الانتخابات الأمريكية 2024 .. هل يحسم الناخبون الجدد والمستقلون السباق؟
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 5 نوفمبر، أدلى حوالي 63 مليون ناخب أمريكي بأصواتهم مبكرًا، سواء بالحضور الشخصي أو عبر البريد.
يمثل هذا الرقم المرتفع سابقة في حجم التصويت المبكر، مما يعكس الاهتمام الكبير بهذه الانتخابات والتنافس الشديد بين المرشحين.
ومع ذلك، يبقى من الصعب تحديد وجهة تلك الأصوات، وما إذا كانت ستصب لصالح المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس، أم لصالح منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
توقعات غامضة ليوم الانتخابات
على الرغم من العدد الكبير من الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم مبكرًا، إلا أن يوم الانتخابات الرسمي يوم الثلاثاء القادم لا يزال يحمل أهمية خاصة.
لا يزال هناك العديد من الناخبين ينتظرون الإدلاء بأصواتهم في ذلك اليوم، وليس من المعروف حجم المشاركة الكلي أو كيفية توزيعها بين المرشحين بشكل دقيق، ما يجعل توقع نتائج الانتخابات أمرًا بالغ الصعوبة في هذه المرحلة.
تأثير الناخبين الجدد في نتائج التصويت المبكر
سلطت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية الضوء على مقياس جديد قد يكون مؤشرًا هامًا على نتائج الانتخابات، وهو عدد الناخبين الجدد الذين صوتوا مبكرًا.
تشير البيانات إلى أن هناك تدفقًا للناخبات الديمقراطيات الجدد في ولاية بنسلفانيا، بينما يظهر تأييد ملحوظ من الناخبين الجمهوريين الجدد في ولاية أريزونا، وهاتين الولايتين تعدان من الولايات المتأرجحة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على مسار النتائج النهائية.
التصويت المبكر في بنسلفانيا
في ولاية بنسلفانيا، تجاوز عدد الناخبين الجدد الذين أدلوا بأصواتهم مبكرًا مستوى المشاركة لعام 2020، مع زيادة واضحة في أعداد الديمقراطيين الجدد، خاصة بين النساء.
تُظهر بيانات الولاية أن النساء الديمقراطيات يساهمن بشكل كبير في توسيع الفجوة الحزبية لصالح الحزب الديمقراطي، حيث يفوق عدد الناخبات الديمقراطيات الجدد نظيراتهن من الجمهوريات بنحو 2 إلى 1، مما يمنح الحزب الديمقراطي ميزة إضافية في هذه الولاية المتأرجحة.
التصويت المبكر في أريزونا
في المقابل، بدأت عملية التصويت المبكر في أريزونا متأخرة قليلاً مقارنة ببنسلفانيا، إلا أن الولاية شهدت حتى الآن تسجيل حوالي 86,231 ناخبًا جديدًا.
وتظهر البيانات أن الحصة الأكبر من هؤلاء الناخبين الجدد في أريزونا تميل لصالح الجمهوريين الذكور، الذين يشكلون الأغلبية بين الناخبين الجدد، بينما تميل الناخبات الجدد أيضًا نحو الحزب الجمهوري، مما يعزز الميزة الجمهورية في الولاية.
الناخبون المستقلون في الولايات المتأرجحة
تلعب مجموعة الناخبين المستقلين الذين لا ينتمون لأي من الحزبين دورًا بارزًا في هذه الانتخابات، خاصة في ولايات مثل ويسكونسن، ميشيغان، كارولينا الشمالية، ونيفادا.
يشكل هؤلاء المستقلون نسبة كبيرة من الناخبين الجدد في هذه الولايات، وتظل توجهاتهم التصويتية غير معروفة، مما يجعلهم فئة حاسمة قد تقلب المعادلة الانتخابية لصالح أحد الطرفين.
أهمية الناخبين الجدد في انتخابات 2024 مقارنة بعام 2020
تمثل الأصوات المبكرة للناخبين الجدد، أي الذين لم يشاركوا في انتخابات 2020، عاملًا قد يحدث فرقًا كبيرًا في نتائج انتخابات 2024.
فعلى سبيل المثال، في ولاية بنسلفانيا، تجاوز عدد الناخبين الجدد حاجز 100 ألف ناخب، وهو ما يفوق الفارق بين بايدن وترامب في انتخابات 2020، حيث تغلب بايدن بفارق 80,555 صوتًا فقط.
وبهذا، قد يكون لهؤلاء الناخبين الجدد تأثير ملموس في النتيجة النهائية، خاصة في الولايات المتأرجحة.
تأثير الانتماء الحزبي والجنس على سلوك التصويت
تُظهر بيانات التصويت المبكر في ولايات مثل ويسكونسن وميشيغان تباينًا في توجهات الناخبين الجدد حسب الجنس والانتماء الحزبي، حيث تتجه النساء الجدد بشكل أكبر نحو الديمقراطيين، بينما يميل الرجال الجدد نحو الجمهوريين بشكل طفيف.
وعلى الجانب الآخر، في ولايات مثل كارولينا الشمالية ونيفادا، يشكل المستقلون الحصة الأكبر من الناخبين الجدد، مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد في توقع نتائج التصويت.
صعوبة الاستنتاجات من بيانات التصويت المبكر
ورغم ثراء بيانات التصويت المبكر، لا تزال النتيجة النهائية غير واضحة بسبب تعدد العوامل المؤثرة، وخاصة تأثير الناخبين المستقلين.
تبقى الكيفية التي سيختار بها هؤلاء المستقلون التصويت أمرًا بالغ الأهمية وغير معروف، ما يعقد الاستنتاجات ويجعل من الصعب الوصول إلى توقعات دقيقة للنتائج بناءً على بيانات التصويت المبكر وحدها.
من الواضح أن الناخبين الجدد قد يكون لهم دور حاسم في هذه الانتخابات الرئاسية، خاصة وأن عدد الأصوات التي أدلى بها هؤلاء الناخبين في عام 2024 يتجاوز بالفعل الفارق الذي كان بين بايدن وترامب في العديد من الولايات المتأرجحة في عام 2020.