ناهد السيد تُبدع في دروب أدبية متنوعة وتتميز بسرد قصص الأطفال
حوار - فاطمة عاطف
نظمت الشِعر منذ طفولتها، وكانت الندوات الثقافية بداية دخولها مجال الصحافة، فبالرغم من دراستها في المجال العلمي إلا أن حبها للغة انتصر في النهاية والتحقت بكلية الآداب.
برعت في كتابة الشعر، المسرحيات، قصص الأطفال والروايات، كما عملت في عدد من الجرائد إلى أن وصلت إلى نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام.
الكاتبة ناهد السيد، صدرت لها 3 دواوين شعرية، اثنان منها عن هيئة قصور الثقافة بعنوان "أنثى"، الحياة الحب" عامي 1998 و2000.
كما صدر الديوان الثالث عن دار "نيفرو" تحت عنوان عنوان "كعب عالٍ"، عام 2005، وصدر لها أيضًا "الشياتين الـ13"، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وهو كتاب يختص بمرحلة المراهقة وكان تجربة مشتركة بينها وبين ابنتها المراهقة ذات الـ13 عامًا وقتها ضحى أشرف عبد الشافى وغيرها من الأعمال.
وكانت آخر أعمالها رواية للناشئة بعنوان "حكاية بنت اسمها سلام"، وصدرت عن دار حابي للنشر والتوزيع.
وحققت نجاحًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023.
وأجرى "القارئ نيوز" حوارًا مع الكاتبة، الصحفية والشاعرة ناهد السيد وهذا ما دار في الحوار...
_هل كان إلتحاقك بمجال الصحافة بإرادتك، أم أنه شيء قدري؟
=حاليًا أعمل في منصب نائب رئيس التحرير في جريدة الأهرام، وبدأت في مجال الصحافة منذ 27 عام، نعم بالفعل إلتحاقي بمجال الصحافة كان شيء قدري، وحدث ذلك عندما كنت في الصف الثاني الثانوي كنت أُنظم بيوتًا للشعر وأحضر الكثير من الندوات الثقافية في جرائد مثل جريدة الجمهورية، وفي إحدى هذه الندوات طُلب مني صياغة ما يقال أثناء الجلسة، وكان رئيس الجلسة حينها الكاتب محمد جبريل، فجذب انتباهه أنني أُصيغ الحديث بالفصحى مباشرةً، فقال لي أنني سوف أصبح صحفية ممتازة.
تدربت لبعض الوقت في جريدة المساء، ونُشر لي عدد من الأخبار على الجريدة وكنت سعيدة حينها، وبعد ذلك تعرفت على أصدقاء جدد في صحف مختلفة، تدربت بعدها في أماكن كثيرة، إلى أن تعلمت جميع أنواع الكتابة بجانب صحافة المعارضة، وتخصصت بعدها في الأدب، ثم الفن التشكيلي، آثار، أسواق وديكور.
كان التعيين الأول لي في جريدة الأهرام، وتدربت قبل تعيني في عدد من الصحف مثل : صباح الخير، صوت العرب، العربي الناصري، الدستور.
أحب الكتابة منذ طفولتي، وكنت أكتب الشعر العامي، وأخي أيضًا يكتب الشعر العامي والمسرحيات، دائمًا كنّّا نذهب إلى حزب التجمع لحضور حفلات الشيخ إمام.
أحمد فؤاد نجم وأفلام يوسف شاهين، منذ ذلك الوقت وأنا أحب الكتابة الأدبية، لذلك عندما إلتحقت بمجال الصحافة لم يكن من الصعب كتابة خبر أو مقال.
وأثناء فترة الثانوي إلتحقت بالقسم العلمي ومنها إلى كلية العلوم.
ولكني بسبب حادث وقع معي حوّلت دراستي إلى كلية الآداب قسم لغة عربية.
_أيهما تفضلي أكثر كتابة الشعر أم القصص؟
=أنا في الأساس شاعرة ولا غنى عن الشعر في حياتي، الشعر حالة والقصص حالة مختلفة، فالشعر هو كل ما أشعر به من حزن أو فرح أو غيرها وله وقت خاص ودافع.
ولكن القصص نوع من الخيال ودرب من الكتابة الإبداعية التي تتميز بالطريقة المميزة والحبكة وتقنيات مختلفة عن كتابة الشعر، لذلك القصص بالنسبة لي تمثل روح مختلفة، وأحب جميع أنواع الكتابة، ولكن كل نوع له حالة خاصة به.
_من وجهة نظرك، أن أي شخص لديه حصيلة لغوية مناسبة يستطيع الكتابة، أم أنها في البداية موهبة تُطور؟
=من وجهة نظري لم يُشترط أن الشخص الذي يمتلك حصيلة لغوية أن يكون كاتب أو موهوب، وهكذا الصحفي المتميز لا يعرف أن يكتب قصة أو رواية أو غيرها؛ لأن الكتابة الإبداعية موهبة.
أما بالنسبة للصحافة فهي طريقة للكتابة، الصحافة خبرية مثل : التحقيقات، الصحافة الإستقصائية، الفنون وغيرها.
ولكن الصحفي إذا كان يمتلك لغويات جيدة يستطيع تحويل الصحافة لأدب، ومن الممكن أن تضيف الصحافة للكتابة الإبداعية ولكن لا تهذبها.
