شيخ الشعراء إسماعيل صبري.. رحلة وطنية وشعرية خالدة
كتبت - أميرة محمد
تحل اليوم الذكرى 101 على رحيل الشاعر الكبير إسماعيل صبري، أحد شعراء الطبقة الأولى في عصره، ورمزٌ للوطنية والشعر الرقيق.
ولد صبري 16 فبراير عام 1854 في القاهرة، نشأ يتيمًا، وتلقى تعليمه في مصر وفرنسا، ونال إجازة الليسانس في الحقوق.
تميز صبري بمواقفه الوطنية المناهضة للاحتلال الإنجليزي، ودعمه للحركة الوطنية، حيث رفض مقابلة الحاكم الإنجليزي كرومر، ودافع عن حرية التعبير عندما كان محافظًا للإسكندرية.
يذكر أن أراد مصطفى كامل أن يعقد اجتماعًا في الإسكندرية، يلقي فيه خطابًا سياسيًا، فأرسلت نظارة الداخلية، تعليماتها إلى المحافظة، بإلغاء الاجتماع، احتج صبري على هذه التعليمات، ورخص بعقد الاجتماع، الذي ألقى كامل فيه خطابًا تاريخيًا.
تدرج صبري في المناصب الرسمية، ووصل إلى منصب وكيل وزارة الحقانية، لكنه لم ينسَ يومًا حبه للوطن والشعر، فكان ينظم القصائد الرقيقة التي تعبر عن مشاعره الوطنية والعاطفية.
كان صبري مقلاً في نظم الشعر، ولم يهتم بجمعه، بل كان ينشره أصدقاؤه خلسة، ولم يُنشر ديوانه إلا عام 1938، بعد رحيله بـ 15 عامًا.
وإلى جانب شعره، نظم صبري بعض الأغاني بالعامية المصرية لكبار مطربي عصره، مثل "قدّك أمير الأغصان" و "الحلو لما انعطف" و "خلي صدودك وهجرك".
رحل صبري في صمت تام عام 1923، تاركًا إرثًا شعريًا وطنيًا غنيًا، وذاكرة وطنية خالدة.