«مدبولي» معرض الكتاب أحد أهم جُسور ربط الثقافة المصرية بالروافد العربية
كتبت _ سارة سبلة
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب يعد أحد أهم الجُسور التي تربط الثقافة المصرية بغيرها من الروافد العربية والعالمية.
كما يُمثلُ امتداداً للدور والتأثير التنويري الذي دائما ما تسهم به مصر في مختلف العلوم والمعارف، مشيرا إلى أنه لذلك تحرص الدولة على رعاية المعرض وتوفير كل السبل التي تضمن التنظيم الجيد له لأداء رسالته في ترسيخ ريادة مصر الثقافية.
وذكر بيان لمجلس الوزراء أن ذلك جاء في كلمة لرئيس مجلس الوزراء، اليوم الأربعاء، خلال افتتاحه الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي تُقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتحمل شعار "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة"، وتقام فعالياتها خلال الفترة من 25 يناير الجاري حتى 6 فبراير المُقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
وعقب الافتتاح، تفقد الدكتور مصطفى مدبولي جانباً كبيراً من قاعات المعرض، وزار عدداً من دور النشر المختلفة، للتعرف على محتوياتها والفعاليات التي تقدمها، حيث استمع إلى آراء وتجارب العارضين.
ومن جهتها، قالت وزيرة الثقافة "إن مملكة النرويج تحلُ كضيف شَرَف لهذه الدورة بما يتيح آفاقًا رحبة للتبادل الثقافي والإبداعي، وقد تم اختيار اسم عالم المصريات الدكتور سليم حسن "شخصية المعرض" لما له من دور كبير في ترسيخ الهويَة المصرية؛ وكذا اختيار اسم كاتب الأطفال الكبير يعقوب الشاروني ليكون "شخصية معرض الطفل" هذا العام بوصفه أحد أبرز رواد أدب الطفل في العالم العربي، بما قدمه من إنتاج أدبي غزير مُستلهم من التراث الشعبي المصري".
وأوضحت أن اللافتة الدعائية للمعرض "البوستر" جاء من تصميم الدكتور أشرف رضا أستاذ الفنون الجميلة، مُعبراً عن روح الفن المصري القديم، وروعة الخط العربي المميز، مشيرة إلى أن الدورة الحالية من المعرض تُقام على مساحة 80 ألف م2 بخمس صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1200 دار نشر من 70 دولة من مختلف دول العالم بزيادة 153 ناشرًا عن الدورة الماضية برغم الظروف العالمية الراهنة، كما يبلغ عدد العارضين 5250 عارضًا هذا العام.
ومن جانبه، أوضح رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين أن البرنامج الثقافي للدورة الـ55 سيكون مُعبرًا عن مكانة مصر الثقافية في الحضارة الإنسانية، حيث يضم البرنامج ما يقرب من 550 فعالية تقام على مدار أيام المعرض في سبع قاعات، وصالة كاملة لكتب وأنشطة الطفل وأماكن للفنون الحرة، منوها باستمرار التعاون مع المؤسسات القومية التي تدعم المشروع الثقافي المصري، كما سيعلن المعرض عن جوائزه.
وقال "إن البرنامج الثقافي لمملكة النرويج ضيف شرف الدورة الـ55 للمعرض يمتد على مدار 13 يومًا، حيث تشارك ببرنامج ثقافي كبير يضم مجموعة من الكتاب والمبدعين في النرويج لتعريف العالم العربي بالثقافة النرويجية، إلى جانب أدب الطفل في النرويج، كما يحتفي بأديب نوبل النرويجي "يون فوسه"؛ حيث يخصص يومًا كاملًا له في المعرض لتناول أعماله ومؤلفاته وأشعاره المختلفة".
وتابع: أن "المعرض يحتفي أيضاً بهنريك إبسن، المعروف بـ"أبو المسرح النرويجي"، وسيتم التركيز على أدب الطفل من خلال مشاركة عدد من المؤلفين ورسامي كتب الأطفال النرويجيين في الفعاليات، لما يلعبه أدب الطفل من دور محوري في تشكيل العقول وغرس القيم.
ونوه بهي الدين بأن البرنامج الثقافي للطفل في الدورة الجديدة من المعرض، يضم مجموعة من الفعاليات التي ستقدم داخل القاعة المخصصة لنشاط الطفل، منها العروض الفنية وعدد من البرامج الثقافية الأخرى.
