وزير الإسكان: التحضر المستدام يخلق فرصًا لنمو اقتصادي متكامل
تستضيف مصر النسخة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي، وقد أعرب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، عن امتنانه للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على دعمه الكبير الذي أسهم في إنجاح المنتدى، والذي كان له دور فعّال في تسليط الضوء على التجربة العمرانية المصرية.
كما وجّه الوزير الشكر لكل من ساهم في التحضير والإعداد لهذا الحدث الضخم، وأشاد بالمشاركين من الوفود الرسمية وغير الرسمية، مؤكداً أن هذه النسخة من المنتدى تعد حدثاً استثنائياً في تاريخ المنتدى العالمي من حيث عدد المشاركين ونوعية الفعاليات.
التجربة العمرانية المصرية وفرص الاستثمار
خلال كلمته في الاحتفالية الختامية للمنتدى، أشار الوزير الشربيني إلى أن هذا الحدث أتاح فرصة فريدة لمصر لعرض تجربتها العمرانية والفرص الاستثمارية المتنوعة التي تقدمها.
وقد شهد المنتدى تنظيم العديد من اللقاءات الثنائية بين وزير الإسكان المصري ونظرائه من مختلف الدول، خاصة الأفريقية منها، مما يعكس عمق العلاقات والشراكات الاستراتيجية في مجال الإسكان.
كما تم توقيع مذكرات تفاهم مع بعض وزارات الإسكان الإفريقية بهدف تعزيز التعاون ودعم التنمية الحضرية المستدامة في القارة السمراء.
المنتدى كمنصة عالمية لمناقشة تحديات التحضر
وأوضح وزير الإسكان أن المنتدى الحضري العالمي يعتبر ثاني أكبر حدث على أجندة الأمم المتحدة وأكبر منصة دولية تناقش قضايا التطور الحضري.
وأعرب عن أمله في أن تحقق مناقشات المنتدى شعاره الرئيسي هذا العام: "الكل يبدأ من النطاق المحلي - العمل المحلي من أجل مدن ومجتمعات مستدامة"، مؤكداً أن هذا الشعار يعكس أهمية المبادرات المحلية في إحداث التغيير على المستوى العالمي.
وشدد الشربيني على أن المنتدى ليس مجرد حدث تقني، بل هو مساحة لتبادل الرؤى حول كيفية مواجهة تحديات التحضر.
الإسكان والتنمية الحضرية
خلال جلسات المنتدى، تناول المشاركون العديد من القضايا الأساسية التي تواجه المدن حول العالم، وعلى رأسها الإسكان والتنمية الحضرية.
وأكد الوزير الشربيني أن توفير السكن الملائم والميسر للجميع يُعد من أبرز التحديات، لافتاً إلى أهمية ضمان نوعية حياة مناسبة تلبي احتياجات الجميع.
كما ناقش المشاركون مبادئ وحقوق المواطنين في الحصول على سكن آمن وميسور، والفرصة للعيش في مجتمعات مزودة بخدمات شاملة وروابط اجتماعية قوية.
العمل المشترك لتبادل التجارب الناجحة
أبرز الوزير الشربيني الدور الكبير للعمل المشترك والحوار الذي شهده المنتدى الحضري العالمي، مشيراً إلى أن هذا التجمع الدولي مكن من تبادل الأفكار والتجارب الناجحة التي من شأنها دعم نمو المدن ومرونتها.
وأكد أن الحوارات التي جرت على مدار أيام المنتدى ساعدت في إرساء الأسس لمستقبل حضري مستدام وشامل، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات المستمرة كالسكن غير الملائم والأحياء المكتظة والبنية التحتية غير المستقرة.
التحديات الحضرية
أوضح الوزير الشربيني أن التحديات الحضرية الكبيرة قد تشكل فرصاً مهمة للتنمية، حيث إن التحضر يُمكن أن يكون محركاً للنمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
ولفت إلى أن التخطيط المدروس والعمل التعاوني بين الدول من شأنه تحقيق مساحات حضرية تعزز من النمو الاقتصادي، وتدعم الاندماج الاجتماعي، وتراعي الاستدامة البيئية، مؤكداً على أن التغلب على التحديات لا يعني فقط تحسين حياة الأفراد بل دعم مسارات التنمية العامة.
تبادل الخبرات والابتكار
وخلال فعاليات المنتدى، أتاح للمشاركين تبادل الخبرات فيما بينهم، مع التركيز على الحلول المبتكرة والتجارب الناجحة في مواجهة تحديات الإسكان.
وأكد الوزير أن المنتدى شكّل فرصة لاستعراض طرق تمويل الإسكان الميسور، تطوير البنية التحتية المستدامة، وتصميم مدن قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية.
وشدد على أهمية التعاون بين القطاعات الحكومية، الخاصة، وغير الربحية لدعم التحضر المستدام، وأوضح أن التحديات الحضرية تتطلب حلولاً خلاقة ومرنة تتكيف مع احتياجات كل مدينة على حدة.
بناء مجتمعات شاملة ومستدامة
واختتم الوزير الشربيني كلمته بالتأكيد على أن التنمية الحضرية لا تتعلق فقط بالمباني والمنشآت، بل تمتد لتشمل بناء حياة كريمة ومجتمعات متكاملة تتوفر فيها الخدمات للجميع.
وأشار إلى أن العمل المشترك بين مختلف الجهات يمكن أن يحقق مدناً يشعر سكانها بالأمان، ويتمتعون بفرص حياتية متكاملة ومناسبة للأجيال القادمة.
شكر وتقدير للمنظمين والمشاركين
عبر الوزير شريف الشربيني في ختام كلمته عن شكره العميق للجنة المنظمة والمتطوعين ولكل من شارك في المنتدى، مؤكداً أن جهودهم أسهمت في نجاح هذا الحدث الدولي.
وأعرب عن أمله بأن يعود المشاركون إلى بلدانهم لنقل تجاربهم وخبراتهم، بما يسهم في تحقيق أهداف المنتدى.
ودعا الجميع إلى الاستمرار في دعم قضايا العمران، متمنياً اللقاء مجدداً في النسخة المقبلة في مدينة باكو بأذربيجان عام 2026.