» تحتاج إلى عزيمة قوية وإرادة صلبة لمواجهتها في أوقات البرد، فالاعتماد على الدعاء يقوي النفس ويحفزها على أداء الفرائض رغم الصعاب.

كيفية أداء صلاة الفجر رغم البرد

ورد سؤال إلى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء والمفتي السابق، يقول فيه السائل: أتكسّل عن صلاة الفجر لشدة البرد، فهل علي إثم، وأقوم بتغطية رأسي دائمًا في الشتاء فهل يجوز أن أمسح على غطاء الرأس، فأجاب الدكتور علي جمعة موضحًا أن مسح الرأس يكفي شعره أو بعض شعره قدر إصبع، ويجب مراعاة أن لا يترك الإنسان الوضوء، فـ«الوضوء على المكاره» من الطاعات التي تكفر الذنوب وتزيد من أجر المسلم، وأكد جمعة أن صلاة الفجر ليست مجرد واجب عادي، بل هي العماد الذي يضع فيه الإنسان قلبه وروحه لتتجلى رحمة الله وفضله.

وأوضح جمعة خلال برنامجه “والله أعلم” أن أداء صلاة الفجر رغم شدة البرد يُظهر قوة الإرادة والتزام العبد بأوامر الله، فالإنسان حين يتغلب على البرد ويؤدي الصلاة في وقتها ينال أجرًا عظيمًا، والكسل أو التسويف في أداء صلاة الفجر بسبب الظروف الجوية أو الشعور بالخمول لا يُبرر شرعًا، بل يجب على كل مسلم أن يهيئ نفسه ويعتاد على أداء الصلاة في وقتها، فالعادة الطيبة تغلب الصعاب وتساعد على المحافظة على صلاة الفجر كركن أساسي في حياته الروحية، فـ«صلاة الفجر» مفتاح للبركة في اليوم كله، وتذكر الإنسان بواجباته وتهذّب روحه.

نصائح لتجنب الكسل وتأدية صلاة الفجر

من أبرز الوسائل للتغلب على الكسل هو إعداد النفس مسبقًا، فعلى المسلم أن يستيقظ مبكرًا ويتهيأ لأداء صلاة الفجر قبل النوم، مع تجهيز الملابس والوضوء، فهذا يقلل من مقاومة الجسم والكسل، ومن المفيد أن يلتزم الشخص بالدعاء الصادق ليعينه الله على الثبات، و«صلاة الفجر» مع الاستيقاظ المبكر تمنح الإنسان طاقة إيجابية وطهارة روحية، كما أن الاستمرارية في الأداء تجعلها عادة لا يمكن الانقطاع عنها، فالالتزام بالوقت والنية الخالصة من الوسائل التي تحمي المسلم من التراخي والتكاسل عن صلاة الفجر.

صلاة الفجر فريضة أساسية على كل مسلم، لا يجوز التكاسل عنها لأي سبب، والبرد أو شعور الخمول لا يبرران تركها، فالفرائض فرضت على أقل همة، والوضوء على المكاره من الطاعات التي تكفر الذنوب، والدعاء و«الالتزام بالعادة» يساعدان على التغلب على الكسل، ومن واجب كل مسلم أن يعاهد نفسه على أداء صلاة الفجر في وقتها، فهذه الصلاة بداية اليوم وروح الإنسان، ومن يؤديها يشعر بالسكينة والطمأنينة وبركة الله في يومه، «صلاة الفجر» ليست مجرد عبادة، بل هي مفتاح لطاعة الله والارتقاء بالروح، ويجب أن يحرص كل مسلم على أدائها والالتزام بها مهما كانت الظروف.

تم نسخ الرابط