عقدة العطاء المفرط
بقلم-زينب الشريف
من أجمل السمات التي قد يتصف بها الإنسان هي العطاء سواء المعنوي أو حتى المادي، و اللين مع اللطف في المعاملة، و كما نعلم أن التوازن في معظم الاشياء هو الأفضل، حتى لاتكون عاقبته وخيمة، أو حتى الشعور بالندم تجاه ذلك العطاء.
فالطبيعي أن يقدم الإنسان العطاء دون إنتظار المقابل، معبراً عن اصالته، وشخصيته الخلوقه، أما أن يعتبر الشخص الآخر أن هذا العطاء قد أصبح فرض حتى دون تقدير فهذا فيه شيء من الوقاحة، وإن دل فيدل على الأصل غير الطيب، ومن الممكن أن يندرج تحت أنواع الإستغلال.
العطاء لابد وأن يكون متوازناً حتى لو بين الأم، وابنها؛ حتى لا يشب ذو شخصية اتكائية معتمدة على الآخرين، أو أن يصبح انانيا ينتظر العطاء فقط دون مقابل، فمن أعتاد على الأخذ فقط لن يعطي.
كما أن الشخص المعطاء دون حساب يكون معرضاً أكثر للصدمات، فحتما سيقابل شخصاً انانيا يلقنه درساً لن ينساه، بل ويجعله يفكر، ومن ثم يعيد حساباته من جديد.
الخوهناك عدد من الاناس يحاولون باستمرار أن يكونوا مؤثرين، ومحبوبين من الاخرين، بل و ذو طابع فريد.
وهذا يدفعهم للعطاء بشكل مستمر دون أدنى تقدير، مما يسوق الآخرين لاستغلال ذاك المعدن الطيب.
ومن الممكن أيضاً استغلال ذلك بطرق خاطئة، ولأهدافهم الخاصة.
فيبدأ الفرد بتقديم التنازلات، والتضحيات المستمرة لإرضاء الطرف الآخر سواء كان فرداً من الأسرة أو زميل عمل، أو صديق أو غيره.
علاقة العطاء المفرط بالثقة بالنفس:
الشخص الذي يسعى دائماً لإرضاء الآخرين عادة ما يكون فاقداً للثقة بنفسه، حتى وإن وصل الأمر بأن يمتنع من طرح رأيه خشية أن يكون متعارضا مع الآخرين.
ومن الممكن أن يطلب النصائح دائماً من الآخرين لضعف ثقته برأيه، ومعتقداته، ومن الممكن أن يعرضه ذلك للكثير من التلاعب.
الخوف من الرفض:
عادة ما يخشى الفرد الذي يهتم برضا الآخرين عنه أن لا يقول( لا ) حتى وإن كان ذلك على حساب مصلحته.
فعل الأشياء لإرضاء الآخرين حتى وإن كانت ستضر بمصلحتك الشخصية:
يجب أن يكون الفرد متيقن من أن مصلحته، واختياراته هي شئ يخصه هو، فهو من سيتحمل عواقبها.
فالإنسان حر ما لم يضر، ومن الممكن أن يكون الشئ المفيد لغيرك مضر لك، والعكس صحيح.
وكل منا له شخصيته،لسنا سواسية، هناك اختلافات في الشخصية، البيئة، الثقافة، المعتقدات، وحتى الأهداف، فكل منا له طابعه المميز.
وإذا وجدت عدم تقدير، واستغلال لما تفعل فكل ما عليك فعله هو:
تقليل عطائك للطرف الآخر تدريجياً حتى يشعر بقيمة ما كنت تفعله.
وإذا ذاك الشخص يود الاستمرارية معك سوف يشعر بالفارق، خاصة إن كان ذاك العطاء المعنوي.
وسيلاحظ تغيير معاملتك معه، فطبيعة بعض البشر لن يقدرون النعمة إلا إذا فقدوها، وبعد ذلك يبدأ العتاب شيئاً فشيئ .
فلا عليك أن تكون معطاءا طوال الوقت، فحينها ستصبح مسلوب الإرادة مع الوقت.
وكما علمنا رسولنا الكريم أن الوسطية والاعتدال في الأمور هي الأفضل .
شئ رائع أن يسود العطاء بأنواعه بين الأفراد، و المجتمعات،و لكن بإعتدال دون مبالغة.