الخميس 11 ديسمبر 2025 الموافق 20 جمادى الثانية 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

القولون العصبى للأطفال.. أسباب وأعراض وتحذيرات لا تهملها

القولون العصبي عند
القولون العصبي عند الاطفال

القولون العصبى عند الأطفال يعد من أكثر اضطرابات الجهاز الهضمى شيوعًا بين الصغار، ويزداد الاهتمام به نظرًا لتأثيره المباشر على جودة حياة الطفل وقدرته على الاستمتاع بنشاطه اليومى، ويعتبر القولون العصبى من الحالات التى تجمع بين العوامل الصحية والوظيفية والنفسية فى آن واحد، الأمر الذى يجعل التعامل معه يحتاج إلى فهم واسع لطبيعة هذا الاضطراب وكيفية ظهور أعراضه ومسبباته، كما يتطلب من الأسرة متابعة دقيقة لأى تغيرات قد تطرأ على الطفل، خاصة أن «القولون العصبى» قد يظهر فى سن مبكرة ويؤثر على الشهية والنوم والمزاج، ومع ذلك يمكن السيطرة عليه بشكل كبير عند معرفة أسبابه وأساليب التعامل الصحيح معه، لذلك يظل «القولون العصبى» من الموضوعات الصحية التى تستدعى توعية مستمرة للأهل والأطفال على حد سواء، ويستعرض القاريء نيوز فى هذا المقال مجموعة من الجوانب المهمة حول أسباب وأعراض وتحذيرات لا يجب تجاهلها، تحقيقًا لفهم أفضل لما يمر به الأطفال الذين يعانون من اضطراب «القولون العصبى» وكيفية دعمه بطرق سليمة.

الأسباب الصحية المؤدية لمتلازمة القولون العصبى لدى الأطفال

تتشابك الكثير من العوامل الصحية فى ظهور القولون العصبى عند الأطفال، حيث يتأثر الجهاز الهضمى بالصحة العامة للطفل وبقدرة الأمعاء على التعامل مع الطعام ونشاط البكتيريا المفيدة فى الجسم، ومن أبرز هذه العوامل وجود اضطراب فى حركة الأمعاء الذى يؤدى إلى تقلصات غير منتظمة يشعر خلالها الطفل بألم مستمر فى البطن مع انتفاخ واضح، كما قد تساهم مشكلات مثل الحساسية الغذائية أو عدم تحمل بعض أنواع الطعام فى تفاقم حالة «القولون العصبى»، فالطفل الذى يعانى من حساسية تجاه اللاكتوز أو الجلوتين قد يظهر لديه تهيج مستمر فى الأمعاء مما يدفع الأطباء لترجيح إصابته باضطراب القولون، كذلك قد يرتبط القولون العصبى بضعف فى التوازن البكتيرى داخل الأمعاء حيث يقل عدد البكتيريا النافعة ويزداد مستوى الالتهابات الداخلية، مما يسبب خللًا يؤثر على حركة الجهاز الهضمى بشكل كامل، ولا يمكن قراءة أسباب «القولون العصبى» دون الإشارة إلى أن بعض الأطفال يواجهون التهابات متكررة فى المعدة والأمعاء نتيجة عدوى فيروسية قد تترك آثارًا طويلة الأمد تؤدى إلى تهيج مستمر فى القولون، مما يجعل الحالة بحاجة إلى رعاية طبية مستمرة ومتابعة دقيقة من الأسرة.

الأسباب النفسية ودورها فى تفاقم القولون العصبى عند الأطفال

الجوانب النفسية تمثل عنصرًا رئيسيًا فى تطور القولون العصبى، فالأطفال قد يعبرون عن الضغط النفسى أو التوتر الجسدى من خلال أعراض جسدية أبرزها آلام البطن المتكررة، لذا يعد القلق المدرسى من أكثر العوامل تأثيرًا، حيث يشعر الطفل بالتوتر من الامتحانات أو الزحام أو التعاملات اليومية مما يجعل «القولون العصبى» يتفاعل مع هذه الحالة النفسية ويبدأ الجهاز الهضمى فى إرسال إشارات اضطراب يشعر من خلالها الطفل بالألم، كما أن التعرض للخوف المستمر سواء داخل الأسرة أو خارجها يسبب تهيجًا ملحوظًا فى الجهاز الهضمى، ويترافق ذلك مع فقدان الشهية أو اضطراب النوم الذى يزيد من سوء أعراض «القولون العصبى»، ويشير الخبراء إلى أن الطفل الذى يعيش بيئة غير مستقرة نفسيًا أو يعانى من ضغوط مستمرة مثل الخلافات الأسرية أو التغيرات المفاجئة فى الروتين اليومى يكون أكثر عرضة للتقلبات الهضمية المرتبطة بالقولون، لذا فإن فهم المشاعر الداخلية للطفل أمر ضرورى لعلاج «القولون العصبى» بشكل سليم، ويؤكد المختصون أن الدعم النفسى يمثل خطوة أساسية تتساوى فى أهميتها مع العلاج الغذائى أو الطبى لأن القولون العصبى بطبيعته يتأثر بشكل مباشر بالحالة المزاجية والنفسية للطفل.

