ما هي دولة الحشاشين وأصولهم التاريخية ؟
كتبت - أميرة محمد
تقدم الدراسات التاريخية نظرة ثاقبة على طائفة الحشاشين، التي نشأت في القرن الحادي عشر الميلادي كجماعة دينية تنتمي إلى الإسماعيلية الشيعية، لتنقلب مع مرور الوقت إلى قوة سياسية وعسكرية مخيفة.
تأسست طائفة الحشاشين على دعوة إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء من نسله.
وانبثقت من الإسماعيلية الشيعية، بينما انفصلت لاحقًا لتشكيل جماعة مستقلة ذات أهداف سياسية وعسكرية.
اشتهرت طائفة الحشاشين باستخدامها لأسلوب الاغتيالات كسلاح ضد خصومها.
ونفذت عمليات اغتيال متعددة ضد الحكام والزعماء السياسيين في الشرق الإسلامي، مما أثار الرعب في قلوبهم.
أثارت أساليب الحشاشين القتالية المتطرفة وأعمالهم الإرهابية قلقًا كبيرًا لدى الدول والحكومات المجاورة، وأصبحت تعتبر بمثابة خطر يهدد استقرارها.
تعد حركة الحشاشين من أكثر الحركات السرية غموضًا في التاريخ الإسلامي، ويرجع ذلك إلى تأثيرها الواسع النطاق في المجتمع الإسلامي خلال فترة تاريخية بالغة التعقيد.
تعزى نشأة الحشاشين إلى التيار الشيعي في الإسلام، حيث انقسم هذا التيار إلى فرقتين رئيسيتين بعد وفاة الإمام جعفر الصادق.
نشأت الخلافات حول من سيخلفه بعد وفاته، هل هو ابنه الأكبر إسماعيل أم ابنه الأصغر موسى الكاظم.
دعمت مجموعة بقيادة ميمون القداح إمامة محمد بن إسماعيل، نجل الإمام جعفر الصادق.
بينما أيدت مجموعة أخرى إمامة موسى الكاظم، الأخ الأصغر لإسماعيل.
وتأسست فرقتا الشيعة الرئيسيتان من هذا الخلاف:
الإسماعيلية: اتبعوا محمد بن إسماعيل، واعتبروا أن الإمامة انتقلت إلى أبنائه من بعده.
الاثنا عشرية: اتبعوا موسى الكاظم، واعتبروا أن الإمامة انتقلت إلى اثني عشر إمامًا من نسل علي بن أبي طالب.
بعد وفاة ميمون القداح، خلفه ابنه عبد الله في قيادة الدعوة الإسماعيلية.
دخلت الحركة الإسماعيلية في "دور الستر" بعد وفاة إسماعيل، حيث ركزت على نشر أفكارها وتنظيم صفوفها.
ظهرت خلال هذه الفترة مجموعة رسائل إخوان الصفا التي أشرف على تأليفها الإمام أحمد، أحد الأئمة المستورين.
شهدت الحركة الإسماعيلية مسارًا تاريخيًا مُعقدًا، تميز بتناوب النجاح والفشل على الصعيدين السياسي والفكري.
حققت الحركة الإسماعيلية نجاحًا سياسيًا بارزًا في المغرب الإسلامي، حيث أسست دولتها بقيادة عبيدالله المهدي، وهو إنجاز يقارن بانهيار الخلافة الأموية.
على الرغم من النجاح السياسي، فشلت الحركة الإسماعيلية في نشر فلسفتها وتعميم عقائدها في المغرب، واختفت آثارها الفكرية مع زوال نفوذها السياسي.
في المقابل، واجهت الحركة الإسماعيلية في إيران صعوبات سياسية.
حيث فشلت في الوصول إلى السلطة، لكنها نجحت في فرض حضورها الفكري على الساحة الثقافية.
سيطرت الحركة على عقول شخصيات دينية وفلسفية مرموقة، وسيطرت على مراكز علمية في الرى وأصبهان وخراسان، محققةً بذلك نجاحًا فكريًا كبيرًا.
ومع استمرار الانتكاسات السياسية، استنفدت الحركة الإسماعيلية في إيران محتواها، مما حدا مؤسس "حركة الحشاشين" حسن الصباح إلى البحث عن أسلوب عمل جديد.
بعد فشل سياسة التفتح والعمل من أجل الهيمنة الفكرية، اتجه حسن الصباح إلى العمل السري المنظم، مؤسسًا بذلك لحركة الحشاشين.
اغتيالا الحشاشين
كانت أولى عمليات الاغتيال التي قامت بها طائفة الحشاشين قتل مؤذن من أهل ساوة كان مقيمًا بأصفهان.
رفض المؤذن دعوة الحشاشين إلى مذهبهم، مما أثار خوفهم من كشف أمرهم، فقاموا بقتله.
اغتيال نظام الملك:
من بين الشخصيات التي تم اغتيالها على يد طائفة الحشاشين، الوزير نظام الملك، أحد أشهر وزراء السلاجقة.
عرف نظام الملك بذكائه وعبقريته السياسية، وكان داعيًا للعلم والأدب، أنشأ المدارس المعروفة باسمه "لمدارس النظَاميَة".
قتل نظام الملك في أصبهان عام 1092 على يد أبي طاهر الأراني، أحد أعضاء فرقة الحشاشين.
تنكر الأراني في هيئة سائل أو زاهد، واقترب من نظام الملك وطعنه طعنات قاتلة.
الخليفة العباسي المسترشد والراشد
من بين أشهر ضحايا طائفة الحشاشين الخليفة العباسي المسترشد. تم اغتيال الخليفة في خيمته.
بينما كان يقرأ القرآن بعد صلاة الظهر، حيث دخل عليه مجموعة من الرجال وقتلوه غيلة بالسكاكين.
يؤكد عدد من المؤرخين أن مسعود بن محمد ملكشاه، صاحب الدولة السلجوقية، هو من أمر باغتيال الخليفة.
وذلك بعد أن أرسل له عمه السلطان سنجر رسالة يوبخه فيها على انتهاك حرمة الخليفة وأسره.
ملك بيت المقدس كونراد
تشير المصادر التاريخية إلى أن قاتلي كونراد تنكروا في زي رهبان مسيحيين.
وتمكنوا من الوصول إلى خيمته، ليقوموا باغتياله في عيد تتويجه ملكًا على القدس.
يعتقد أن رشيد الدين سنان، قائد الحشاشين في سوريا، المعروف بلقب "شيخ الجبل"، هو من أمر باغتيال كونراد.
مسلسل "الحشاشين"
ويشارك في بطولة مسلسل "الحشاشين" كل من كريم عبدالعزيز، فتحى عبد الوهاب، نيقولا معوض، ميرنا نور الدين، أحمد عيد، إسلام جمال.
بإلاضافة إلى محمد رضوان، سامى الشيخ، عمر الشناوى، نور إيهاب، سوزان نجم الدين، ياسر علي ماهر، بسنت أبو باشا.
والمسلسل من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى، وإنتاج شركة سينرجى.