"8 ساعات عمل" كيف حارب العمال لتحديد ساعات العمل في عيد العمال
كتبت - أميرة محمد
يحتفل العالم اليوم بعيد العمال، وهو يوم لإحياء ذكرى النضالات والمكاسب التاريخية التي حققها العمال والحركة العمالية، تحت شعار 8 ساعات للعمل - 8 ساعات راحة - 8 ساعات للنوم.
كان هذا الشعار رمزًا لنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقها، حيث طالب العمال بتخفيض ساعات العمل وتحسين ظروف العمل.
وتعود أصول عيد العمال إلى عام 1869، عندما شكل عمال قطاع الملابس في مدينة فيلادلفيا الأمريكية، مع عمال آخرين من قطاعات مختلفة، منظمة "فرسان العمل" للمطالبة بتحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل.
واتخذت المنظمة من 1 مايو يومًا لتجديد المطالبة بحقوق العمال.
وفي عام 1886، شهد 1 مايو أكبر عدد من الإضرابات العمالية في يوم واحد في تاريخ أمريكا.
حيث وصل عدد الإضرابات إلى نحو 5000، للمطالبة بتقليص ساعات العمل إلى 8 ساعات.
وبعد سنوات من النضال، تمّ الاعتراف رسميًا بيوم 1 مايو كعيد للعمال في العديد من البلدان حول العالم.
في ألمانيا، أصبح عيد العمال عطلة رسمية في عام 1933 بعد صعود الحزب النازي إلى السلطة.
ومفارقة غريبة، ألغى النازيون النقابات الحرة في اليوم التالي لتأسيس العطلة، مما أدى فعليًا إلى تدمير الحركة العمالية الألمانية.
تزامنت المظاهرات العمالية في الولايات المتحدة مع مظاهرات مماثلة في عدد من المدن الأوروبية، للمطالبة بتحديد ساعات العمل بـ8 ساعات.
مع مرور الوقت، سعت الحكومات إلى تحويل عيد العمال من يوم للاحتجاج والصراع الطبقي إلى يوم للاستيعاب والتعاون.
عيد العمال في مصر
لمصر تراث عمالي فريد للاحتفال بعيد العمال، بدأت في عام 1924 عندما نظم عمال الإسكندرية احتفالًا كبيرًا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال، تلاها مظاهرة ضخمة.
عهد عبد الناصر
مع وصول الرئيس جمال عبد الناصر للسلطة، وتأميمه للحركة العمالية، أخذت احتفالات عيد العمال شكلاً رسميًا.
ففي عام 1964، أصبح الأول من مايو عطلة رسمية، يقوم فيها رئيس الجمهورية بإلقاء خطابًا سياسيًا أمام النقابيين وقيادات العمال.
تراجع نسبي في الأهمية
في أواخر القرن العشرين مع تفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط الحكومات الشيوعية في أوروبا الشرقية، لم تعد لهذه احتفالات أهمية على نطاق واسع في تلك المنطقة.
ومع ذلك، لا يزال عيد العمال معترفًا به في عشرات البلدان حول العالم كعطلة عامة، احتفاءً بإنجازات العمال ونضالاتهم.
يمثل عيد العمال رمزًا للنضال من أجل حقوق العمال وتحسين ظروف العمل.
كما يُعدّ فرصة للتأكيد على أهمية دور العمال في بناء المجتمعات وتقدمها.