الناخبون المستقلون.. الشريحة الحاسمة في الانتخابات الأمريكية 2024
تسجل الانتخابات الأمريكية توجهًا ملحوظًا نحو التصويت المبكر، حيث أدلى أكثر من 30 مليون ناخب أمريكي بأصواتهم قبل 11 يومًا من الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر.
هذه الأرقام جاءت وفقًا لبيانات من 47 ولاية ومنطقة كولومبيا، وقد جمعتها شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية بالتعاون مع شركتي (أديسون ريسيرش وكتاليست) المتخصصتين في تقديم البيانات والتحليلات الانتخابية.
يشير هذا العدد الكبير من الناخبين إلى زيادة في الوعي بأهمية المشاركة السياسية والخيارات المتاحة لهم.
نسب التصويت المبكر في الانتخابات الأمريكية وتأثيرها
يمثل عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم مبكرًا حتى الآن حوالي 19% من إجمالي الأصوات المدلى بها في هذه المرحلة من انتخابات 2020.
تتصدر ولاية كاليفورنيا المشهد بعدد يتجاوز 3.2 مليون بطاقة اقتراع، مما يعكس حجم المشاركة الفعالة في واحدة من أكبر الولايات الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، تجاوزت ولايات مثل فلوريدا وتكساس وجورجيا وكارولينا الشمالية عتبة مليوني بطاقة اقتراع، مما يشير إلى تزايد الاهتمام بالعملية الانتخابية في هذه الولايات الحيوية.
تغيرات في توازن القوى بين الحزبين بـ الانتخابات الأمريكية
نجح الجمهوريون في تقليص الفارق في التصويت المبكر مقارنة بالانتخابات السابقة، حيث أظهرت البيانات من الولايات الست والعشرين القابلة للمقارنة أن 32% من الناخبين الجمهوريين أدلوا بأصواتهم، وهو ارتفاع ملحوظ عن 27% في نفس المرحلة من انتخابات 2020.
بينما شكل الديمقراطيون 42% من الناخبين، بانخفاض عن 47% في نفس الفترة من العام الماضي.
يدل هذا التغير على تحولات محتملة في توازن القوى بين الحزبين، ويشير إلى أن الجمهوريين يعملون بجد على استعادة التأييد الشعبي.
الناخبون المستقلون ودورهم الحاسم في الانتخابات الأمريكية
حوالي ربع الناخبين في هذه الولايات لا ينتمون إلى أي من الحزبين، مما يجعل هؤلاء الناخبين المستقلين مجموعة حاسمة قد تؤثر على نتائج الانتخابات بشكل كبير.
تعتبر أصواتهم ذات أهمية خاصة، حيث يمكن أن تقلب موازين القوى في أي من الاتجاهين، سواء لصالح الديمقراطيين أو الجمهوريين، وبالتالي فإن استقطاب هذه الشريحة يعد أمرًا ضروريًا لكل من الحزبيين.
الاتجاهات بين الناخبين في الولايات المتأرجحة
بحسب استطلاع حديث لمركز "بيو" للأبحاث، فإن الناخبين الذين يخططون للتصويت قبل يوم الانتخابات يميلون إلى أن يكونوا من مؤيدي المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس، مقارنة مع مؤيدي غريمها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب.
في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا وكارولينا الشمالية ونيفادا، يلاحظ زيادة نسبة الناخبين الجمهوريين الأوائل مقارنة بنفس المرحلة من انتخابات 2020، تشير هذه التحولات إلى إمكانية تغير المشهد الانتخابي في هذه الولايات المهمة.
جدل حول التصويت المبكر
يعتبر التصويت المبكر جزءًا أساسيًا من الانتخابات الأمريكية، حيث يتيح للناخبين الإدلاء بأصواتهم قبل يوم الانتخابات.
تختلف أنظمة التصويت المبكر من ولاية لأخرى، حيث تتيح معظم الولايات خيارات التصويت الشخصي قبل الانتخابات، بينما توفر بعض الولايات خيارات التصويت بالبريد.
هذه الخيارات تعزز من مشاركة الناخبين، خاصة لأولئك الذين قد يواجهون صعوبة في التصويت يوم الانتخابات بسبب العمل أو السفر أو الظروف الصحية.
واجه التصويت المبكر جدلًا واسعًا في الأوساط الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بالتصويت عبر البريد.
وتراقب "سي. إن. إن" الأعداد المتزايدة للناخبين الذين يدلون بأصواتهم مبكرًا في 36 ولاية، بالإضافة إلى مقارنة الأرقام الحالية بما كان عليه الحال قبل أربع سنوات، عندما سجل التصويت المبكر أرقامًا قياسية خلال جائحة كوفيد-19.
في ذلك الوقت، كان الديمقراطيون يتمتعون بميزة واسعة على الجمهوريين، لكن الفجوة قد تكون أضيق هذه المرة، إذ يحث كبار المسؤولين الجمهوريين مؤيديهم على التصويت قبل الخامس من نوفمبر.
أهمية دور الناخبين كبار السن
تشير البيانات إلى أن الناخبين الأكبر سنًا شكلوا نسبة أكبر من الذين أدلوا بأصواتهم في هذه المرحلة مقارنة بعام 2020.
هذا الاتجاه يعكس أهمية دور الناخبين كبار السن في العملية الانتخابية، حيث يعتبرون فئة مهمة يمكن أن تؤثر في النتائج بشكل كبير.
وبالتالي، فإن فهم سلوكيات هذه الفئة الانتخابية سيساعد الحملات الانتخابية في توجيه استراتيجياتها بشكل أكثر فعالية.