السبت 26 يوليو 2025 الموافق 01 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

عاصفة فقهية في الأزهر.. إيقاف سعاد صالح بسبب فتوى «الحشيش»

سعاد صالح
سعاد صالح

أصدرت جامعة الأزهر قرارًا رسميًا بوقف الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية، عن العمل مؤقتا، لحين انتهاء التحقيقات الجارية بشأن تصريحاتها الأخيرة التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الدينية والإعلامية، بعدما أشارت إلى عدم وجود نص صريح يحرم تعاطي الحشيش، وذهبت إلى القول بأنه ليس من «المسكرات»، مما أثار موجة انتقادات حادة.

الأزهر يتحرك.. والقرار قيد التحقيق

وأوضحت مصادر مطلعة بجامعة الأزهر أن قرار الوقف جاء في إطار حرص المؤسسة على ضبط الخطاب الديني، ومتابعة ما يصدر عن أعضائها من تصريحات قد تسيء للفكر الأزهري الوسطي، أو تُثير اللبس لدى الرأي العام، مؤكدة أن التحقيقات ستتم وفقًا للوائح المنظمة للعمل الجامعي، مع الحفاظ على كامل حقوق الدكتورة لحين صدور القرار النهائي.

الأوقاف ترد.. الحشيش حرام كحرمة الخمر

وفي رد حاسم وسريع، شدد الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية ووزير الأوقاف، على أن تعاطي الحشيش محرم شرعا، كحرمة الخمر سواء بسواء، محذرا من التهاون في هذا الباب أو الترويج لأفكار مضللة قد تُسهم في فتح أبواب الانحراف والإدمان.

وقال الأزهري في بيان رسمي: «إن الادعاء بأن الحشيش حلال هو خطأ جسيم، خاصة إذا صدر عن شخصيات عامة أو أكاديمية، لأن في ذلك تضليلًا للرأي العام وخرقًا لأحكام الشريعة المستقرة، وتشويهًا لصورة المؤسسة الدينية».

أدلة من التراث الإسلامي تؤكد التحريم

وأوضح الأزهري أن الحكم بحرمة الحشيش ليس جديدًا ولا اجتهادًا معاصرًا، بل هو موثق في كتب العلماء الراسخين، مثل الإمام بدر الدين الزركشي الذي ألّف كتابا كاملا بعنوان زهر العريش في تحريم الحشيش، وكذلك العلامة السيد عبد الله بن الصديق الغماري في كتابه واضح البرهان على تحريم الخمر والحشيش في القرآن، وكلا المرجعين مطبوع ومتداول ومعتمد لدى طلاب العلم منذ قرون.

وأشار الوزير إلى أن هذه المؤلفات تضمنت أدلة عقلية وشرعية دامغة، تؤكد أن الحشيش يؤدي إلى تغييب العقل والإضرار بالجسد، وبالتالي فهو يدخل في باب المُحرّمات الواضحة التي يجب التحذير منها، لا التهوين بشأنها.

المسؤولية المجتمعية والدينية

وفي سياق تحذيره من الترويج لتعاطي المخدرات، أشار وزير الأوقاف إلى أن الإثم يتضاعف إذا كان المتعاطي من يقود مركبة أو وسيلة نقل عام، لما في ذلك من تعريض حياة الأبرياء للخطر، مؤكدًا أن ذلك لا يعد مجرد ذنب شخصي، بل جريمة في حق المجتمع بأسره.

وقال الوزير: «حين يستهين البعض بتعاطي الحشيش، خصوصًا ممن لديهم منصات تأثير جماهيري، فإنهم بذلك يرسخون ثقافة الانفلات والتجرؤ على حدود الله، ويُسهمون في تحريف المفاهيم الدينية السليمة، الأمر الذي يُعد خطرًا على الهوية المجتمعية والثقافية».

دعوة للعودة إلى أهل العلم الثقات

اختتم الدكتور أسامة الأزهري بيانه بدعوة الجميع إلى ضرورة تحصين الوعي العام من أي محاولة للتلاعب بالمفاهيم الشرعية، مشيرًا إلى أن من واجب العلماء وأهل التخصص التصدي لمثل هذه التصريحات بالحجة والبيان، حتى لا تُترك الساحة لفوضى التأويلات الشخصية والآراء الخارجة عن منهج الوسطية والاعتدال.

وأكد أن الأزهر الشريف بمؤسساته المختلفة، وعلى رأسها هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية، لن يتهاون مع أي انحراف في الفتوى أو تساهل في الأحكام، داعيًا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة والمسؤولية عند استضافة من يتحدث في الشأن الديني، حمايةً للعقول والقلوب من التضليل.

جدل واسع عبر مواقع التواصل

على الجانب الآخر، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بردود أفعال غاضبة تجاه تصريحات الدكتورة سعاد صالح، حيث اعتبرها كثيرون خروجا فجا عن الثوابت، مطالبين الجامعة باتخاذ إجراءات فورية لحماية صورة الأزهر، ومنع تكرار مثل هذه التصريحات التي قد تُفهم على أنها محاولة لتبرير سلوكيات محرمة شرعًا.

وكتب أحد النشطاء: «إذا لم يكن الحشيش من المخدرات والمسكرات، فبماذا يصنف إذن؟ وهل يجوز أن يخرج هذا الكلام من أستاذة فقه أزهري؟»، فيما تساءل آخر: «كيف تصرح شخصية أكاديمية بتلك الجرأة، وتدعي عدم وجود نص؟ هل الجهل بلغ هذا الحد؟».

يبقى الأزهر، بما يمثله من مرجعية علمية ودينية كبرى في العالم الإسلامي، حريصًا على حفظ مكانة العلم والدعوة وسمعة علمائه، ويؤكد باستمرار أن الفتوى ليست بابًا مفتوحًا لكل من أراد الاجتهاد، بل هي علم له أصول، وأمانة تستوجب الورع والعلم والمسؤولية، حتى لا يتحول الدين إلى رأي شخصي يخضع للأهواء.

تم نسخ الرابط