كما يتناول برنامج الطفل محور "شخصية المعرض للأطفال الكاتب الكبير يعقوب الشاروني"، حيث يقدم خمس ندوات في القاعة الرئيسية لمناقشة مجموعة من الموضوعات، منها: "التاريخ والتراث، ورواية اليافعين، والنقد، عند يعقوب الشاروني"، يشارك فيها نخبة من كتابي أدب الطفل والمتخصصين.
ونوه باستحداث المعرض لهذا العام لمحور جديد بعنوان "مؤتمر اليوم الواحد"، الذي يضم ستة مؤتمرات، منها: مؤتمر "تقنيات الذكاء الاصطناعي" بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر "الترجمة عن العربية.. جسر للحضارة" بمشاركة وزارتي الأوقاف والثقافة، ومؤتمر "الملكية الفكرية.. حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة"، ومؤتمر "طه حسين"، ومؤتمر "نازك الملائكة".
كما يحتفي المعرض بمشروعات ثقافية جديدة تضم: "ديوان الشعر المصري"، و"استعادة طه حسين"، و"حكايات النصر"، و"عقول"، وهي مشروعات استحدثتها هيئة الكتاب لترسيخ الفكر المصري في علاقته بالعالم أجمع.
وشدد على حرص المعرض على تحقيق رؤية مصر 2030 في دور الشراكات المؤسسية والمجتمعية؛ حيث يواصل للدورة الثانية على التوالي تقديم مبادرات ومشروعات عدة مع مؤسسات رسمية، مثل: مبادرة "دويّ" مع المجلس القومي للمرأة، وهي المبادرة القومية لتمكين الفتيات وتوصيل أصواتهن وحصولهن على المهارات والخدمات الرئيسة، واستمرار مبادرة "وعي" مع وزارة التضامن الاجتماعي، والاحتفاء بإصدار 200 عنوان من مشروع "رؤية - رؤية للنشء" مع وزارة الأوقاف.
كما نوه بمشاركة 94 وزارة ومؤسسة مصرية وعربية في المعرض، منها على سبيل المثال: وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، وهيئة الرقابة الإدارية ممثلة في "الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد"، ووزارة الأوقاف، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة التضامن الاجتماعي، والأزهر الشريف، ودار الإفتاء، ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والمبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، ونادي القضاة.
وقال بهي الدين "إنه دعماً لصناعة النشر والناشرين المصريين بشكل عام، تم تخصيص جناح لدور النشر الناشئة المتقدمة للمشاركة بالدورة الحالية، ولم تستوفِ شروط الاشتراك من حيث عدد الإصدارات، حيث يضم الجناح مجموعة كبيرة من دور النشر الصغيرة التي تقدمت بطلب المشاركة، كما أعلن اتحاد الناشرين العرب عن مبادرة من أعضائه العرب تحت شعار "الجميع يقرأ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55"، وذلك بمنح خصومات تصل إلى 50% للقراء والهيئات والمؤسسات الثقافية".
وأضاف أن البرنامج المهني يواصل مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب، للعام الثالث على التوالي، بعد النجاح الكبير الذي حققه على مدار الدورتين الماضيتين، ليأتي البرنامج المهني "برديات 3" هذا العام، متضمنًا مجموعة من الندوات الخاصة بصناعة الكتاب والنشر، إلى جانب برنامج "القاهرة تنادي"، الذي يستهدف مساعدة الناشرين والوكلاء والهيئات الثقافية من جميع أنحاء العالم على الوصول إلى الناشرين المصريين والعرب، والتواصل معهم بمعرض الكتاب، وذلك من خلال قضاء 3 أيام في بداية المعرض في عملية التعرُّف على أنسب دور النشر لاختيار بعض الناشرين للعمل معه.
وبين أنه تسهيلًا على زوار المعرض في دورته الـ55، فإن الهيئة المصرية العامة للكتاب تتيح من خلال المنصة الرقمية، العديد من الخدمات، من بينها تمكين الزائرين من الحصول على تذاكر الدخول للمعرض عن طريق تطبيقات الدفع الإلكترونية، كما عملت الهيئة على التحول الرقمي بالكامل؛ حيث بدأت في إجراءات ميكنة خدمة الاشتراك في المعارض من الناشرين عن طريق التقديم إلى المعرض من خلال المنصة، ورفع بيانات دار النشر والكتب المشارك بها في المعرض، ودفع رسوم الاشتراك إلكترونيًا.