يعرف بـ"شمو".. مظاهر الإحتفاء بشم النسيم عند المصريين القدماء
توارثت عادات المصريون بالإحتفال بيوم شم النسيم، من القدماء حيث كانو يقدسون الاهتمام بالطبيعة والاحتفاء بها بشكل كبير.وقاموا بتقسيم العام إلى ثلاثة فصول، وكان فصل الحصاد هو الذي أطلقوا عليه فصل "شمو"، وتم توارث احتفال بشم النسيم مصر الفرعونية منذ آلاف السنين.
بدأ الإحتفاء في عصر الدولة القديمة، وكان الاحتفال بهذا الموسم كان يرمز إلى بعث الحياة وإعادة الخلق، خلق الكون ونضارة الطبيعة وعودة الحياة إلى الكون في أجمل تجلياتها. واختلفت نظرتهم لهذا اليوم حيث كان في إعتقادهم انه بداية خلق العالم كما كانوا يعتقدون. وصادف ذلك الاحتفال من خلال الملاحظة المستمرة اعتدال الجو، وطيب النسيم، فقاموا بالخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.
مظاهر إحتفال المصريين بشيم النسيم:
تتوج موائد المصريين بالأسماك والفسيخ: كانت الأسماك غذاءً شهيًا على موائد المصريين القدماء في هذه المناسبة. وكان مصدرها النيل والترع وغيرها، وكانت الأسماك النيلية هي البلطي والبوري والبياض والشيلان والقراميط. ويحرص المصريون القدماء على أكل الفسيخ (السمك المملح) المصنوع من أسماك البوري، والذي كان يستهلك بكميات كبيرة في عيد الربيع. وكان للفراعنة طقوسهم الخاصة التي مازالت مستمرة إلى الآن في ذلك العيد. وهناك مهرجان يقام كل عام في فصل الربيع كانوا يحتفلون فيه بزيارة المتنزهات وتلوين البيض وأكل الفسيخ والأسماك المجففة والمملحة وعمل رحلات نيلية بالقوارب على صفحة النهر الخالد. ويعد تناول السمك المملح والبصل والبيض والحمص، وعرف المصريون أنواعًا من الأسماك وحرصوا على رسمها على آثارهم.
تلوين البيض:
ويرمز البيض عند الفراعنة إلى خلق الحياة من الجماد، وقد صورت بعض نظريات خلق الكون عند الفراعنة خلق الكون عن طريق بيضة. ويعد تناول البيض في هذه المناسبة يرمز إلى إعادة خلق العالم، وقد كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد. وكانوا يضعون البيض في سلال من سعف النخيل وكانوا يعلقونها في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار، لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم. وظهر الفسيخ بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل. و أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ.