«الشرير الظريف».. أشهر أفيهات توفيق الدقن في السينما المصرية
يحل اليوم 26 نوفمبر ذكرى وفاة الفنان الكبير توفيق الدقن، الذي رحل عن عالمنا 1988 وذلك عن عمر يناهز 65 عام.
ولد الفنان المصري الراحل توفيق الدقن في عام 1923، اسمه الكامل هو توفيق أمين محمد الدقن وهو من مواليد محافظة المنوفية وتحديداً في قرية هورين في بركة السبع.
نشأته
نشأ توفيق الدقن في أسرة مسلمة متدينة مكونة من 5 بنات و4 أولاد وكان والده يحبه بشدة.
درس في المعهد العالي للفنون المسرحية وحصل منه على شهادة البكالوريوس في عام 1950.
شارك في بعض الأعمال الفنية بأدوار صغيرة أثناء دراسته في المعهد وبعد أن تخرج التحق بالمسرح الحر واستمر به لمدة سبع سنوات، ثم التحق بالمسرح القومي.
اشتهر كثيراً بأدوار الشر وعرف بلقب بلطجي الشاشة، تميز بأدائه الرائع وصوته الذي تميز عن باقي الفنانين.
تسببت أدوار الشر بأذى كبير لتوفيق الدقن حتى أنها تسببت في مرض والدته بأزمة.
لأنها كادت تصدق أنه شرير حقيقي ويتناول الخمر ويرتكب الجرائم.
كما أنه تعرض للعديد من الإهانة والتطاول أثناء سيره في الشوارع من المواطنين ف الشارع.
أبرز إفيهات توفيق الدقن
وإفيهاته التي ما زالت حتى الآن راسخة في أذهاننا والتي اشتهر بها كثيرا.
ومن أشهرها: أحلى من الشرف مفيش، همبكة، آلو يا أمم، أستر يا اللي بتستر، يا آه يا آه، خلاص يا نوسه هانت والنبي.
ومنهم أيضا أهلا فسهلا، صلاة النبي أحسن، حكمتك يارب النملة طلع لها أسنان، البلنس في الاكسلنس.
جوائز وتقدير
حصل خلال حياته الفنية على كثير من الجوائز والأوسمة، فهو واحد من أهم فناني الزمن الجميل.
ويذكر أن والده كان لديه ابن كبير يدعى توفيق لكنه توفي وهو صغير وعندما رزق بابن آخر أسماه توفيق أيضاً.
وجعل شهادة ميلاده هي شهادة ميلاد أخيه المتوفي، وكان دائماً يقول إنه عاش في الدنيا بدل فاقد.
أعماله الفنية
وقال توفيق الدقن في تصريحات تليفزيونية، خلال لقاء سابق له مع الإعلامية منى الشاذلي في برنامج معكم: "في حالات كتير جدا يا أقعد على القهوة واستلف يا أعيش".
وتابع: "أنا عامل 400 فيلم فيه منهم 300 انا مش راضي عنهم وخدتهم عشان لقمة عيش".
وأضاف: "ففي فعلا أعمال أنا خدتها رديئة لأني كنت عايز أعيش يا فرحتي أتمسك بالقيم وأنا قاعد جعان".
واستكمل: "وبعدين مخدتهاش انا بعشرة صاغ هيجي غيري ياخدهم بتعريفة".
وعن سبب قبوله لأعمال فنية غير راضي عنها، قال: "أنا أولى بالأعمال دي بدل ما أقعد في البيت وأعمل حجة اني عاطل، أنا مبدئي بيقول مفيش رفض أعمال".
حياته الشخصية
تزوج الفنان توفيق الدقن من السيدة نوال الرخاوي من خارج الوسط الفني ورزق منها بابنه ماضي توفيق الدقن المحامي بالنقض.
وفي تصريحات سابقة كشف ابن توفيق الدقن عن تفاصيل الأيام الأخيرة فى حياة والده وأخر وصاياه.
قال ابن توفيق الدقن :"كان والدى كأى فنان يخاف من الزمن، ويقول :الفنان عندما يكبر يصبح مثل خيل الحكومة، يتركونه ويأتون باللى بعده، و بعدما كبر عانى من التعامل مع المخرجين الجدد".
وتابع: "ومن التجاهل وعدم الاحترام فى كتابة الاسم، فلم يكن أبى طوال حياته يسأل أين سيوضع اسمه، ولكنه حزن وشعر بإنكار الجميل وعدم التقدير، وزاد حزنه بعد رحيل عدد من أصدقائه".
واستكمل: "فبدأ يشعر بالغربة، وأن المناخ مش بتاعه، وكان يقول «عاوز أعتزل»، وبالفعل فكر فى الاعتزال قبل وفاته، ولو أمهله القدر كان سيعتزل، ورغم ذلك ظل يعمل لأخر أيام حياته".
وأردف:" كان والدى مريضًا بالسكر، وأصيب بالفشل الكلوى سنة 86، وظل يغسل كلى لمدة عامين، ورغم ذلك ظل يعمل، وسافر إلى عجمان ليشارك فى رواية «الوريث» مع المخرج خليل شوقى، وقال له «أنا عندى فشل كلوى، وباغسل مرتين فى الأسبوع، ومش عاوز حد يعرف»، لأنه لا يحب إحساس الشفقة".
وأشار: "وكان خليل شوقى يأخذه للمستشفى ليغسل الكلى، ثم يعود ليؤدى دوره، ولم يكن والدى يعترف بالمرض، وبعد هذه الرواية ظل لفترة لا يعمل، حتى عرضت عليه إحدى الشركات مسلسلًا فوافق، وصور بعض المشاهد، لكنه أصيب بذبحة وتحامل على نفسه".
وتابع ماضى توفيق الدقن:"عندما كلموه فى المساء للاتفاق على المشاهد التى سيؤديها صباحًا أصر أن يرد بنفسه، حتى لا يشعروا بأنه مريض، وقال «هاجيلكم بكره بعد ما أروح المطار ومات فى الصباح»، وقبل وفاته قال لى «ريحة شبرا فى نخاشيشى، قوم ودينى عند إخواتى»، حيث جاءت أسرته من المنيا لتستقر فى شبرا وذهب لزيارتهم،".
وأردف: "وأثناء عودتنا قال «يظهر يابنى إنى هاموت أو حد منهم هيموت»، ثم ضحك ساخرًا «ياللا فى ستين داهية".
وقال أن والده لم يكن يفارق سجادة الصلاة والمصحف فى أواخر أيامه وكان يجلس فى الفجر بأحد أركان المنزل يتغنى بالقرآن، وهو ما منحه قدرة هائلة على تدريب صوته.
وكشف عن أخر وصايا وصية لوالده قائلًا:" قال لنا قبل وفاته :"لما أموت ادفنونى وحطوا على قبرى وردة حمراء، وكل واحد يروح يشوف شغله، فالدنيا لا تقف على شخص، وكان على يقين بأنه ذاهب إلى مكان أفضل، وأنه أدى رسالته، وسيُجازى خيرًا عما قدّم".
وفاة توفيق الدقن
رحل توفيق الدقن عن عالمنا في 26 نوفمبر عام 1988 وذلك عن عمر يناهز 65 عام وذلك بعد صراع مع مرض الفشل الكلوي.