يوسف شعبان.. رحلة 90 عامًا حفرت اسمه في سماء الفن
كتبت - أميرة محمد
تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل الفنان الكبير يوسف شعبان، الذي رحل عن عالمنا في 28 فبراير من العام الماضي، تاركاً إرثًا فنيًا ضخمًا ومسيرة حافلة بالأعمال المميزة التي لا تُنسى.
ولد يوسف شعبان في حي شبرا بالقاهرة عام 1931، لعائلة فنية، حيث كان والده أشهر مصممي الإعلانات في ذلك الوقت. وظهرت موهبته في الرسم منذ صغره، مما جعله يفكر في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، لكن رغبة عائلته في دراسته للقانون دفعته إلى الالتحاق بكلية الحقوق بجامعة عين شمس.
لم يجد يوسف شعبان في دراسة القانون شغفه، فاتجه إلى التمثيل من خلال مسرح الجامعة، حيث التقى بأصدقائه الفنانين كرم مطاوع وسعيد عبدالغني. وشجعه الكاتب الصحفي إبراهيم نافع على التقديم في المعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ رحلته نحو النجومية.
فقرر شعبان سحب أوراقه من كلية الحقوق بعد وصله للسنة الثالثة الدراسية فى الكلية واستكمل حياته فى المعهد العالى للفنون المسرحية وتخرج عام 1962.
طالبت الفنانة شادية الفنان يوسف شعبان لمشاركته في فيلم "معبودة الجماهير"، وتمسكت بوجوده في الفيلم، على الرغم من عدم تحمس عبد الحليم له لان يوسف شعبان.
ثم اشترك شعبان مع شادية في سلسلة من الأعمال ومنهم "ميرامار"، "مراتى مديرعام" وغيرهم.
واجه شعبان العديد من الصعوبات في بداية مشواره الفني، خاصةً مع وجوده في عصر النجوم الكبار، مثل رشدى أباظة، صلاح ذوالفقار، كمال الشناوى، حسن يوسف، شكرى سرحان، والكثير من العمالقة.
وفي لقاء تليفزيوني كشف الفنان يوسف شعبان على قناة "المحور"، إن عبدالحليم حافظ كان ومازال أفضل المطربين في مصر، وأضاف: "طلعت في دماغه زي ما كان أحسن مطرب إنه يكون أحسن ممثل كمان".
وتابع: "المخرج وهو بيتكلم معاه قاله إن في الدور دة هيعمله يوسف شعبان، راح عبدالحليم قاله لأ أنا ليا رأي تاني"، لأنه في تلك الفترة كانت العيون متجهة صوب يوسف شعبان.
وأستكمل: "كانوا بيقولوا عليا بسرق الكاميرا، والعين بتروحلي في الفترة دي".
وأوضح أن عبدالحليم حافظ في تلك الفترة كان يريد أن يكون هو مركز الاهتمام والنجومية، وكان مُصمما على وجود فنان آخر للقيام بالدور، وهو الممثل محسن سرحان، ولكن مع إصرار الفنانة شادية على وجود يوسف شعبان في الفيلم قام شعبان بهذا الدور.
وأضاف: "أنا قولت لعبدالحليم إنت مش عاوزني في فيلم معبودة الجماهير عشان تاخد أحسن ممثل من غير مجهود»، مضيفًا أن المخرج في هذا الخلاف أبلغهم بأنهم يلجأون لكاتب القصة والمؤلف، موضحا: «روحنا للمؤلف وقالهم الدور ده ليوسف شعبان، فعبدالحليم مقدرش يتكلم ساعتها".
واختتم كلامه قائلا: "حاولت أقرب له (عبدالحليم) وأصاحبه وقولت له أنت أحسن مطرب، بس مش لازم تبقا أحسن ممثل»، ولكن الغريب إن في أخر رحلة سفر للعندليب، وكانت للعلاج في لندن قبل وفاته، أوصى «عبدالحليم» بتصفية أي خلافات بينه وبين أي حد، كأنه كان حاسس إنه هيموت".
عاش الفنان الكبير يوسف شعبان حياة مليئة بالأحداث، بما في ذلك زيجاته الثلاث. ففي عام 1963، تزوج من الفنانة ليلى طاهر بعد قصة حب نشأت خلال تصوير مسلسل "الحب الكبير". واستمر زواجهما أربع سنوات فقط قبل أن ينفصلا.
في عام 1971، تزوج شعبان من نادية إسماعيل شيرين، ابنة الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول وشقيقة الملك فاروق. وأنجب من هذا الزواج ابنته الكبرى "سيناء".
في لقاء تلفزيوني سابق، حكى شعبان قصة زواجه من الأميرة نادية، قائلاً: "تزوجنا بالصدفة، في بداية تعارفنا مكنتش أعرف دي مين، كل اللي كنت أعرفه إني اتعرفت على بنت كويسة ودماغها كويسة وبتدرس في الجامعة الأمريكية".
وأستكمل: "عرفتها في حفلة بالجامعة، وعجبتني وعرضت عليها الجواز، وقتها كنت صغير لسه، وقالتلي أفكر، وعشان كنت مغرور قلت مين دي اللي تفكر يعني تتجوزني، وطبعا لما عرفت أنها بنت مين حمدت ربنا إني ماتقدمتش بجدية على الموضوع لأني مليش دعوة بالناس دي خالص، هي متربية في قصور وأنا متربي في شوارع وحواري شبرا، قلت الحمد لله عشان الفروق الشاسعة، وسبحان الله ربنا أراد بعدها واتجوزنا".
وتابع: "فكرت في الاسم لأنهم وقتها كانوا بيهاجموا العائلة المالكة ويقولوا إنهم مش مصريين وألبان من سلالة محمد على، أنا حسيت أنهم أولى يكونوا حكام مصر، مين عمل اللي عمله محمد على في تاريخ مصر، فسميتها اسم أقدم من اللي كانوا بيهاجموا العائلة المالكة.. سيناء.. اسم أقدم منهم".
رحل يوسف شعبان عن عالمنا في عام 2021 عن عمر يناهز 90 عامًا، تاركاً حزنًا عميقًا في قلوب محبيه. إلا أن أعماله الفنية ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال، وستبقى شاهدة على موهبته الفذة وإبداعه الذي لا ينضب.