توغُل إسرائيلي على مخيم جنين لليوم الثاني على التوالي
كتبت-زينب سعيد
شهد مخيم جنين نزح آلاف السكان الليلة الماضية، إلى أماكن يعتقدون أنها آمنة بسبب التوغل الاسرائيلي العسكري والاشتباكات المسلحة التي تدور في المخيم لليوم الثاني على التوالي، ضمن العملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة.
مستشار الأمن القومي الإسرائيلي
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إن العملية العسكرية الإسرائيلية الضخمة في الضفة والتي بدأت يوم الاثنين، تقترب من تحقيق أهدافها.
وصرح تساحي حنيبي لإذاعة محلية قائلا: "إن العملية "تقترب من استكمال تحقيق الأهداف المحددة" بعد هدوء نسبي في الاشتباكات الليلة الماضية.
رئيس الوزراء الإسرائيلي
ويعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم جلسة أخرى لتقييم الأوضاع مع كبار القادة العسكريين والأمنيين، ولإطلاع المسؤولين على تفاصيل العملية العسكرية في مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
اعتقال مخيم جنين
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل مئة وعشرين مشتبها به، وأن لديه عشرة أهداف أخرى في وسط مخيم جنين للاجئين.
ارتفاع عدد الضحايا
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن طواقمها عثرت على قتيل صباح اليوم، في منطقة مرج ابن عامر في مدينة جنين، ليترفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين إلى عشرة وأكثر من 100 إصابة بينهم 20 حالة خطرة.
وقالت ماشا ميكلسون، المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إن الجنود لم يستهدفوا سوى "المقاتلين".
وصرح مسؤولون فلسطينيون بأن نحو ثلاثة آلاف فروا من منازلهم في جنين.
جمعية الهلال الأحمر
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمها نجحت في إجلاء 500 عائلة من داخل المخيم، إلى عدد من مراكز الإيواء داخل مدينة جنين.
مخيم جنين
ويدور تبادلٌ لإطلاق النار بصورة مكثفة بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين داخل مخيم جنين، حيث لا يزال مئات الجنود الإسرائيليين يواصلون عمليتهم داخل المخيم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن العملية ينبغي لها أن تحترم القانون الإنساني الدولي.
ومُنذ بدء العملية، سُمعت أصوات الطائرات المسيرة في سماء المنطقة، ودوي طلقات نارية منتظمة وانفجارات على مدار اليوم من مخيم اللاجئين المكتظ بالسكان، والذي يقطنه حوالي 18 ألفا، والذي أعلنته إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة.
وغطى الدخان الكثيف الناتج عن حرق الإطارات أجواء وسط المدينة، ونزل عدد قليل من الشبان الفلسطينيين إلى الشوارع، ووقفوا بالقرب من المحلات المغلقة، محدقين في قلق باتجاه المخيم.
وقطع الجيش الإسرائيلي الاتصالات الهاتفية والكهرباء عن المخيم، ما يجعل من الصعب الحصول على صورة دقيقة لما يحدث، كما يكافح مسعفون فلسطينيون للوصول إلى عشرات الجرحى هناك.
حركة حماس
وأعلنت حركة حماس عن استعدادها للتدخل إذا "تمادت إسرائيل وواصلت عدوانها" في جنين.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "لدينا أهداف محددة داخل مخيم جنين، خاصة إلغاء الاعتقاد السائد بأنه مكان آمن للإرهابيين، ويمكن للأمر أن يستغرق ساعات أو يوما أو يومين"
وساد القلق والتوتر المستشفى الفلسطيني الواقع على المدخل الرئيسي للمخيم.
وقالت جوفانا أرسينيجيفيتش، من منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية، إنها كانت في مستشفى شهد إصابة أكثر من 90 مريضا بنيران أو شظايا عبوات ناسفة.
الجيش الإسرائيلي
وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان يعمل بناء على معلومات استخبارية دقيقة، ولم يسع لإلحاق الأذى بالمدنيين، لكن العديد منهم وقعوا في مرمى النيران.
وسمح الجيش لحوالي 500 عائلة فلسطينية بمغادرة المخيم مساء الاثنين، ورفع البعض أيديهم أو لوحوا بأعلام بيضاء في إشارة إلى الاستسلام.
وقال إن اللحظات الأولى من عمليته ركزت على شقة سكنية تُستخدم لإيواء فلسطينيين هاجموا إسرائيليين، فضلا عن استخدامها مركز القيادة "كتيبة جنين".
وأعلنت كتيبة جنين أنها أفشلت ثلاث محاولات للجيش الإسرائيلي بالوصول إلى مركز المخيم من جهة منطقة الدمج، فيما تستمر الاشتباكات المسلحة في محيط مسجد الأنصار في المخيم.
وصدر عن وزير الخارجية الإسرائيلي أن بلاده لا تستهدف الشعب الفلسطيني، ولكن يتم استهداف "الجماعات المسلحة التي ترعاها إيران وتعمل في جنين".
ودعت حركة حماس إلى توسيع ساحات الاشتباك والمواجهة مع إسرائيل، رداً على ما قالت إنه مجزرة إسرائيلية في جنين، مؤكدة في ذات الوقت على ربط جبهات "المقاومة في المنطقة" استعداداً للرد.
وقال إسماعيل رضوان القيادي "إن حركته تُحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات الأحداث في جنين".
كما أدان حزب الله اللبناني العملية الإسرائيلية العسكرية في مخيم جنين ووصفه: "بترويع المواطنين الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم وأعمال القتل والاعتقال التعسفية والإرهابية التي تمارسها قوات الاحتلال بحقهم في ظل صمت عالمي وعربي يشجع العدو على التمادي بأعماله الإرهابية الخطرة".
وأكّد وقوفه ودعمه الكامل للفصائل الفلسطينية في كل الخيارات "التي يرونها مناسبة لردع إسرائيل وحماية الشعب الفلسطيني ومقدساته".
ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية العملية الإسرائيلية بأنها "محاولة جديدة لتدمير المخيم وتهجير أهله".
وأدانت دول منها: مصر والأردن العملية العسكرية الإسرائيلية وطالبتا المجتمع الدولي بالتدخل.
بيان البيت الأبيض
وصدر بيان عن البيت الأبيض يوم الاثنين قال فيه إنه يدعم أمن إسرائيل وحق الدفاع عن نفسها وإنه يراقب الوضع "عن كثب".
وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري الى 190 قتيلاً بينهم 36 في قطاع غزة، و154 في الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.