إسرائيل تأمر سكان غزة بمغادرة مناطق شاسعة في خان يونس
أمرت إسرائيل سكان غزة بمغادرة مناطق شاسعة ،من المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة، اليوم الاثنين، مع مواصلة توغلها البري في الجنوب، مما أدى الى تدافع السكان والفرار وسط سقوط القذائف على مناطق لا تزال توصف بأنها آمنة.
ونشر الجيش الإسرائيلي صباح يوم الاثنين ، خريطة على منصة "إكس"، تويتر سابقًا، تحدد نحو رُبع مدينة خان يونس باللون الأصفر، الذي يشير إلى المناطق التي لابد من إخلائها، وشملت الخريطة ثلاثة أسهم تشير إلى الجنوب والغرب، ويعني ذلك مطالبة السكان بالتحرك باتجاه البحر المتوسط، والحدود المصرية.
والكثير من السكان نزحوا بالفعل من مناطق أخرى، وينام معظمهم في العراء بملاجئ مؤقتة، لا يمتلكون سوى متعلقات قليلة متبقية، في أكياس بلاستيكية.
ويُذكر أن الدبابات الإسرائيلية أطلقت القذائف في الليلة الماضية، من الشرق والشمال وأيضًا من الغرب باتجاه البحر، والتهمت حلقات النار المنازل ،وظلت تهتز ويغطيها الضوء الأحمر المنبعث من الانفجارات .
وفي منزل في خان يونس أصابه القصف خلال الليلة الماضية، التهمت ألسنة اللهب البناء المنهار، ويتصاعد بداخله دخان رمادي اللون من تحت الأنقاض، وبالقرب من دمية محشوة على شكل خروف، تظهر بين كومة من التراب، أخذ صبية يفتشون بأيديهم بين الحطام.
ومن الجدير بالذكر ، أنه فر ما يصل إلى 80 بالمئة، من سكان قطاع غزة ، الذي يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة من ديارهم، بسبب حملة قصف إسرائيلية حولت معظم القطاع الساحلي المكتظ إلى حطام ، ويقول مسؤولون الصحة في القطاع إن القصف أسفر عن مقتل أكثر من 15500 شخص، مع بقاء آلاف آخرين في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.
وشنت إسرائيل هجومًا للقضاء على حركة حماس، وذلك ردًا على هجوم نفذه مسلحو الحركة، في السابع من أكتوبر الماضي ، وتقول البيانات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
وقامت القوات الإسرائيلية بالسيطره على حد كبير من النصف الشمالي، من قطاع غزة في نوفمبر ، ومنذ انتهاء الهدنة يوم الجمعة ،والتي قد استمرت أسبوعًا ، تتوغل القوات بسرعة في النصف الجنوبي .
وقال سكان القطاع، إن الدبابات التي تدخل غزة عبر السياج، من الشرق على الطريق الذي يفصل خان يونس، عن مدينة دير البلح إلى الشمال، وصلت إلى مطحنة في منتصف الطريق، إلى ساحل البحر المتوسط، مما أدى إلى قطع الطريق الرئيسي بين الشمال والجنوب.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي ،الأميرال دانيال هاجاري للصحفيين، في تل أبيب الليلة الماضية "الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد مراكز حماس في كل قطاع غزة". وتابع "القوات تواجه الإرهابيين وجهًا لوجه وتقتلهم".
وقام الجيش الإسرائيلي بنشر لقطات، لجنود يقومون بدوريات بالدبابات، وسيرًا على الأقدام، في الحقول، والمناطق الحضرية التي لحقت بها أضرار بالغة ويطلقون النار من أسلحة بدون تحديد موقعهم داخل غزة.
وقال "إيلون ليفي" المتحدث بإسم حكومة إسرائيل، إن الجيش قصف أكثر من 400 هدف في مطلع الأسبوع "بما في ذلك ضربات جوية مكثفة في منطقة خان يونس" وأته قتل أيضًا مسلحين من حماس، ودمر بنيتهم التحتية في بيت لاهيا في الشمال.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن المناطق الجنوبية التي صدر أمر بإخلائها منذ الهدنة، كانت تأوي أكثر من 350 ألف شخص قبل الحرب، إضافة إلى مئات الآلاف الذين لجأوا حاليًا إلى هناك، قادمين من مناطق أخرى.
ودعت الولايات المتحدة تل أبيب علنًا، إلى بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين، جنوب قطاع غزة مقارنة بالحملة التي شنتها الشهر الماضي في شماله، لاسيما أن هناك عددًا كبيرًا للغاية من الأشخاص بلا مأوى بالفعل هناك.
وسمحت إسرائيل بدخول المزيد من الإمدادات الإنسانية، إلى القطاع أثناء الهدنة، لكن الأمم المتحدة تقول، إنها كانت ضئيلة مقارنة بالاحتياجات الإنسانية الهائلة للقطاع ، والان وتوقفت بسبب تجدد القتال.
وقامت حماس خلال الهدنة بإطلاق سراح 105 محتجزين لديها، مقابل 240 معتقلًا فلسطينيًا، لكن في ظل الاعتقاد بأن معظم النساء والأطفال المحتجزين أطلق سراحهم، انهارت الهدنة بسبب شروط إطلاق سراح المزيد بمن فيهم الرجال والجنود الإسرائيليين، وتقول إسرائيل أن 136 شخصًا لا يزالون محتجزين.