أول جمعة في رجب.. أمران حذر منهما الشرع
«رجب» يعتبر من الشهور المباركة التي خصها الله تعالى بمكانة عظيمة، ويحرص المسلمون على اغتنام أوقاته بالطاعات والعبادات، إلا أن بعض التقاليد التي ارتبطت بـ«أول جمعة في رجب» لا أصل لها في الشرع، ومن أبرزها صلاة الرغائب التي يؤديها بعض الناس بين صلاة المغرب والعشاء، حيث يؤدون 12 ركعة ويعتقدون أنها تجلب الحظ والخيرات، وقد حذرت دار الإفتاء المصرية من أداء هذه الصلاة مؤكدة أن صلاة الرغائب بدعة لا أصل لها في الدين، وأن القيام بها لا يزيد من الأجر ولا تقرب العبد من الله.
تحذيرات العلماء من صلاة الرغائب
أكد العديد من العلماء أن أداء صلاة الرغائب في «أول جمعة في رجب» منكر وباطل، وليس له أي سند شرعي، واعتبروا التمسك به بدعة يجب تركها، ويشير علماء الدين إلى ضرورة الالتزام بما ورد في القرآن والسنة في العبادة دون إضافة بدع أو شعائر غير صحيحة، وأوضحوا أن الحرص على الأعمال الصالحة والعبادات المشروعة في «شهر رجب» هو الطريق السليم لتقوى الله، وأن ترك البدع يساعد على توجيه القلب نحو الطاعات الحقيقية.
السنن المستحبة في أول جمعة من رجب
رغم تحريم صلاة الرغائب، هناك أفعال مشروعة يستحب القيام بها في أول جمعة من «رجب»، ومنها الدعاء والتضرع إلى الله، ويمكن للمسلم أن يقول دعاءً مستحبًا يسأل فيه الله أن يرزقه الخير والبركة، ومن الأدعية المأثورة في هذا اليوم: «أسألك يا رب أن ترزقني بحظ ونصيب يتعجب له أهل السماء والأرض، يا رب بحولك وقوتك وعظمتك وقدرتك» ويستحب أن يدعو المسلم الله بأن يصلح حاله ويسعد حياته ويحقق ما في قلبه، وأن يطلب الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا عذاب سابق.
أدعية مأثورة في شهر رجب
من الأدعية التي يستحب قولها في «رجب»: «اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقربه، وإن كان قريبًا فيسره، وإن كان قليلًا فكثره، وإن كان كثيرًا فبارك لي فيه»، كما يمكن للمسلم أن يدعو الله بالخير في جميع الأمور ويطلب منه أن يغنيه بحلاله عن حرامه وأن يتولى أمره فهو أرحم الراحمين، وهذه الأدعية تعكس أهمية رجب كفرصة لتقوية الصلة بالله واستحضار الخشوع والعبادة.
فضل الدعاء والتضرع في رجب
الدعاء في «شهر رجب» من الأعمال المستحبة، ويستحب أن يحرص المسلم على التضرع لله تعالى في هذا الشهر، وطلب العفو والمغفرة والرزق الحلال، كما يُستحب أن يدعو في أول جمعة من رجب بأن يوسع الله له في أموره ويقضي له الحوائج في الدنيا والآخرة، ومن الأدعية الجميلة: «اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم لا تعاملنا بما نحن أهله، وعاملنا بما أنت أهله»، وهذه الأدعية تساعد على تهذيب النفس وزيادة اليقين والتوكل على الله.
الأذكار المأثورة والاستغفار
يمكن أيضًا في «شهر رجب» الإكثار من ذكر الله والاستغفار والصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية فضل الذكر والاستغفار كوسيلة لتطهير القلب وتوسيع الرزق، ويستحب قراءة الأدعية التي تبدأ بـ «سبحانك اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك» كما ورد عن السلف الصالح، ويُعد هذا من الأعمال التي تعزز القرب من الله في رجب وتزيد من البركة والخيرات.
نصائح دينية لاستقبال رجب
ينصح العلماء بالحرص على أعمال البر والخير في «رجب»، والابتعاد عن البدع والخرافات، والالتزام بالعبادات الصحيحة، كالصلاة وقراءة القرآن والدعاء، كما يُستحب الإكثار من الصدقات ومساعدة المحتاجين، ويعد هذا الشهر فرصة لتجديد النية والتوبة عن الذنوب، والاستعداد الروحي لشهر شعبان ورمضان، فالاستفادة من رجب تكون في الطاعات والعبادات الصالحة التي تقرب العبد من الله.
«رجب» شهر مبارك ينبغي اغتنام أوقاته بالطاعات والعبادات الصحيحة، وتجنب البدع مثل صلاة الرغائب التي لا أصل لها في الشرع، والتركيز على الدعاء والتضرع إلى الله، وقراءة الأدعية المأثورة والذكر والاستغفار، كما يُستحب الإكثار من الصدقات وفعل الخير، ومن خلال هذه الأعمال يتحقق الاستفادة الروحية من شهر رجب ويزداد القرب من الله، ويبقى اتباع السنة النبوية والابتعاد عن البدع أفضل سبيل لتقدير هذا الشهر الكريم.



