في ذكرى ميلاده.. عمر الحريري رحلة فنان مُبدع ورمز فني خالد
كتبت - أميرة محمد
في ذكرى ميلاده، نستذكر الفنان الراحل عمر الحريري، أحد أبرز نجوم الفن المصري والعربي، الذي رحل عن عالمنا عام 2017 تاركاً خلفه إرثاً فنياً غنيّاً امتد لأكثر من نصف قرن.
ولد عمر الحريري 12 فبراير 1926، ونشأ في بيئة فنية شجعته على تنمية موهبته، حيث كان والده يمتلك محطة إذاعة أهلية، تأثر بالمسرح منذ صغره، وكان يقلد ما يشاهده من مسرحيات "علي الكسار" "وكشكش بيه".
درس عمر الحريري في معهد الفنون المسرحية وتخرج عام 1947، ليبدأ مسيرته الفنية على خشبة المسرح مع كبار الفنانين مثل شكري سرحان، ونعيمة وصفي، وصلاح منصور، وكمال حسين، وعبد الرحيم الزرقاني، وفريد شوقي، وحمدي غيث.
انطلقت رحلة عمر الحريري من المسرح القومي، حيث شارك في العديد من الأعمال الناجحة، ثم التحق بفرقة يوسف وهبي، ليقدم معه 30 عملاً مميزاً.
لم تقتصر إبداعات عمر الحريري على المسرح، بل امتدت إلى السينما، حيث ظهر لأول مرة عام 1950 في فيلم "الأفوكاتو مديحة".
قدم الحريري خلال مسيرته السينمائية العديد من الأفلام الخالدة، مثل "الوسادة الخالية"، "سكر هانم"، "الناصر صلاح الدين"، "العتبة الخضراء"، و"أم رتيبة" وغيرهم.
لم ينحصر إبداع الحريري في السينما فقط، بل برز أيضاً في التلفزيون، حيث شارك في العديد من المسلسلات المميزة، مثل "خالتي صفية والدير"، "ساكن قصادي"، "شيخ العرب همام"، و"عمر بن عبد العزيز"، وفوازير «ألف ليلة وليلة» في عام 1985.
حصد عمر الحريري خلال مسيرته الفنية العديد من الجوائز، من بينها درع الجماهيرية العربية الليبية، ودرع المملكة الأردنية الهاشمية، وحصل شهادات تقدير من وزارة الهجرة والمصريين بالخارج، والمهرجان المصري usa.
ودرع أكاديمية الفنون جائزة زكي طليمات، مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريري عام 2004، وكذلك مهرجان المسرح الحر بشبرا الخيمة، ودرع مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الحادي عشر، والكثير من الجوائز الاخرى، والتي تأتي تكليلا لمشواره المثمر.
في حياته الشخصية، كان الحريري أبا هادئًا وحنونا، لثلاث بنات، حيث تزوج ثلاث مرات، وكانت الزيجة الأولى كانت من السيدة أمال السلحدار، وأنجب منها "نيفين".
الزيجة الثانية من السيدة نادية فؤاد باشا سلطان، وأنجب منها "ميريت"، الزيجة الثالثة من الفنانة المغربية رشيدة، وأنجب منها "بريهان"، وذلك أطلق عليه لقب "أبو البنات".
أكد الفنان الراحل عمر الحريري على أهمية الفن ورسائله، من خلال لقاءاته التليفزيونية المختلفة.
شدد عمر الحريري على ضرورة وجود الحب والاحترام في الأعمال الفنية، وأن تُبنى على الصداقة والمودة بين النجوم.
أوضح عمر الحريري أن الفن يجب أن يُقدّم مشاعر المودة والطيبة والاحترام المتبادل بين النجوم، وهو ما يجب أن يتعلمه الأجيال الجديدة من النجوم الكبار.
استشهد عمر الحريري بعلاقته مع الفنان عادل إمام كنموذج للصداقة والاحترام المتبادل بين النجوم.
ذكر "الحريري" مشهداً من مسلسل "أحلام الفتى الطائر" الذي جمعهما، حيث كان يقتضي المشهد أن يقوما بضرب بعضهما البعض، وبعد انتهائه وجد كل منهما يجري مسرعاً للاطمئنان على الآخر.
جمع عمر الحريري والزعيم ثلاث أعمال، منها مسلسل "أحلام الفتى الطائر" ومسرحيتي "شاهد ما شفش حاجة" و"الواد سيد الشغال".
أكد "الحريري" أن النجاح لا يأتي من شخص عابر ليس له تأثير، بل يجب أن يكون هناك إصرار وأن يتحول الإبداع لرسالة ذات قيمة.
في عام 2007، أصيب عمر الحريري بمرض السرطان، ولكنه لكبر سنه في هذا الوقت، لم يعلم حقيقة مرضه، والذي صاحبه حتى عام 2011.
حقق عمر الحريري أمنيته الدائمة بأن تكون أخر أيامه وهو يقوم بالتمثيل، حينما كان يجسد دور الصعيدي في "شيخ العرب همام"، والذي كان أخر أعماله التليفزيونية.
في 16 أكتوبر 2011، رحل "الحريري" عن عالمنا تاركاً خلفه إرثاً فنياً خالداً ورسائل إيجابية ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال.