"الخيامية والتنورة" قطع الديكور العصرية في شوارع المحروسة التاريخية
كتبت -أميرة الصياد
تفصلنا أيام قليلة عن رمضان،حيث مع بداية شهر رمضان من كل عام المُرتبط بطقوس احتفاليه متعددة في البيوت المصرية وفي أزقّة وشوارع المحروسة التاريخية.
ويتجه المصريين لشراء المنتجات ذات الطابع الإسلامي لتزيين المنازل والمتاجر والكافيهات والموائد وما غير ذلك، وإضفاء أجواء رمضانية ينتظرها الناس كل عام.
حكاية الخيامية:
تعد الخيامية أو كما يسميها البعض بـ"الفراشة" واحدة من الحرف والفنون التراثية التي ترتبط عند المصريين بشهر رمضان،حيث إنها إحدى الفنون التراثية ذات الطابع الإسلامي الممزوجة برائحة الفاطميين وعوالم مصر القدماء، كمايُقبل عليها الكثير في بداية شهر رمضان الكريم، كنوعًا من الزينة الرمضانية.
نشأة الخيامية:
وفي القاهرة القديمة أو التاريخية كما يقولون البعض، وتحديدًا في منطقة الغورية بالقُرب من باب زويلة ومنطقة تحت الربع؛ نشأت سوق الخيامية منذُ زمن بعيد، تحسبًا لصناعة الخيام التي كان يشتهر بها العصر الإسلامي بخاصة عصر الفاطميين والمماليك.
ويؤكد صانعي الخيام ومماليك سوق الخيامية،كثرة الطلب عليها، وإقبال المصريين من كل مكان على شراءها قبل بداية شهر رمضان بأيام.
ويعد سوق الخيامية، هو أحد أكبر أسواق التراث الإسلامي في مصر، يجمع بين الماضي والحاضر، يُعاصر السنوات بتطوّر الحال، ويحتفظ بحِرف القدماء لا يُهملها، لذا ما زال يحافظ على هويته وصناعة الخيامية بكُل ما دخل إليها من تطوّر، ولا ترتبط بالقماش التقليدي واللوحات المصنوعة يدويًا فحسب.
وأصبحت الخيامية تستخدم في العديد من قطع الديكور العصرية وفي السنوات الأخيرة، صنعت منها فوانيس رمضان.
مراحل تصنيع الخيام:
أي حرفة تراثية، تحتاج القطعة الفنية إلى وقت وصبر وإخلاص من القائم على تنفيذها لتخرج في أفضل صورة، وهي تمر في مراحل متعددة حتى تصل إلى شكلها النهائي.
وتمر لقطعة الواحدة بعدة مراحل مختلفة حتى تصل إلى شكلها النهائي،حيث في البداية، يرسم التصميم على باترون ثم يتم قص الموتيفات التي تم رسمها واختيار الأقمشة والألوان المناسبة والمتناسقة مع بعضها، ومن بعدها يقص القماش على شكل الموتيفات المطلوبة، ومن ثم يتم تركيبها باستخدام الغرز المعروفة مثل الغرزة السحرية، غرزة التشطيب، أو رجل الغراب لتعطي الشكل النهائي للقطعة.
وتختلف الفترة الزمنية التي تحتاجها القطعة، حيث تختلف باختلاف حجمها والتصميم، فهناك تصميمات بسيطة وأخرى معقدة وتنفذ بحجم كبير، بالتالي تأخذ وقتًا أطول، وبشكل عام فن الخيامية يحتاج إلى جهد وصبر لتخرج القطعة بشكل مميز يبهر كل من يراها.
الجمع بين القديم والمعاصر في الصناعة اليدوية:
تواجه الخيامية تحد كبير حيث تواجه الحرف والصناعات التراثية في مصر ما بين التمسك بهويتها وشكلها التقليدي القديم وما بين العمل على إدخال تصميمات وأشكال معاصرة لتتناسب مع طبيعة الحياة وذوق المستهلك، بخاصة من الأجيال الجديدة.
ويعمل صانعي الحرف التراثية وفنان الخيامية على الجمع بين القديم والمعاصر لكل زمان، لذلك يقوم بتنفذ التصميمات التقليدية المتعارف عليها والتي لا يتوقف الطلب عليها باعتبارها الأساس الذي يرتبط في أذهان الناس.
كما أنه في الوقت نفسه يعمل على تصميمات حديثة تواكب العصر وتناسب ذوق المستهلك، فكل منهما له من يطلبه.
تصميمات الخيامية:
تعد أبرز التصميمات المتعارف عليها في فن الخيامية هي الموتيفات الإسلامية باختلاف أشكالها والتصميمات على شكل زهرة اللوتس، إضافة إلى التصميمات المستوحاة من الحضارة الفرعونية.
اصل الخيامية :
وخلال الاحتلال اليوناني والروماني لمصر استخدمت الخيمة المنقوشة بالقماش للجيوش العسكرية، ومع الفتح الإسلامي أبدع الحرفي المصري في توظيف الخيامية لتكون متلائمة مع الدين الجديد.
ونقشت العبارات الدينية والآيات القرآنية بطريقة خاصة إلى جانب الأعلام والبيارق لمشايخ الطرق الصوفية وكساء الأضرحة.
وشهد حكم الدولة المملوكية ازدهار فن الخيامية بسبب تنافس حكام تلك الحقبة على اقتناء كل غال وثمين من الأقمشة المنقوشة بهذا الفن.
ووفق اللافتة المعلقة من جانب وزارة السياحة والآثار في بداية شارع الخيامية، فإن تاريخ الشارع يعود إلى العصر المملوكي (1250-1382)، أي إن عمره يزيد على 600 عام.
وهو أحد الأسواق المسقوفة القليلة في مصر، حيث تم تسقيفه بالخشب مع ترك فراغات تضمن دخول الهواء وأشعة الشمس، وتصطف فيه الحوانيت والورش الضيقة بطول الشارع.