عناصر من الطبيعة هل من تعتبرهم أصدقاء لك هم أصدقاؤك الحقيقيون أم من يعتبرونك صديقًا؟ أم كلاهما؟ أم الأمر دائمًا متبادل؟ لنرى يا عزيزي.صديقتي شجرة.. تحنو عليّ بأغصانها وأوراقها وتمدني بالغذاء، ثم أقطعها بقسوة؛ لأنها تحجب بقعة من الأرض أريد ضمها لبيتي.صديقتي وردة.. لها رائحة زكية وتجعل المكان جميلًا.. لكني حين أقطفها، أنس أن أضعها ببعض الماء، وكذلك أنس أن أجففها، فتفسد، ولا يمكنني حتى الاحتفاظ بها.
صديقتي شمسٌ.. تمدني بالضوء والدفء، ثم بدلًا عن أن أقول أني فقط أكره الحرارة العالية، تخرج مني الكلمات بكل أنانية: ”أكره الشمس! “ صديقي قمرٌ.. أحبه وأشبّه الجميلين به، ولكنني حين أفعل أقول أنهم ”مثل قمر 14“ وكأن حبي للقمر مشروط، وكأنني أحبه في يوم معين من السنة أكثر من البقية.صديقتي سحابة.. ولكن يجب أن تكون ناصعة البياض، وكأن العنصرية وتمييز ذوي البشرة البيضاء امتد ليشمل كذلك الأشياء، وليس فقط الأشخاص.صديقي كوكب الأرض.. يحملني فوق أكتافه، ثم ألوثه ولا آبه. المهم أن أكون سعيدًا. وعندما تنقلب عليّ أفعالي، ألقي عليه وعلى غيري اللوم.هم أصدقائي.. أنا على يقين. أما أنا كإنسان، فلا أدري إن كنت بتصرفاتي صديقًا لهم. ولأن هذا حال البشر، فلا أدري.. هل أيٌ من الذين أعتبرهم أصدقائي من البشر، هم كذلك بالفعل؟!