أدعية استقبال شهر رجب المبارك رددها لنيل البركة
شهر رجب هو شهرٌ كريم في التقويم الإسلامي، تتجلى فيه رحمة الله وعفوه وبركاته التي لا تُحصى، ويحرص المسلمون في كل مكان على استقبال هذا الشهر المبارك بالدعاء والتوجه إلى الله بخشوعٍ وتضرع راجين من الله أن يحقق لهم البركة والرزق والتوفيق في الدنيا والآخرة ويُعد دعاء استقبال شهر رجب من السنن المستحبة التي تُظهر التذلل إلى الله وطلب الخير والسداد مما يجعل الدعاء في هذا الشهر فرصةً عظيمة لبدء صفحة جديدة من الطاعة والعمل الصالح وقد ورد في السنة أن النبي –صلى الله عليه وسلم– كان يدعو عند دخول هذا الشهر بقوله: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبارك لنا في رمضان» وهو ما يُردَّد لتلقي البركة واقتفاء سنة السلف الصالح كما ورد أيضًا دعاء رؤية هلال شهر رجب الذي يقول فيه المسلم: «اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّه» وجميع هذه الأدعية تُعد وسيلة للتقرب إلى الله وطلب الخير في هذا الشهر الحرام الذي خصه الشرع بمكانة خاصة في قلوب المؤمنين.
مكانة شهر رجب في الإسلام
يُعد شهر رجب أحد الأشهر الحرم التي ذُكرت في القرآن الكريم وأكدت السنة النبوية على عظمته والفضل الكبير الذي يمنحه الله لمن يُحسن فيه العبادة ويكثر من الدعاء فهذا الشهر الذي يقع بين آخر شهرٍ في السنة الهجرية وشهر شعبان هو بمثابة مقدمة روحية مُهيّأة لزغل رمضان المبارك ولذلك فإن استقبال شهر رجب بالدعاء يُعد نوعًا من الاستعداد القلبي والعملي لما هو آتٍ من الخير وتُظهر السنة النبوية أن النبي –صلى الله عليه وسلم– كان يبشر أصحابه بقدومه ويدعو لإدراك فضله لما فيه من أجرٍ عظيم وفضلٍ كبير في العبادة والعمل الصالح.
أعمال مستحبة عند استقبال شهر رجب
من الأعمال التي يُستحب للمسلم أن يقوم بها مع دخول شهر رجب الدعاء والتضرع إلى الله بطلب البركة والمغفرة والرحمة ويُستحب أن يبدأ المسلم يومه بدعاء جميل في هذا الشهر وأن يستحضر نية الإخلاص في الطاعات ففي هذا الشهر الحرام يُمكن للمؤمن أن يكثر من الصلاة وقراءة القرآن والاستغفار والصيام أيضًا وكثرة ذكر الله عز وجل مع الاعتدال في العبادة لا يجعل المسلم يلهث فحسب بل يُعينه على الاستمرار في الطاعة وهذا ما يعزز التغيير الروحي الذي يصبو إليه كل مؤمن تجاه ربه ومع قدوم شهر رجب تكون النفوس متشوقة لتحقيق ما يُرضي الله من صدقات وصيام وقيام ليل وعبادات يقرب بها العبد نفسه من خالقه.
أدعية مستجابة في استقبال شهر رجب
الدعاء في شهر رجب له أجرٌ عظيم ويُعد من السنن التي يُستحب الإتيان بها عند رؤية هلال هذا الشهر فقد ورد في السنة أن النبي –صلى الله عليه وسلم– كان يقول عند دخول شهر رجب دعاءً يُظهر طلب البركة والخير ومن هذه الأدعية التي يُستحب ترديدها: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا شهر رمضان، وأعنّا على الصيام والقيام وحفظ اللسان وغض البصر ولا تجعل حظنا منه الجوع والعطش» وهذا الدعاء يعبّر عن طلب البركة في الأوقات والأعمال والأجور وفي نفس الوقت يدل على الحرص على الاستفادة من هذا الشهر المبارك في الطاعة والالتزام.
من الأدعية الأخرى أيضًا: «اللهم اعصمني من كل سوء، ولا تأخذني على غرة أو غفلة، ولا تجعل عواقب أمري حسرة وندامة» و«اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، ومن العجز والكسل، ومن الجبن والبخل ومن قهر الرجال» وهذه الأدعية تُظهر التضرع إلى الله في طلب الحماية من الصعاب والمحن وأن يُقي الله عباده من الضعف والهموم ويُمكن أيضًا للمسلم أن يدعو بدعواتٍ عامةٍ تشمل خير الدنيا والآخرة إذ لا مانع من أن يدعو بما يشاء من خيري الحياة ونجاته في الآخرة مع قلبٍ خاشعٍ مخلصٍ لربه.
أثر الدعاء في نفس المؤمن
عندما يُكثر المسلم من الدعاء في شهر رجب فإنه يشعر بالقرب من الله تعالى ومنحه القوة النفسية عند مواجهة تحديات الحياة ويُعد الدعاء وسيلةً لتفريج الهموم وشحن الطاقة الإيمانية التي يحتاجها الإنسان في مراحل حياته المختلفة وقد نصح السلف بأن يجعل الدعاء في هذا الشهر رفيقًا دائمًا مع الأعمال الصالحة ليكون القلب أكثر استعدادًا لاستقبال شهر رمضان الكريم الذي يلي شهر رجب مباشرة ويكون ذلك بوصفه فرصةً روحيةً لطي صفحة الماضي والاستعداد للأفضل في المستقبل.
خاتمة الدعاء والرجاء
إن استقبال شهر رجب بالأدعية المباركة يُعد من أعظم الأعمال وأكثرها بركةً التي يُمكن للمسلم أن يقوم بها مع بداية هذا الشهر الحرام فالدعاء هو جسر القلوب المتعبة إلى رحمة الله ومغفرته وسبيلٌ لتحقيق الأماني والدخول في رحاب الطاعة والعمل الصالح ومع ترديد الأدعية في هذا الشهر يكون القلب مشحونًا بالأمل واليقين في رحمة الله وعفوه مما يُعين المؤمن على مواصلة المسيرة الروحية حتى نهاية العام الهجري ومع كل دعاء يُرتفع إلى السماء نسيمٌ من الرجاء في رحمة الله وغفرانه.