التركيز على الذات
بقلم:زينب الشريف
من النضج أن يسلط الفرد تركيزه على ذاته، لا على الآخرين، أن يتقن فن التجاهل في الأمور الغير مجدية بالنسبة لشخصه، أو حتى مستقبله، فالكثير من الناس ينشغلون بماضيهم، وما حدث فيها سواء كان صعوبات، أو صدمات، أو حتى الكثير من الإخفاقات.
فإذا ركز الفرد على كل شيء زال من يديه لن يتقدم طوال حياته، فالصدمات التي يمر بها الإنسان من الطبيعي أن تقوي شخصيته، وعزيمته، لا وأن تحبطه، وتجعله يتخلف آلاف الأقدام للوراء!
فسلم النجاح ليس سهل الصعود، ولا الأهداف الحلوة المذاق بسهولة الوصول، إنما هي إصرار للوصول للأهداف، لا الوقوف عند كل محطة للبكاء على ماحدث فيها، ولا يعني تركيزك على نفسك، وأهدافك بأنك شخصاً أناني بالعكس تماما فمن الطبيعي أن تضع ذاتك في المقدمة.
وتتسائل دائماً ماهي أهدافك التي تجعلك سعيداً في الحياة، حيث أن الإنسان قد خلق لعمارة الأرض، وتقوى الله، لا وأن يسعى لإرضاء غيره من الخلق، وتتسائل أيضاً ماهي العقبات التي قد تقف عائقا بينك، وبين أهدافك، وطموحاتك، و هل تستحق هذه العقبات بأن تمنعك من تحقيق حلمك؟
كل هذه التساؤلات يجب أن يسألها الفرد لذاته خاصة، وإن كان مصرا على تحقيق هدفه فعلاً.
فتحقيق الأهداف لابد، وأن يحتاج لترتيب، وتدوين الأولويات، والتركيز على الذات يبعدك كل البعد عن التصرفات غير اللائقة، والتركيز على الآخرين، أو حتى التركيز إذا كان الناس من حولك يهتمون لأمرك، أو يتحدثون خلف ظهرك، فالإنسان الساعي لتطوير ذاته يصبح مترفها عن كل ذلك العبث، حيث أن هذه التصرفات تدل على خلو الوقت مما يفيد.
_ إذا كنت بالفعل مصمما على تحقيق أهدافك، فعليك:
1/تحديد أهدافك أولا، سواء في حياتك الدراسية، أو العملية، أو حتى الاجتماعية، ووضع رؤية لحياتك المستقبلية، و من المهم أيضاً وضع الخطوط العريضة.
2/السعي لتحقيق الأهداف: حتى وإن كانت بسيطة، فهذا يبعث في صاحبه روح العزيمة، بل والثقة في تحقيق الأهداف الأكبر حجماً، لا وأن تظل دائما تخطط دون تنفيذ.
3/مواجهة العقبات، والتغلب عليها:فلن تطور من نفسك، أو تحقق أهدافك إذا استوقفتك كل صعوبة تقابلها في طريق تحقيق أهدافك.
4/مقارنة ما تم تحقيقه بالأهداف المرجوة: فإذا نلت ما أردت فهذا يعطيك دفعة للأمام، وإذا لم يتحقق فعليك أن تغير الخطة لا الهدف 5/ضع صحتك في المقام الأول: فعليك أن تضع هدف أسمى للوصول إليه، وبالوقت ذاته لا ضغط على نفسك أو صحتك فينقلب الأمر عكسياً.
وأخيرا عليك أن تفرق بين حب الذات الذي يدفعك للايجابية، وحب الذات المرضي الذي يؤثر على شخصيتك بالسلب، ويصنع منك شخصاً سلبيا.