ومن الممكن أيضًا أن الكاتب يُصيغ نص صحفي ولكن ليس بذات الترتيب الذي يتعلمه الصحفي في كلية الإعلام، فالكتابة تحتاج إلى خبرة.
_هل مسرحية "الشيطان مش شاطر" موجهة إلى الأطفال فقط، أم أنها للكبار أيضًا؟
=كتبت قبل هذه المسرحية 4 مسرحيات وعرضت على مسرح الهناجر، أكاديمية الفنون مسرح سيد درويش، وهذه المسرحية بالتحديد للجمهور ككل من الكِبار والصغار، وقام بتمثيلها مجموعة من الأطفال.
الشيطان يحاوط الجميع، لذلك نجعل الطفل يوجه أسرته أن هناك شيء غريب يحدث، وفكرة المسرحية من الكوميديا السوداء، وأشعر أنها من أفضل الكتابات التي تفوقت في كتابتها، ويتخللها الضحك والسخرية من الواقع، وكيف يتعامل الأشخاص مع الشيطان، وأن الشيطان لم يعد يتحمل البشر بعدما أصبحوا أسوأ من السابق.
كتاباتي المسرحية كان يؤديها الأطفال بالكامل بداية من 7 أعوام وإلى 14 عام، بمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة؛ كي يندمج مع الأطفال الأسوياء، وكل مسرحية تكون هادفة وداخلها مشكلة خاصة بالطفل أقوم بمعالجتها، وعندما يقوم الطفل بتقديمها يريد عدد من الأطفال القيام بما قام به، وأُعد أنا أول من قام بتقديم الطفل بمفرده على المسرح بدون مساعدة أحد الكبار، أو تقديم مسرحيات قديمة مثل : سندريلا، علاء الدين وغيرها فلم تعد هذه المسرحيات مناسبة للعصر الذي نعيش فيه.
أشعر أني أقدم شيء مختلف المسرح الطفل، وأتمنى الاستمرار في تقديم هذا، وأجد دعم كافي من الوزارة، وأتمنى أن تُعرض هذه المسرحيات في المدارس وفي مختلف المحافظات، ولكن المشكلة أني أنا المنتج لهذه المسرحيات وأقوم بكل شيء كي تخرج المسرحية إلى النور إلى جانب مساعدة مخرج العمل.
_وكيف طرأت فكرتها في عقلك؟
=أتت من الأطفال؛ لأننا نعتمد في تدريب الأطفال على الإرتجال، وفي إحدي المرات جاء في وسط الحديث جملة الشيطان مش شاطر وغيرها، فبدأت حينها التفكير في الموضوع وساعدني المخرج كثيرًا في كتابتها، وكيف تكون مناسبة للطفل ولم تحتوي فقط على رسائل للكبار، مثل الجرائم التي تحدث أمامه مثل التجارة في أعضاء الأطفال وغيرها.
وأرى أنها مسرحية ستحقق الكثير من النجاح وأنوي عرضها في عدد من المدارس وأستمر في عرضها خلال هذا العام والعام القادم.
_من الشعر إلى قصص الأطفال.. كيف حدث هذا التنوع؟
=كنت أكتب الشعر في البداية، وشعرت بعد ذلك أن ذهني به قصص للأطفال وخاصةً أن أبنائي كانوا أطفال في هذه الفترة، فكنت أراقب تصرفاتهم وأكتب ذلك ببساطة وكانت بدايتي مع دار المصرية اللبنانية.
وأول قصة رُسمت لي كانت "عروس النيل" رسمها الفنان الراحل "حجازي" وتُرجمت إلى الألمانية في مدرسة الراهبات وأقيم لها عرض مسرحي، والثانية كانت من رسم الفنان "جورج بهجوري"، كانت قصة "الأستاذ شبر ونص" وتُرجمت إلى الفرنسية، ومنذ تلك الفترة استمر مسيرتي في كتابة قصص الأطفال.
_من وجهة نظرك، هل هناك جمهور من الأطفال يقرأ ويحب الإطلاع، مثلما يفعل الكبار؟
=بالطبع هناك جمهور كبير من الأطفال يحب القراءة والإطلاع، والآن هناك طفرة للعودة للكتاب الورقي مرة أخرى، على الرغم من وجود كتب مسموعة وغيرها من الطرق، ولكني الآن أجد الأطفال في المكتبات.
_ما هي فكرة رواية "حكاية بنت اسمها سلام"؟
=هي قصة حقيقية عن بنت ولدت في حلوان، وهذه المنطقة ملوثة بسبب مصانع الأسمنت، فولدت هذه البنت وهي تحمل خلل جيني جعل نص وجهها مشوه.
ورفضت والدتها إظهارها للجميع، وكانت تحاول معالجتها في السر، كما أخفت عن ابنتها شكلها، وعندما رأت شكلها بدأ المجتمع يطاردها.
يتمرد ويتنمر عليها، ولم تعد تتحمل العيش في هذا المجتمع.
وأردت تسمية الرواية بهذا الاسم لأني أعترض على التمنر، وقمت بتسميتها سلام لأني أشعر أن السلام مضاد قوي للتنمر.