زكي رستم.. "ابن البشوات" الذي عشق الفن ورفض القيود
كتبت - أميرة محمد
تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان زكي رستم، أحد نجوم الفن المصري، الذي اشتهر بأدواره المُتنوعة، وحياته الشخصية المنفردة، كما أنه تميز في تقديم دور الرجل ذو الأصول الأرستقراطية، ودور الباشا.
ولد رستم لعائلة ارستقراطية، رغبت في أن يدرس القانون، لكنّه فضل الالتحاق بعالم الفن، مواجهًا صعوبات مع عائلته.
بدأ رستم مسيرته الفنية على خشبة المسرح، مشاركًا في العديد من الفرق، مثل "جورج أبيض" و"فاطمة رشدي" و"عزيز عيد".
انتقل رستم إلى عالم السينما، مشاركا في العديد من الأعمال الهامة، مثل "زينب" و"الاتهام" و"ليلى بنت الصحراء" و"العزيمة" و"إلى الأبد" و"قصة غرام" و"عدو المرأة" و"ياسمين" و"بنت الأكابر" و"رصيف نمرة 5" و"نهر الحب" و"أين عمري" وغيرهم.
اشتهر رستم بعدم زواجه طيلة حياته، مُفضّلًا العزلة مع عدد قليل من الأصدقاء، مثل زكي نجيب.
في أوائل الستينيات بدأ رستم يعاني من ضعف السمع، ظنًا منه أنه عارض مؤقت سيزول مع الوقت، حاول التعويض بحفظ أدواره وقراءة شفاه الممثلين، لكنّ المشكلة ازدادت سوءًا.
في آخر أفلامه "إجازة صيف"، فقد رستم حاسة السمع تمامًا، مما أدى إلى نسيانه لبعض جمل الحوار ورفعه لصوته بشكل مُبالغ فيه، لم يستطع سماع ملاحظات المخرج، مما أصابه بحزن عميق.
اضطر رستم إلى اعتزال التمثيل نهائيًا عام 1968، مُبتعدًا عن الناس بعد فقدانه لحاسة السمع. قضي معظم وقته في القراءة ولعب البلياردو، تاركًا إرثًا فنيًا غنيًا بأكثر من 240 فيلمًا، 55 فيلمًا منها فقط لا تزال موجودة.
أصيب رستم بأزمة قلبية حادة عام 1972، نقل على إثرها إلى مستشفى دار الشفاء، ليرحل عن عالمنا في 15 فبراير، دون أن يُشارك أحد في جنازته.