من الشرطة إلي الفن.. رحلة أشهر الفنانين مع الزي الميري والكاميرا
كتبت - نورهان الكردي
يوافق اليوم 25 يناير عيد الشرطة الـ 72 الذي يعكس قوة رجال الشرطة المصرية في معركة الإسماعيلية الشهيرة التي وقعت في 25 يناير سنة 1952.
التي دافع فيها رجال الشرطة بأوراحهم ودمائهم ليحموا أرض الوطن.ها نحن الآن نسترسل إليكم أبرز الشخصيات الفنية التي هروّلت من الشرطة بحثًّا عن أضواء الفن والكاميرا.
الفنان الكبير الراحل أحمد مظهر:
تخرج في الكلية الحربية عام 1938 مع دفعة الضباط الأحرار، لقبه زملاؤه بـ «البرنس».
كان مع الرئيسين أنور السادات وجمال عبد الناصر، ثم بعدها الحق على سلاح المشاة.
ثم انتقل لينضم لسلاح الفرسان ترقى في المناصب حتى ترأس قيادة مدرسة الفروسية. وشارك في حرب فلسطين عام 1948. ثم خطفته أضواء الكاميرا والفن ، ولُقب بالفارس أحمد مظهر. قدم العديد من الأعمال البارزة في السينما المصرية التي لم تفقد قيمتها بين الأجيال.الفنان الكبير الراحل سمير غانم:
نجم الكوميديا الكبير سمير غانم الذي التحق بكلية الشرطة عقب انتهائه من الثانوية العامة.
وأشار في إحدى مقابلاته أن سر التحاقه بكلية الشرطة هو عشقه لـ"الشو" فقد كانت ملابس طلاب كلية الشرطة تُبهره وهي السبب في التحاقه بالكلية.
كما التحق بالشرطة اقتداءً بوالده الذي كان يعمل مأمور قسم وكذلك أخيه.
وتعرف هناك على الفنان الكبير صلاح ذو الفقار، توطدت علاقتهما إلى حدٍ ما وتعاونا كثيرًا..
ولكن سرعان ما رسب سمير في الكلية لمدة عامين متتاليين فقرر ترك الكلية بأكملها والتحق بكلية الزراعة في الأسكندرية.
تعرف في كلية الزراعة على الفنان الراحل جورج سيدهم و الفنان الراحل أحمد الضيف.
وانضم لفرق الفن بالكلية، لتفتح أبواب الشهرة والفن ذراعيها على مصرعيها ويكتب التاريخ دخول "ثلاثي أضواء المسرح".
الفنان الراحل الكبير صلاح ذو الفقار:
يأتي صلاح ذو الفقار من عائلة فنية كبيرة.
التحق بكلية الشرطة التي تخرج فيها عام 1946، وكان ضمن أبطال البوليس، الذين في "مذبحة الشرطة بالإسماعيلية" في 25 يناير 1952.
وبعد تخرجه عمل مدرسًا بالكلية بعدها عمل في مديرية شبين الكوم، ثم انتقل للعمل بسجن مصر وقت قضية اغتيال أمين عثمان، التي اتُهم فيها أنور السادات.
كما له دور وطني كبير في معارك العدوان الثلاثي على مصر، مما جعله يحصل على نوط الواجب من الدرجة الأولى.
بدأ مشواره مع السينما أثناء دراسته بالشرطة، بعدما رشحه أخوه "محمود ذو الفقار" لدور ثانوي في فيلم «حبابة» عام 1944.
اشترك مع شادية في فيلم «عيون سهرانة» عام 1956 الذي يُعد بدايته الفعلية في مشواره الفني.
عمل ممثلًا ومنتجًا وحصل على جائزة أفضل منتج عن فيلم "أريد حلًا".
من ثم خلع صلاح ذو الفقار البدلة البيضاء ليجري نحو أضواء الشهرة والفن واستقال رسميّا من الشرطة ليتفرغ إلى الفن.
وامتدت مسيرته الفنية حتى عام 1993، وتنوعت أدواره بين الكوميديا والحركة والدراما.
لقد كان فنانًا متنوعًا مؤهل لكافة الأدوار المختلفة إلى أن رحل عن عالمنا أثناء تصويره فيلم الإرهابي للزعيم منصف إمام.
وخلال مشواره الفني العريق، قدم العديد من الأعمال حوالي 250 فيلما سينمائيا و 70 مسلسلا تلفزيونيا، بالإضافة إلى بعض الأعمال المسرحية.
الفنان الراحل إيهاب نافع:
ايهاب نافع، من أشهر ضباط السينما، تخرج من الكلية الجوية عام 1955 وعمل كـ طيار مقاتل، و طيار خاص للرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمدة 3 أعوام.
بالإضافة إلى ذلك كوّنه واحدًا من عملاء المخابرات المصرية.
وتزوج من الفنانة ماجدة عام 1963 وهو العام الذي ظهر فيه أول فيلم سينمائي جمع بينهما تحت عنوان "الحقيقة العارية".
قدم خلال مشواره الفني 14 فيلم فقط، ولكن استطاع أن يترك بهم بصمة فنية خاصة به.
الفنان الراحل محمود قابيل:
تخرج محمود قابيل من الكلية الحربية عام 1964، وعمل ضابطًا في القوات المسلحة.
شارك في حرب اليمن وحرب 67 ثم حرب الاستنزاف.
من ثم خلع رداء الميري واتجه إلى الفن والكاميرا.
قدم مجموعة من الأفلام قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة.
مارس التجارة في قطاع السياحة ثم عاد مرة أخرى في التسعينيات إلى السينما.
الأديب الراحل سعد الدين وهبة:
اضطر سعد دخول كلية الشرطة تحقيقًا لرغبة والده، وكان عضوًا نشطًا في الكلية، وتخرج من كلية الشرطة عام 1949م.
من ثم درس في كلية الآداب جامعة الإسكندرية حيث اصبح ملتحقًا بقسم الفلسفة ليستطيع اشباع روحه من الأدب الذي انحرم منه.
كان شخصية متعددة المواهب ومبدع في أكثر من مجال، حيث أنه كاتب مسرحي وأديب فضلًا عن كونه كاتب سيناريو، ولطالما اصبحت ميول سعد الدين وهبة أدبية.
وهكذا أيضًا انخرط سعد في الفن والثقافة متناسيًّا تمامًا البدلة البيضاء.
الفنان أحمد السقا:
خلال مقابلة لـ السقا مؤخرًا في أحد البرامح تحدث عن التحاقه بأكاديمية الشرطة.
أنه كان قد التحق بكلية الشرطة ليكون ضابط عمليات خاصة، إلا أن أغراه الفن والشهرة عن الرداء الميري.
الفنان أكرم حسني:
كشف أكرم في عدد من لقاءاته بأنه كان يعمل ضابط شرطة قبل دخوله عالم الفن.
التحق بكلية الشرطة وعمل ضابط شرطة في الأمن المركزي لمدة 10 سنوات.
ولكن ظل شغفه تجاه التمثيل لم يتغير لذلك سرعان ما قدم استقالته من الشرطة.
وقدم برنامج "نشرة أخبار الخامسة والعشرون" على قناة "موجه كوميدي".
الذي لاقى استحسان ونجاح كبير من الجمهور .
واشتهر أكرم حسني في الشارع المصري بأسم" أبو حفيظة" صاحب النضارة الكبيرة "كعب كوباية".
واستمر في تقديم البرامج التي كان أشهرهم "أسعد الله مسائكم" الذى فتح له بوابة التمثيل والفن حتى يومنا هذا.
الممثل شريف حافظ:
رغب شريف من البداية في الدخول إلى عالم الفن.
وتقدم في اختبار معهد السينما قبل التحاقه بكلية الشرطة، لكنه لم ينجح بالاختبار.
وعمل بالشرطة، وقضى أربع سنوات من العمل في شمال سيناء.
لكن حاله كحال جميع من سبقوه، لم تستطع البدلة البيضاء أن تطفىء من شغفه وحلمه تجاه الفن والتمثيل.
فقدم شريف استقالته من الشرطة واتجه إلى الفن ليتفرغ له.
وكان أول ظهور له في مسلسل «لا تطفئ الشمس» عام 2017.
هؤلاء من هربوا من رداء الميري و البدلة البيضاء مهروّلين نحو حلمهم وشغفهم وهو الفن وأضواء الكاميرا ، هل سيقف خلم الفن عند شريف وسيفوز الرداء الميري يومًا ما؟ أم سيستمر فوز الفن في كل معركة مع كل الأجيال؟!