الأعراض المميزة للقولون العصبى عند الأطفال

تتسم أعراض القولون العصبى بتنوعها واختلاف حدتها من طفل لآخر، إلا أن هناك علامات مشتركة يمكن ملاحظتها بسهولة، أبرزها ألم البطن المتكرر الذى يظهر بشكل مفاجئ أو يستمر لساعات طويلة، ويصاحبه شعور بعدم الراحة مع انتفاخ للبطن يجعل الطفل غير قادر على ممارسة أنشطته المعتادة، كما يتعرض الكثير من الأطفال لاضطراب واضح فى عملية الإخراج حيث قد يعانون من إمساك مستمر أو نوبات من الإسهال، وفى بعض الأحيان يحدث تبادل بين الحالتين مما يزيد من صعوبة تشخيص حالة القولون العصبى، ومن العلامات التى تثير القلق فقدان الشهية بشكل واضح أو امتناع الطفل عن تناول أنواع معينة من الطعام خوفًا من حدوث ألم مفاجئ، ويعد ذلك مؤشرًا مهمًا لاضطراب الأمعاء المرتبط بالقولون، وقد يلاحظ الأهل أيضًا أن الطفل يشعر بالغثيان أو أن لديه رغبة غير مريحة فى التبرز دون نتيجة واضحة، كما قد يظهر الإرهاق العام وقلة التركيز بسبب تكرار الألم، وكل هذه الأعراض يجب عدم تجاهلها لأنها قد تشير إلى أن «القولون العصبى» بدأ يؤثر بشكل مباشر على صحة ونفسية الطفل، وهنا يأتى دور الأسرة لمراقبة الحالة بعناية والتواصل مع الطبيب المختص إذا لاحظوا تفاقمًا فى إحدى العلامات.

تحذيرات مهمة لا يجب تجاهلها

هناك مجموعة من التحذيرات التى ينبغى للأهل أخذها بمنتهى الجدية، خاصة أن «القولون العصبى» قد يتحول مع الوقت إلى حالة أكثر تعقيدًا إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، ومن أهم هذه التحذيرات أن يكون الألم ملازمًا للطفل لفترات طويلة أو يتزايد فى وقت الليل مما يعطل نومه ويؤثر على نشاطه اليومى، كما يجب مراقبة أى تراجع فى وزن الطفل أو ملاحظة تغير ملحوظ فى معدل النمو، لأن القولون العصبى قد يؤدى إلى سوء امتصاص بعض العناصر الغذائية المهمة، ومن التحذيرات أيضًا وجود دم فى البراز أو معاناة الطفل من قيء مستمر، فهذه العلامات لا تتعلق بالقولون العصبى فقط وقد تشير إلى مشكلات أخرى تحتاج لفحوصات عاجلة، كما يجب الانتباه إذا أصبح الطفل يتجنب المشاركة فى أنشطة المدرسة أو اللعب بسبب الألم، لأن ذلك يعبر عن تأثير نفسى واضح للقولون على حياته اليومية، وهنا يصبح التدخل الطبى والنفسى ضرورة وليس خيارًا، كما ينصح الخبراء بأن يتابع الأهل يوميات الطفل الغذائية ومراقبة الأطعمة التى تسبب تهيجًا فى القولون، إضافة إلى ضرورة اتباع نمط نوم منتظم يساعد الجهاز الهضمى على الاستقرار.

كيفية التعامل مع القولون العصبى عند الأطفال

التعامل مع القولون العصبى يتطلب تكاملًا بين الرعاية الصحية والدعم النفسى وتعديل نمط الحياة، فالأهل بحاجة إلى تقديم بيئة هادئة يشعر فيها الطفل بالأمان، لأن الاستقرار النفسى يقلل من نوبات القولون بشكل ملحوظ، كما يجب التركيز على تغذية سليمة تعتمد على الطعام الطازج والخالى من المكونات التى قد تثير حساسية القولون، وينصح الأطباء دائمًا بتقليل الأطعمة الدسمة والمشروبات الغازية والسكرية وتعويضها بالفواكه والخضروات والألياف الطبيعية، ويعد شرب الماء بشكل كاف من أبرز العوامل التى تحسن من حركة الأمعاء وتقلل من اضطرابات القولون، كما أن ممارسة الأنشطة الخفيفة مثل المشى أو اللعب الحر تساعد الطفل على التخلص من التوتر مما ينعكس إيجابًا على القولون العصبى، ويؤكد المختصون على أن متابعة الطفل طبيًا تمثل عنصرًا أساسيًا فى علاج القولون العصبى، خاصة إذا كان يعانى من أعراض مستمرة أو شديدة، فربما يحتاج لبعض الفحوصات أو الأدوية الخفيفة التى تهدئ الأمعاء وتساعد على تنظيم حركتها، وتبقى النصيحة الأهم هى التواصل المستمر مع الطفل وطمأنته وتوعيته بأن القولون العصبى ليس مرضًا خطيرًا ولكنه حالة تحتاج فقط إلى رعاية واهتمام حتى يستطيع التغلب على أعراضه والعودة إلى حياة طبيعية مليئة بالنشاط والراحة.

تم نسخ الرابط