فاقد الشغف كالجسد دون روح
كتبت-أماني يحيي
ها هو يقف ناظراً في الأرجاء لكنه لا يرى، لا يعي لما حوله، لا يرى سوى تعثراته و طموحاته الضائعه، لا يرى سوى أنه وحده رُغم كثرة من حوله، أصبح منطفأ كمن لا روح له، يصراع هذا الانطفاء لكن لا يقدر، يصرخ دون صوت، يبكي دون دمع، ففاقد الشغف في الحياة كعائش لا روح له.
يلومه الجميع لانطفائه و تغيره فأصبح لا يتحدث ولا يبتسم بعد أن كانت لا تفراق الضحكه شفتاه أما الآن فلا تفارق العبسه وجهه، يلومه الجميع ولا أحد ياخذ بيده لا أحد يعاونه على نفسه ما منهم يساعده في استرجاع ما فقد، هو يحب الحياة و يريد أن يعود و يحاول مجددا و مجددا فهو لا يمل العسي ابدًا.
لكنه مُقيد كمن أصابه الجاثوم أثناء نومه، هو مستيقظ و يريد أن ينهض لكن يشعر بثقل على جسده تمنعه من الحركة حتى الصراخ لينادي أحد لينجده لا يجد له طريق.
يشعر بالأسف على نفسه لم أصبح عليه، فقد أهمل هواياته، و أحلامه، ونفسه، لم يعد يسعده ما كان يسعده، لا يكترث لفوز فريقه المفضل، ولا رؤية صديقه المقرب، كل شيء بالنسبة له أصبح لا يُحس.
لمن لا يؤمنوا بالشغف رفقًا فلم تجربوا بعد فقدانه، فالشغف روح الإنسان لسعي على الأرض، صوته الداخلي الذي يحركه للأمام، صديقة الذي يشجعه عندما يتعثر، فإذا فقد هذا الصديق فقد لذة الانسان بالحياة.