غضب واسع في ليبيا بعد مقطع أسد يهاجم عامل مصري داخل مزرعة

الإثنين 18/أغسطس/2025 - 03:07 م

تشهدت ليبيا حالة من الجدل والغضب العارم، بعد انتشار مقطع فيديو صادم عبر منصات التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، يُظهر مشهدًا مأساوي لتعرض عامل مصري لهجوم من أسد داخل إحدى المزارع بليبيا.

وبحسب ما أكد مصدر، فإن السلطات الأمنية باشرت تحقيقًا عاجلًا في الواقعة، بعد أن أقدم صاحب المزرعة ليبي الجنسية على إطلاق الأسد صوب العامل، في مشهد وصفه كثيرون بأنه إهانة واستهتار بحياة البشر.

تفاصيل الفيديو المتداول

الفيديو أظهر العامل المصري وهو في حالة رعب شديد، بينما التف الأسد حوله بمخالبه وبدأ في عضّه وسط صرخاته المتألمة.

العامل بدا في حالة فزع واضحة، فيما ظهر صاحب المزرعة ضاحكًا وساخرًا من المشهد، مكتفيًا بتوثيقه عبر الهاتف المحمول، بل وطلب من العامل الهدوء وكأن الموقف لا يشكل أي خطر على حياته.

المشهد أثار استياء رواد التواصل الاجتماعي، الذين وصفوه بالوحشي وغير الإنساني، مطالبين بسرعة التدخل القانوني لمحاسبة المتورط.

ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل

وسائل التواصل الاجتماعي في ليبيا شهدت تفاعلًا غير مسبوق مع المقطع، حيث عبّر عدد كبير من النشطاء عن استيائهم البالغ.

وكتب أحدهم: «الواقعة تمثل سقوطًا أخلاقيًا خطيرًا، وتكشف غياب الإنسانية».

بينما علّق آخر: «ما حدث جريمة حقيقية.. كيف يُترك إنسان فريسة لحيوان مفترس من أجل التسلية؟».

العديد من المستخدمين شددوا على أن ما جرى يمثل إهانة للعمالة الأجنبية، ويكشف عن خلل اجتماعي في التعامل مع الفئات الأضعف.

مطالبات بالتحقيق الفوري

على الصعيد الرسمي، طالب نشطاء وصحفيون ليبيون النائب العام الليبي بفتح تحقيق عاجل، ومساءلة صاحب المزرعة على ما وصفوه بـ«الفعل الإجرامي».

وأكدت صحفيات ليبيات عبر منشوراتهن أن الواقعة تعكس غياب ثقافة احترام العمالة الأجنبية، مشيرات إلى أن هذه الفئة كثيرًا ما تكون عرضة للاستغلال والإهانة في ظل غياب القوانين الرادعة.

كما دعت المنظمات الحقوقية المحلية إلى سرعة التحرك لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تشكّل تهديدًا مباشرًا على حياة الأفراد.

خلفية عن تربية الحيوانات المفترسة في ليبيا

الواقعة أعادت فتح ملف تربية الحيوانات المفترسة داخل المزارع والمنازل الخاصة في ليبيا، وهي ظاهرة انتشرت بشكل ملحوظ في السنوات الماضية.

برغم التحذيرات الأمنية المتكررة، فإن غياب الرقابة وضعف القوانين أدى إلى تفاقم الظاهرة، حيث شهدت البلاد حوادث متكررة لهجمات أسود ونمور على عمال أجانب.

ويؤكد مراقبون أن اقتناء مثل هذه الحيوانات دون ضوابط قانونية لا يمثل فقط تهديدًا للأمن العام، بل يضع حياة الكثيرين، وخاصة العمالة الوافدة في خطر داهم.

دعوات لتشديد العقوبات

في ضوء انتشار الفيديو، ارتفعت الأصوات المطالبة بسن تشريعات صارمة تمنع اقتناء الحيوانات المفترسة داخل المزارع الخاصة.

ويرى خبراء أن مثل هذه التشريعات يجب أن تتضمن عقوبات رادعة تصل إلى الحبس والغرامات المالية الكبيرة، مع مصادرة الحيوانات الخطرة وإيداعها في محميات أو حدائق مخصصة.

كما شددوا على أهمية وضع برامج توعية لتعزيز ثقافة احترام حقوق العمالة الأجنبية، وحمايتهم من أي انتهاكات أو ممارسات غير إنسانية.

الموقف المصري المرتقب

حتى الآن لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب المصري بشأن الحادثة، غير أن مراقبين يتوقعون أن تتحرك السفارة المصرية في ليبيا لمتابعة التحقيقات والتأكد من سلامة العامل.
وتشير التوقعات إلى أن القاهرة ستطالب بتطبيق القانون ومحاسبة المسؤول عن الواقعة، خاصة وأن الأمر يتعلق بسلامة أحد مواطنيها.

الواقعة الصادمة التي وثقها مقطع الفيديو أعادت إلى الواجهة النقاش حول ظاهرة اقتناء الحيوانات المفترسة في ليبيا، وأثارت في الوقت نفسه جدلًا حقوقيًا يتعلق بكيفية معاملة العمالة الأجنبية.
وبينما تتواصل التحقيقات الأمنية لكشف ملابسات الحادثة، يترقب الشارع الليبي والمصري نتائجها، وسط مطالبات واسعة بإنزال عقوبات صارمة بحق المتورط، ومنع تكرار مثل هذه الجرائم التي تهدد حياة الأبرياء.

ترندات